دراسة تجريبية تنجح في علاج كسل العين بطريقة جديدة

لإصلاح كسل العين يلجأ الأطباء عادة الى تغطية العين السليمة لفترات طويلة لتشجيع العين المصابة بالكسل على العمل بصورة أفضل، ولكن والعلماء في جامعة دالهوسي في هاليفاكس كندا اكتشفوا مؤخراً طريقة أسرع وأكثر فعالية. استطاع الباحثين اعادة الرؤية العادية لمجموعة من القطط الصغيرة التي سبب لها الباحثين كسل في العين عن طريق إعادة برمجة جزء من الدماغ مسؤول عن تفسير الرؤية.

تم وضع مجموعة القطط الصغيرة في الحجر الصحي في غرفة مظلمة تماماً لمدة عشرة أيام، على أساس النظرية القائلة بأن الظلام يمكن أن يجعل بعض أجزاء من النظام البصري تعود إلى مرحلة مبكرة من التنمية حيث يصبح النظام البصري أكثر مرونة وقابلية للتطور. وضعت القطط في الغرفة المظلمة مع أمهاتهم حيث تمت تغذيتهم وتنظيفهم، ورعايتهم وفقا للمعتاد وتم رصد كل تحركاتهم من خلال كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء.

ويوضح كيفن دافي أخصائي الأعصاب والمؤلف الرئيسي للدراسة، أنه يبدو أن الغمر في ظلام دامس يعمل على إعادة عمل الجزء المسئول عن البصر في الدماغ بصورة أكثر نشاطاً. العين الكسولة هو عدم قدرة العين على التركيز في التفاصيل الحادة مما يتسبب في العين الكسولة أو المنحرفة في الأطفال. حالياً يؤثر كسل العين على ما يقرب من 4% من الأطفال، ويحدث هذا عندما لا يتطور مسار العصب بين العين والدماغ بشكل صحيح مما يمنع ارسال صور واضحة إلى الدماغ ويعتاد الدماغ على ترجمة الرؤية بهذه الصورة. وتكمن خطورة كسل العين في أنه إذا ترك دون علاج يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر الدائم.

وتشير الدراسة المذكورة الى أن النتائج كانت مذهلة كما قال دافي، مشيراً إلى أنه عندما أزيلت القطط من الظلام الدامس تحسنت لديهم الرؤية من كلتا العينين ببطء ولكن ببراعة وصلت في نهاية المطاف الى حدة البصر العادي، في حوالي 70 يوماً. بالإضافة الى أن الكسل لم يتطور في العين السليمة وتمكنت القطط في نهاية المطاف الحصول من استعادة الرؤية في كلتا العينين بما يقارب مستويات الرؤية العادية.

يقول دافي أن الأمر لازال يحتاج الى المزيد من الدراسة والاجابة على العديد من التساؤلات قبل البدء في تطبيق طريقة العلاج بالظلام على الأطفال، خاصة وأن الأمر سوف يتطلب من الأم البقاء مع طفلها في الظلام التام لمدة طويلة. ويحذر دافي من محاولة تطبيق هذه الطريقة في المنزل من قبل الأهالي مع الأطفال المصابين بكسل العين.