تألمّت فتعلّمت"محمد الماغوط"
تاريخ النشر: 28/10/10 | 2:58بقلم محمد الماغوط
محمد الماغوط من أعظم كتاب الأدب السياسي والشعر والنثر في العصر الحديث المسكونين بالوطن وهموم الوطن. له مؤلفات عديدة منها مسرحية “غربة” و”ضيعة تشرين” و”كاسك يا وطن” وفيلم “الحدود “وفيلم “التقرير “. ومن روائع كتبه: كتاب “سأخون وطني” الذي قدم له زكريّا تامر وكتاب “شرق غرب في عدن”.
تألمّت فتعلّمت
أحببت وكرهت.. فرحت فحزنت…. ضحكت فبكيت…
ولكنّي …. رغم كل الألم .. عشت وهذه خلاصة دنياي..مع تجاربي..
تعلّمت
أنّ جرحي لا يؤلم أحدا في الوجود غيري
وأنّ بكاء الناس من حولي….لن يفيدني بشيء
تعلّمت
أنّ أجمل ابتسامة هي التي ترتسم على شفتيّ في عزّ ألمي
وأنّ أثمن الدموع وأصدقها..هي التي تنزل بصمت…دون أن يراها أحد.
تعلّمت
أن أفرح مع الناس….وأن أحزن وحدي، وأنّ دواء جراحي الوحيد…هو رضائي بقدري
وأنّ دواء جراحي الوحيد…هو رضائي بقدري.
تعلّمت
أنّ أعظم نجاح أن أنجح في التوفيق بين رغباتي ورغبات من حولي.
تعلّمت
أنّ من راقب الناس…مات كرهًا من الناس،
وأنّ من حاسب الناس على عواطفهم نحوه…كان بينه وبينهم
حبل مقطوع لا يربط أبدً.
وأنه لو أعطي الإنسان كلّ ما يتمنّى…لأكل بعضنا بعضًا.
تعلّمت
أنّني إذا كنت أريد الراحة في الحياة..يجب أن أعتني بصحتي
وإذا كنت أريد السعادة يجب أن أعتني بأخلاقي وشكلي
وأنّني إذا كنت أريد الخلو د في الحياة يجب أن أعتني بعقلي
وأنّني إذا كنت أريد كلّ ذلك يجب أن أعتني أوّلا…بديني
تعلّمت
أن لا أحتقر أحدًا مهما كان
فقد يضعه الله موضع من تُخشى فعاله ويُرجى وصاله
وأنّه لولا المرض…لافترست الصحة ما بقي من نوازع الرحمة لدى الإنسان.
تعلمت أنّ لكلّ إنسان عيبأ.
وأنّ أخفّ العيوب…مالا يكون له أثر سيّء على من حولنا
تعلّمت
أنّ البيئة التي نشأنا فيها كوّنت شخصياتنا..وأنّ أفكارنا وطموحنا
هي التي تعيد صناعة شخصيّاتنا وتغيّر من شكل حياتنا.
تعلّمت
أنّ الكثير منا كالأطفال
نكره الحق لأننا نتذوق مرارة دوائه..ولا نفكّر في حلاوة شفائه
ونحبّ الباطل..لأنّنا نستلذّ بطعمه ولا نبالي بسمّه ؟؟؟
تعلّمت
أنّ جمال النفس يسعدنا ومن حولنا
وجمال الشكل يسعد من حولنا فقط
وأنّ من علامة حسن الأخلاق..أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقاً…
تعلّمت
أنّه ربما كان الضحك دواء
والمرح شفاء
وقلة اللامبالاة أحيانا منجاة….
لمن أورثته الهموم والأعباء
وأنيّ حين أضيع نفسي…أجدها في مناجاة الله
وحين افقد غايتي ألجأ إلى كتاب الله
تعلّمت
أنّ أسوأ أنواع المرض أن تبتلى بمخالطة غليظ الفهم
محدود الإدراك
بليد الذوق
لا يفهم، ويرى نفسه أنه أفهم من يفهم
تعلّمت….
