حفل توقيع "امراة عائدة من الموت" للقرعاوي نافز الرفاعي

في حضور حوالي تسعون شخصية ثقافية وادبية وفكرية في مركز السلام في مدينة بيت لحم ورغم الطقس البارد والماطر احتفت في الأسبوع الماضي مدينة بيت لحم بالروائي نافذ الرفاعي في روايته “امرأة عائدة من الموت” وقدم الدكتور محمد فرحات للرواية قائلا انه للمرة الثانية يقف في تقديم رواية لنافذ الرفاعي حيث قبل ثلاث اعوام قدم إلى ” قيثارة الرمل” واليوم يقدم ” امراة عائدة من الموت” وهذه تبشر بروائي قادم إلى عالم الرواية الفلسطينية وتحدث عن اهمية الادب والرواية.

ومن ثم تحدث د عدوان عدوان استاذ اللغة العربية والرواية في جامعة بيت لحم حيث اشار إلى ان هذا العمل الروائي يملك شخصيات متشظية وهذا احد اسرار ابداع الرواية وكذلك تغلب عنصر السرود في داخل الرواية حيث اضحى يقود تطور النص ويؤثر وكيف ان النهاية هي جمع خيوط الرواية في نهاية حث عليها المسرود له واهمية ما يراه في الرواية من عناصر قوة وابداع وقدم ورقة مكتوبة واعلن انه سينشرها وان شخصية صاحبة القبعه الحمراء اضحت الحزام الذي يلف الرواية ويسير بحثا عن نهاية.

اما الكاتب نصار ابراهيم والذي واكب المسودة الاولى للرواية واعلن اننا القارئيين على هذه المنصة قدمنا ليس من اجل تمجيد الكاتب بل حضرنا من اجل الادب وانه واكب الرواية منذ بدايتها واهمية المكان في النص من قدس وكذلك الحديث عن قارع الاجراس وابو يوسف الذي تعدد هدم بيته وكذلك شخصية مرام الكوافييرة الباحثة عن حزام الموت واشار إلى اهمية تطور الادب وحضورة في الحياة الفلسطينية ورسالة والخطاب الذي يضعه الروائي نافذ الرفاعي في روايته في شخصيات الرواية المتعددة.

اما المفكر د عادل سمارة فلقد قدم ورقة مكتوبة من ثمان صفحات في قراءة متعمقة وهي كرست رساله ادبية وفكرية وقراءة عميقة للرواية المرأة عائدةٌ من الموت، أو هي التي لا تموت. من يهب الحياة لا يفقدها.

الأدب ضوء الحياة في الجماعة وللجماعة، ربما أكثر من أي فعل إنساني، وربما لهذا أبدع الإنسان الرواية فهي روح الفريق، هي كما يقدم الرفاعي ورشة شغل لأعداد متكاثرة من الناس، بل كل الناس. ليست مقالة في السياسة من صنع فرد، وليست قصيدة، رغم جمال الشعر حيث لا يشترك مع الشاعر غير خياله أو شيطانه على لحظة كنتُ وما زلت أخشاها، داهمني هذا الشقي أن أقرأ عمله وأن أقول فيه ما أرى. هو كمن يقول لي، اُخرج كما الناس إلى متعة الأدب، إلى الحلم الحقيقي وإلى بناء الحلم من الوعي وحتى من رشقات سلاحهم وصرخات نساء بلادي الجميلات في كل شيء. أخالُ أنك كمن اكتشف جبني أمام المتعة، نحن الذين اعتدنا حمل الجبال على الأنامل والدمع المالح في الجفون.

في عملك تمسك بالقدس كطفلة صغيرة تتحسس كل مسامات جسدها، أو كمحب عذري يقضي العمر ولا يمل من اللمس المقدس. بين صفحة وأخرى كنت ترسم القدس لمن لم يدخلوها انتظاراً ليوم التحرير والعودة. هذا اليوم الذي يكاد يفلت من بين أصابعنا.

لمْ تُعِدني إلى الأدب وإنما إلى القدس كذلك، ولنا جميعاً في القدس ما لها فينا، ولا مجال لأقول لك أن فتاتك ذات القبعة الحمراء هي تارنتا التي كنت وإياها في سبعينات القرن الماضي في ليل القدس ونهارها، وقد جمعنا ما خلق روايتك، بدأنا باستشهاد لينا النابلسي. وكان عرضا مكثفا في ورقته والتي ستنشر كما افاد نافذ الرفاعي حول ورقة د عادل سمارة ومن ثم علق الحضور حيث قدم الاستاذ عبد المجيد السويطي مداخلة اشاد بالرواية على انها تطور مشهود لنافذ الرفاعي وانه من المحبين للوحة “جمل المحامل” ولكن الحكاية التي ساقها الرفاعي جعلته يعشق اللوحه رسما وحكاية من رؤيا الرفاعي.

وفي النهاية شكر نافذ الرفاعي د. عادل سمارة على قدومه من رام الله رغم البرد والطقس وان هذا اليساري الواقف طودا في ثبات الموقف وتعبيرات الانتماء.

وشكر للاستاذ نصار ابراهيم الاديب والقاص والسياسي وصاحب مجموعة “إغتيال كلب” ودوره المهم في مراجعة الرواية واقتراحاته القيمة وحضوره اليوم إلى منصة القراءة ليقدم رؤياه المستندة إلى وعيه ورايه المبني على الفكر والبعيد عن المجاملة. وكذلك استاذ الادب في جامعة بيت لحم د عدوان عدوان.

*نافز الرفاعي كاتب وروائي من بيت لحم عاش قبل اعوام فترة 8 سنوات مع اهله في قرية كفرقرع ويعتبرها بلده الثانية.