الاشعاع والانتينات

تاريخ النشر: 30/01/12 | 1:00

من الاء مصاروة

مع ازدياد التطور التكنولوجي وجوده الحياه تزداد متطلبات المعيشه وهنالك زيادة كبيرة في استخدام مصادر الاشعاع المختلفة المستخدمة في أغراض مختلفة كثيرة : الطبية والصناعية والاتصالات وأكثر من ذلك.

في العالم المعاصر يتم استعمال مصادر الأشعة استعمالا واسعا:

في الطب: للتشخيص والعلاج

في الصناعة: للرقابة عن إجراءات التصنيع والإنتاج

الكثير من أجهزة الكشف عن الدخان تضم المواد المشعة

الأجهزة والمعدات الكهربائية السلكية وغير السلكية: الراديو ,التلفزيون ,الهواتف الجوالة, الافران الميكروويف وغيرها .

الإشعاع ينقسم إلى نوعين :

الإشعاع المؤين: المواد المشعة الناشطة وأجهزة الرنتجن والمحفزات وغاز الرادون الطبيعي والمواد المشعة في مواد البناء.

الإشعاع غير المؤين: بث الراديو والتلفزيون, الهواتف الجوالة والهوائيات, شبكة الكهرباء والميكروويف (ميكروجال) .

إنّ الإشعاع غير المؤين هو الإشعاع الكهربائي المغناطيسي (الإلكترو مغناطيسي) الذي له طاقة محدودة تكفيه للتحرك حول الذّرّات داخل الجزيئات أو تسبب لهم اهتزازاً وتذبذباً. ورغم أنّ خطر الإشعاع غير المؤين أقلّ من قوة الإشعاع المؤين على خلق التغيرات في الخلايا العضوية لكنه لا يخلو عن تأثير سلبي على صحة الإنسان وعلى جودة البيئة.

مصادر الإشعاع غير المؤين:

الترددات المنخفضة للغاية الصادرة عن منشآت الكهرباء (ELF)

ترددات الراديو (RF) من مصادر الاتصال اللاسلكي: الراديو والتلفزيون والهواتف النقالة والشبكات الخلوية

إشعاع الضوء الذي نراه

الإشعاع التحت الأحمر

قسم من مجال الضوء فوق البنفسجي

أشعّة الليزر

ومن المنشآت المشعّة الإشعاع غير المؤين عشرات آلاف مراكز البث للشبكة الهاتفية الخلوية وشبكات شركة الهواتف بيزك وسلطات البث للراديو والتلفزيون وغيرها. وعلى طول البلاد وعرضها تندرج أيضاً كوابل الكهرباء والمحطات لتحويل الطاقة وأفران الميكروجال (مايكرويف) وغيرها.

الإشعاع غير المؤين الذي يسمى أيضاً الأشعاع الكهرومغناطيسي، موجود في كل مكان. ويعود مصدر هذا الإشعاع إلى المصادر الطبيعية (الأشعة الكونية)، مراكز البث، منشآت شركة الكهرباء، أشعاع الليزر ومصادر الضوء الأخرى غير المرئية. ومن الطبيعي أن يسعى كل واحد إلى استعمال مصادر الإشعاع لغرض الاتصالات، في استهلاك الكهرباء وما شابه ذلك دون أن يكون عرضة لأخطار الأشعة.

توجد للإشعاع غير المؤين تأثيرات على الصحة وعلى أداء جسم الإنسان. وفي مجال موجات الراديو على سبيل المثال تعرف ظاهرة التسخين والتأثيرات الأخرى، غير أن التأثيرات الحرارية ما تزال غير مُثبتة لغاية اليوم، لكنها ما تزال تشكل موضوعا لأبحاث كثيرة.

ونشرت منظمة الصحة العالمية (WHO) توصيات فيما نتعلق بتحديد عتبات الحد الأدنى المسموح بها من التعرض للإشعاع غير المؤين والتي تهدف إلى الحيلولة التامة دون حدوث التأثيرات الصحية المعروفة.

وهدفا بتقليل قدر الإمكان من تعرض الجمهور للإشعاع وعلى أساس مبدأ الحذر الوقائي حددت وزارة حماية البيئة المقاييس لضبط الحد الأدنى من الإشعاع من مصادر مختلفة طبقا للتقنيات المتوفرة وبتكاليف معقولة.