أنّ العاجز … من يلجأ عند النكبات للشكوى
والحازم … من يسرع للعمل
والمستقيم … الذي لا تتغيّر مبادئه بتغيّر الظروف
والمتواضع … الذي لا يزهو بنفس في مواقف النصر
تعلّمت
أنّه لو كنّا متوكلين على الله حقّ التوكل لما قلقنا على المستقبل
ولو كنّا واثقين من رحمته تمام الثقة لما يئسنا من الفرج
ولو كنّا موقنين بحكمته لما عتبنا عليه بقضائه وقدره
ولو كنّا مطمئنّين إلى عدالته لما شككنا في نهاية الظالمين
وأنّ لله جنودًا يحفظوننا ويدافعون عنا
تعلّمت
عدم صدق المقولة التي تقول…
( أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة)، فقد يكون أصغر منك بسنة وأعلم منك بسنين
وأنّ الحياة مدرسة تربويّة .. لو أحسن المهموم الاستفادة
من همّه لكان نعمة لا نقمة…
كلام سليم الانسان المجروح والذي يكافح حتى الموت لا يعرف معنى كلمة مستحيل ولكن كمن لا يجيد كيفية السباحه بالبحر يقول ان البحر غدار ومن لا يستطيع ولا يعلم الرقص يقول الارض عوجاء لا نستسلم نكافح ان كان الانسان مهموم وان كان مريض وان كان حياته متعبه عليه الكفاح واثبات نفسه بنفسه .
لا أريد الموت , ما دامت على الدنيا قصائد وعيون لا تنام
فإذا جاء , ولن يأتي بإذن لن أعاند
بل سأرجوه , لكي أرثي الختام .
محمد أحمد عيسى الماغوط (1934- 3 أبريل 2006) شاعر وأديب سوري، ولد في سلمية بمحافظة حماة عام 1934. تلقى تعليمه في سلمية ودمشق وكان فقره سبباً في تركه المدرسة في سن مبكرة، كانت سلمية ودمشق وبيروت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه، وعمل في الصحافة حيث كان من المؤسسين لجريدة تشرين كما عمل الماغوط رئيساً لتحرير مجلة الشرطة، احترف الفن السياسي وألف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، كما كتب الرواية والشعر وامتاز في القصيدة النثرية وله دواوين عديدة. توفي في دمشق في 3 أبريل 2006.
محمد الماغوط من أروع الكتَاب ولقد لاقت مسرحياته رواجا كبيرا في عالمنا العربي
وأنا أعتقد أن شهرة دريد لحام “غوار الطوشة ” برغم أدائه المتميَز كانت بسبب تلك المسرحيات الرائعة الهادفة.
وعند حصول الفراق بينهما لم أشاهد شيئ مميز لدريد لحام .
محمد الماغوط شاعر وكاتب وناقد وخائن للوطن !!! لكن ليس ذلك الوطن الذي نعرفه ونموت من أجله , بل وطن أولئك الضباع التي تنهش بأجسادنا وترابنا وزهرنا ولوزنا وهوائنا وحتى حبنا , الوطن الذي تحكمه عصبة من اللصوص ويسمى زورا وطناً .
تألمّت فتعلّمت
أحببت وكرهت.. فرحت فحزنت…. ضحكت فبكيت…
ولكنّي …. رغم كل الألم .. عشت وهذه خلاصة دنياي..مع تجاربي..
تعلّمت
أنّ جرحي لا يؤلم أحدا في الوجود غيري
وأنّ بكاء الناس من حولي….لن يفيدني بشيء.
هذه الكلمات أعجبتني كثيرا وقد قمت بدمجها وإضافتها قبل فترة من الزمن على أغنية مشهورة في قناتي على اليوتيوب فزادتها جمالاَ وروعةَ .
من كتابه الرائع بعض الكلمات :
نحن الجائعين أمام حقولنا…
المرتبكين أمام أطفالنا…
المطأطئين أمام آلامنا..
الوافدين حتى في سفاراتنا. . .
نحن . . . الذين لا وزن لهم إلا في الطائرات. . .
نحن وبر السجادة البشرية التي تفرش أمام الغادي والرائح في هذه المنطقة. . .
ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج؟
لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن.
أعطونا الأحذية وأخذوا الطرقات.
أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية.
أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب.
أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد.
أعطونا الحليب المجفف وأخذوا الطفولة.
أعطونا السماد الكيماوي وأخذوا الربيع.
أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان.
أعطونا الحراس والأقفال، وأخذوا الأمان.
أعطونا الثوار وأخذوا الثورة.
فلننفض أفواهنا من طعامهم.
وجلودنا من ثيابهم.
وأقدامنا من أحذيتهم.
ومعاصمنا من ساعاتهم.
وآذاننا من مناظرهم.
وعيوننا من مناظرهم.