الافراط في تناول الجبن قد يصيبك بالسكري
تاريخ النشر: 15/06/14 | 19:30هل يمكن أن يتسبب تناول وجبات غنية باللحوم والجبن إلى ارتفاع نسبة الحموضة في الجسم وزيادة خطر الإصابة بداء البول السكري من النوع 2؟ ..
كان هذا هو ما افترضته مجموعة من الباحثين الفرنسيين الأسبوع الماضي، حيث وجدوا أن النساء اللواتي يستهلكن كميات أكبر من اللحوم والجبن والبيض والسمك والخبز والمشروبات الغازية يكن أكثر عرضة بنسبة 50 في المائة للإصابة بهذه الحالة، حتى لو كن يتناولن أيضاً الكثير من الفاكهة والخضروات.
وقال الباحثون إن المشكلة هي أن أطعمة مثل اللحوم والجبن تنتج الأحماض. مثل كل الكائنات الحية، فإن لأجسامنا رقماً أيدروجينياً (pH). وينبغي أن يكون هذا الرقم متعادلاً حتى يمكن للخلايا والأنسجة أن تعمل بشكل صحيح.
ولكن ليست الأطعمة التي يبدو أنها “حمضية” هي فقط التي تزيد من نسبة الحموضة في الجسم، كما تقول ماري ميرفي – عالمة التغذية بمؤسسة التغذية البريطانية. فالأمر يعتمد على كيفية قيام الجسم بمعالجة ذلك.
وقالت ميرفي “على سبيل المثال، درجة ال pH في البرتقالة منخفضة بسبب محتوى حامض الستريك بها، ولكن بمجرد أن يتناولها الإنسان يعتقد أنه يصبح لها تأثير قلوي على الجسم. وهذا يرتبط بالمواد الغذائية التي تفرزها داخل الجسم”. وكل من اللحوم والأسماك والمأكولات البحرية والجبن والبيض والخبز والشوفان والمكرونة والأرز والأغذية المصنعة والمشروبات الغازية تنتج الأحماض عند هضمها، بينما تعتبر القهوة والفواكه والخضراوات قلوية.
وحين تتناول وجبات متوازنة من الألياف والبروتينات والكربوهيدرات والفواكه والخضروات تقوم الأطعمة الحمضية والقلوية بتحييد بعضها البعض. ولكن النظرية هي أن النظام الغذائي الغربي الغني بالأطعمة التي تنتج الأحماض عند هضمها يمكن أن يزيد نسبة الحموضة في الجسم بحيث لا تعادلها الفاكهة والخضروات.
ويعتقد أن هذا قد يسبب مضاعفات لعملية التمثيل الغذائي، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، وهو ما يحدث حين يعجز الجسم عن إنتاج كميات كافية من هرمون الانسولين أو عن استخدامها بشكل صحيح.
يساعد الأنسولين على امتصاص السكر في الدم و تحويله إلى طاقة. وإذا لم يقم الأنسولين بذلك بشكل صحيح، يمكن أن تصبح مستويات السكر في الدم عالية بشكل خطير، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
وكانت الدراسة الفرنسية الجديدة هي الدراسة الأولى من نوعها التي تقوم بالبحث عن صلة محتملة بين النظام الغذائي عالي الحمضية وبين الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وهو مرض يصيب ثلاثة ملايين شخص على الأقل في المملكة المتحدة.
فهل يمكن للحد من تناول الأطعمة عالية الحمضية حمايتك من الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ؟ ليس هناك شك في أن الأطعمة لها تأثير على درجة الحموضة في الجسم. لكن الخبراء البريطانيين يقولون إن الجسم يحافظ على مستوى الرقم الإيدروجيني به بغض النظر عن النظام الغذائي.
وأوضحت ماري ميرفي “المواد الغذائية داخل الأطعمة لها القدرة على التأثير على التوازن الحمضي القلوي في الجسم عن طريق زيادة أو خفض مستويات الحموضة. ولكن الجسم به آليات فعالة جدا للحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي، وأية تأثيرات من الأطعمة التي تعطل هذا التوازن يقوم الجسم بتصحيحها للحفاظ على الاستقرار داخله، مثلما يحدث على سبيل المثال عندما تقوم الكلى بالتخلص من الأحماض عن طريق البول”.
وقالت الدكتور توني ليدز- أخصائي أمراض السمنة بلندن – إن الأشخاص الأصحاء قادرون على التعامل مع الأطعمة عالية الحمضية. وأضافت “طالما أن أنظمة جسمك تعمل بصورة عادية، فإن بإمكانه التعامل مع الأحماض التي تنتجها عملية التمثيل الغذائي والتخلص منها”.
وقالت البروفيسور توم ساندرز – رئيس قسم السكري وعلوم التغذية في كينجز كوليدج في لندن – أنه رغم أنه هذه الدراسة تشير إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي عالي الحمضية وبين الإصابة بداء السكري من النوع 2، فإنها لا تثبت أن النظام الغذائي عالي الحمضية يسبب مرض السكري من النوع 2، أو حتى أن هناك ارتباطاً واضحاً بين الاثنين.
فبينما وجدت الدراسة أن السيدات اللاتي يتناولن وجبات عالية الحمضية كن أكثر عرضة بنسبة 56 في المائة للإصابة بمرض السكري من النوع 2، فإن زيادة الوزن أو البدانة تزيد من الخطر بنسبة عشرة أضعاف، أو 1000 في المائة.