تعتبر شبكة الاتصالات الخلوية من بين البنى التحتية للاتصالات في البلاد. وتعتمد هذه الشبكة على الاتصالات اللاسلكية التي تعتمد أيضا على البث بموجات الراديو. إن الموجات الكهرومغناطيسية التي تنتشر من مصدر البث (الأنتينا) في الفضاء، يتم التقاطها من قبل الجهاز الخلوي النقال. ويقوم الجهاز النقال بتغيير الموجات الكهرومغناطيسية إلى إشارات صوتية مما يتيح الاتصال.

الجهاز الخلوي يعمل باتجاهين، يقوم الجهاز الخلوي بتغيير إشارات الصوت إلى موجات كهرومغناطيسية تبث إلى الفضاء عن طريق الأنتينا. إن طريقة البث للأنتينا هي أفقية (وليس بإتجاه الأرض). لكل أنتينا يوجد مدى محدد من البث والاستقبال، ولهذا السبب يقوم مبرمجو شبكات الاتصال الخلوية بتقسيم المنطقة الجغرافية التي يرغبون بتغطيتها إلى خلايا ميدانية (باللغة الانجليزية CELL ، ومن هنا جاء الاسم “اتصالات خلوية”). في كل خلية في المنطقة يتم إقامة أنتينا توفر الخدمات لمستعملي الاتصالات الخلوية الموجودين على مقربة منها، على بعد كاف للاستقبال والبث.

يقوم كل مشغل للإتصالات الخلوية(شركات الاتصالات) بإقامة شبكة من مواقع البث من أجل الوصول إلى تغطية مثالية على الأرض. إن موقع البث (الأنتينا) مخصص لالتقاط وبث الإشارات في مجال بث الراديو. كل موقع للبث يغطي منطقة جغرافية يتم تحديدها وفق المعطيات الفنية للأنتينا (الطول، اتجاه المزود وما شابه). يعتبر الارتفاع أحد العوامل الأساسية التي تحدد مدى التغطية لجهاز البث. كلما كانت الأنتينا أعلى كلما كبرت قوة البث الخاصة بها، وهكذا تُغطي مساحة جغرافية أكثر اتساعاً. إلى جانب ذلك، يوجد لكل أنتينا سعة قصوى من المكالمات التي يمكن لها أن تتم عن طريقها في نفس الوقت. كلما ارتفع عدد مستعملي الهواتف الخلوية في منطقة معينة، زاد عدد الأنتينات المطلوبة لتوفير الاتصالات. ولهذا السبب فإن تكنولوجيا الاتصالات الخلوية تستلزم عددا من مواقع البث يناسب عدد المستعملين وطبقا لمواقعهم في المنطقة.

حاليا تعمل في إسرائيل أربع شركات للاتصالات الخلوية: بيليفون للاتصالات م.ض، ميرس للاتصالات م.ض، بارتنر للاتصالات م.ض وسلكوم للاتصالات م.ض. تقوم أقسام الهندسة التابعة للشركات الخلوية بتحديد أماكن ومواقع مراكز البث تبعاً لمصادقة ورقابة الوزارة لحماية البيئة. البث الخلوي في إسرائيل مقتصر على مجال الإشعاع غير المؤين، 700- 2500 ميجا هيرتس. تقوم الوزارة لحماية البيئة بالفحص والتصديق على تفعيل مواقع البث في البلاد من ناحية أمان الإشعاع وتصدر ترخيصا مفصلا بالإشعاع لكل انتينا.

الرقابة المتواصلة للإشعاع من الهوائيات الخلوية

في إطار جهود الإشراف والمراقبة على الإشعاع من الهوائيات الخلوية فرضت الوزارة لحماية البيئة على شركات الهواتف الخلوية التقديم من خلال المحاسب الإلكتروني وبصورة مباشرة (online) للتقارير المتواصلة وفي زمن حقيقي عن جميع المعطيات للطاقة المنتجة من الإرسال والإطالة الإلكترونية في المواقع للاتصال الخلوي. وتمّ ربط كل شركات الهواتف الخلوية إلى النظام المباشر يوم 1/9/2010 . ومن الجدير بالذكر أنّ النظام الإلكتروني يقوم بإرسال الإشعار إلى شركة البث الخلوي عن كل تجاوز في مستويات البث المسموح بها.

الحد الأدنى الصحي والحد الأدنى البيئي

الحد الأدنى الصحي للتعرض للإشعاع غير المؤين يحدد الحد الأدنى من التعرض الذي يضمن عدم إلحاق الضرر بالصحة. ويتم تحديد الحد الأدنى من خلال التعاطي مع الأعراض السلبية المعروفة والتي تتناول المجموعات السكانية الأكثر حساسية مثل الأولاد، المرضى والبالغون بالسنّ. لقد تم تحديد الحد الأدنى الصحي في الوزارة لحماية البيئة على أساس توصيات الهيئة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين (ICNIRP1998) التي تعمل ضمن منظمة الصحة العالمية. ولا تتناول توصيات الهيئة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين الظواهر السلبية التي ما زال وجودها موضع الشك العلمي أو تصور الجمهور العريض في كل دولة من الدول فيما يتعلق بمفهوم الخطر.

إن الحد الأدنى الصحي يتناول التعرض قصير المدى فقط.

الحد الأدنى البيئي للتعرض للإشعاع غير المؤين من شأنه خلق الموازنة بين المصلحة في تفعيل مصادر الإشعاع لصالح رفاهية الجمهور وبين المصلحة بعدم إلحاق الضرر الصحي أو الاقتصادي بمن يقطنون على مقربة من مصادر الإشعاع. ويتم تحديد الحد الأدنى من قبل الوزارة لحماية البيئة من خلال مراعاة عدد من العوامل منها الحد الأدنى الصحي، احتمالات وجود أخطار أخرى عدا عن التي تم أخذها بعين الاعتبار في تحديد الحد الأدنى الصحي، وتوقعات المجتمع  بخصوص الحماية من هذه الأخطار وقدرة المجتمع الإسرائيلي على تمويل اتخاذ الخطوات المناسبة للتقليل من الأخطار.

إن الحد الأدنى البيئي يتناول التعرض المتواصل والمستمر.

بخصوص المناطق التي لا يكون فيها التعرض متواصلا ومستمراً، مثل الساحات، ممرات السابلة، المنتزهات وما شابه، فإن الوزارة لحماية البيئة لا تصادق على إقامة المنشآت التي تبث الأشعة غير المتؤن التي قد تعرض الناس بصورة مؤقتة لأكثر من 30% من الحد الأدنى الصحي.

مسؤولية وزارة حماية البيئة

تعتمد سياسة الوزارة لحماية البيئة في الرقابة عن مصادر الإشعاع غير المؤين وعن مقدمي الخدمات في هذا المجال على مبدأ الحذر الوقائي. وذلك من أجل تقليل تعرض الناس للإشعاع قدر الإمكان في وسائل التكنولوجيا المتاحة وبالتكاليف المعقولة

تراقب الوزارة لحماية البيئة مصادر الإشعاع غير المؤين ونشاط مقدمي الخدمات في هذا المجال بواسطة التراخيص التي تصدرها الوزارة بموجب القانون لمحطات البث ولمقدمي الخدمات

تقوم الوزارة لحماية البيئة برقابة مصادر الإشعاع غير المؤين والبث للتأكد من عدم خرقها للقيم العتبية المسموح بها .

تتخذ الوزارة لحماية البيئة الوسائل الإدارية والقانونية للتقليل قدر الإمكان للمناطق الممنوعة عن البناء بسبب الإشعاع المتواجد فيها (مثل المناطق القريبة من خطوط الكهرباء).

لمعلومات أكثر عن الموضوع بإمكانكم التوجه لموقع وزاره حماية البيئة www.sviva.gov.il.

في الخارطة التفاعلية في موقع وزاره حماية البيئة بإمكانكم إيجاد معلومات عن الانتينات الفعالة والمخططة.

‫6 تعليقات

  1. شكرا لك على المعلومات القيمة. ما هو مقدار الحد الأدنى؟

    هل هو اقل من 2 ؟
    وشكرا

  2. يعطيك الف عافيه آلاء معلومات صحيحه درستها بمجال تعليمي.
    أظن ان الناس حان لهم ان يستوعبوا ان ظروف المعيشة تقدمت جداً و تطلباتهم للراحه والتسهيل والتطور تتوجب دفع ثمن.
    تذكروا ان أسيادنا لم يقاطعو الراديو .. وأننا نحن من نطلب خدمات الانترنت والهواتف الذكيه النقاله، لذا انا أتحمل مسؤوليه تطلباتي.
    تحية

  3. وان كنا لا بد من ان نتعرض لمثل هذه الاشعة بغض النظر ان كانت تسبب السرطان او لا… فعلى القليلة مدخول هذه الهوائيات يجب ان يرجع للمتعرضين لهذه الاشعة ولا تقتصر على اصحاب هذه الهوائيات.

    يمكن أن نأخذ هذه المدخولات بشكل مباشر مرة بالسنة لكل سكان القرية. او اقامة جمعية تقوم برفع مستوى المعيشة بتمويل من هذه الهوائيات. مثل اقامة حدائق عامة, او حمام سباحة عمومي. او تفعيل برامج جماهيرية ترفع من مستوى الثقافة وتقلل من الجريمة والعنف…… أظن ان هذا اكثر واقعي من مجرد أن نطلب ازالة الهواءئيات ولا نريد التخلي عن الهواتف النقالة

  4. شكرا لكم عشان ملان ناس ماتو بسب الانتينات في الايفون توخنة بعدر اعرف وين الانتينات الي بلبلد ونا شفتهن شكرا

  5. الحد الادنى ينقسم الى قسمين الصحي : وهو الحد الاقصى من التعرض للاشعاعات بدون اضرار صحيه وياخذ بالحسبان عند التعرض لفترات قصيره من الزمن ويتعلق بتردد موجات الانتينا.
    الحد الادنى البيئي حدد حسب التعرض الادنى للاشعه والذي من خلاله لا يزال بالامكان توفير خدمات بث واستقبال مكالمات.
    منظمه الصحه العالميه WHO قررت ان الحد الادنى البيئي هو 400µW/cm2 والموجه للتعرض لفترات طويله من الزمن. الحد الادنى المتبع بوزاره حمايه البيئه لا يزيد عن 40µW/cm2 اي 10% من ما هو متبع بالعالم و 5µW/cm2 خلال التعرض لفترات طويله مثل البيوت المؤسسات التعليميه والطبيه. وهنالك حد ادنى صحي اخر الذي حدد عن طريق وزاره حمايه البيئه للاماكن والمناطق التي لا يتم فيها التعرض المستمر مثل المتنزهات الارصفه الحدائق وما الى ذلك وهو يساوي 120µW/cm2

  6. اخي عدي يحيى المعلق أدناه،
    الله يرحم جدك ومنفهم زعلك وغضبك..بس هاد القدر وكانا بنهاية المطاف النا نفس المصير.
    بما انك هون وبهاي الصفحة يا ريت تقرا المكتوب بالمقال ، و يا ريت تأخذ بعين الاعتبار ان كل تحركات الانسان في هذا العصر مش لصالحه، وكل استعمالاته بتأثر ع بداية نهايته.
    السؤال سرعة التأثير .. وما دمنا قبلانين ع حالنا نستعمل الهواتف النقاله (بلفونات) والحواسيب النقاله يعني كل شي لا سلكي بلا كوابل.. معناها نحترم اختيارنا وتأثيره السلبي.

    حبذا لو تفكر شوي باشي أخطر بكثير من الانتينا او زيها بالزبط ، وهو انه انت كتبت تعليق هون من الفيسبوك و تعليقك اكيد طلع من هاتف خلوي ذكي(ايفون مثلا) او من حاسوب .. و عشان تكتب التعليق بدك انترنت، فكر مثلا من وين بيجي إرسال الانترنت?
    ال واي فاي wifi اللي تقريبا متواجد اليوم بكل بيت من بيوتنا هو عامل ضار للمدى القريب والبعيد ، فكر بالإشعاعات المسرطنه اللي ببيتك مش ع سطوح الجيران .
    تقبل النتائج من شو بتختار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة