أصدقاء طفلك مسؤوليتك…

تاريخ النشر: 07/01/12 | 22:39

عزيزتي الأم .. كي لا يتجه ابنك إلى أصدقاء السوء ساعديه منذ نعومة أظافر على حسن اختيار الصديق، وإذا تتبعنا الصداقة لدى الطفل في مراحل مختلفة سنجد أن طفلك في سنته الأولى لا توجد لديه صداقات بالمعنى الصحيح فالطفل يتعلق بأى طفل آخر يقاربه فى العمر بل ويعتبره مثل أى لعبة أو دمية حوله يثير فى نفسه الفضول وتتملكه الرغبة فى اكتشافه ويعبر عن ذلك باقدامه على ضربه بشدة ليرى ردود افعاله وفى هذه السن يتعلق الطفل أيضا بالكبار المالوفين لديه مثل الأب والأم والأخوات ويكون اهتمامه بالأطفال الآخرين قصير المدى ومؤقتا .

عامان ونصف

وعندما يبلغ طفلك سنتين ونصف من عمره يبدا فى ادراك ما حوله من الاطفال الآخرين ويسعى إلى التفاعل معهم كما يبدو مهتما باقامة علاقات طيبة مع الكبار مثل الاخوة الكبار والأعمام والأخوال وتأخذ دائرة معارفه فى التوسع شيئا فشيئا، حيث تلاحظين أنه يستمتع بمصاحبة أقرانه وأن تعلقه بهم يزداد لكنه فى الوقت نفسه ينظر إلى الآخرين من منظوره الشخصى؛ لذا نجده يرفض اعطاءهم لعبه وأدواته ولايهتم كثيرا ببكائهم وحاجتهم وقد يرفض أن يتعاون عند اللعب مع الآخرين ولايقبل مشاركتهم وتبادل الادوار معهم إلا عندما يطلب منه الكبار ذلك بالحاح

ست سنوات

بعد أربع سنوات تتسع دائرة الطفل بشكل ملحوظ حيث يقضى الكثير من وقته فى اللعب مع الاطفال الاخرين ويتغير الطفل من الأنانية إلى المشاركة والتعاون وعندما تبدأ لغته فى الاتساع والتطور سيؤدى ذلك إلى خلق المزيد من الاتصال بين الاطفال ويبدا فى تبادل الالعاب مع أصدقائه ويتعلم شد وخطف الالعاب منهم وينفصل عن أمه بسهولة .

بينما تلاحظين أن طفلك يقضى وقتا أكبر مع أصدقائه بعد سن الخمس سنوات. حينئذٍ يصبح الطفل قادرا على اختيار صديق أو اثنين من بين أقرب رفاقه ويصبح قادرا على فهم الاشياء من وجهة نظر الاخرين ويشعر بالأسف والحزن إذا أساء أحد أصدقائه إليه ويدرك خطاه فى حال كان هو من تسبب بالأذية لأى من أصدقائه لكنه رغم بحثه عن أصدقائه وتعلقه بهم يبقى يشعر بالحنين إلى قضاء بعض الوقت بمفرده .

وفى هذه السن يتعلم الطفل أن الضرب خطا ممنوع ارتكابه وتتطور لديه القدرة على حل معظم نزاعاته وتقبل الخسارة بسهولة لكن يلاحظ أنه لا يزال يقاطع الاخرين كثيرا اثناء الحديث ولاينتظر دوره فى الكلام.

وكما ذكرنا سابقا يحتاج الطفل إلى مساعدة أبويه فى اختيار أصدقائه ويتم ذلك من خلال غرس حب الناس فى نفسه وتعليمه آداب تبادل الحديث مع الاخرين وعدم تشجيعه على الأنانية وحب الذات كل هذا سيساعده على أن يكون واثقا فى نفسه عند اختيار أصدقائه وأثناء تفاعله معهم .

كما يجب ألا ينسى الوالدان أهمية شرح معنى الصداقة لطفلهما ويمكن الاستعانة ببعض الاغانى او القصص المسلية التى تركز على مفهوم الصداقة وما تمثله من محبة واخلاص كما يجب تعليمه اهمية مشاركة الاصقاء افراحهم واحزانهم وكذلك حفظ اسرارهم ليكون الوفاء عنوان الصداقة الدائمة والمستمرة .

ويستطيع الوالدان أن يساعدا طفلهما على التفاعل مع أصدقائه من خلال إتاحة الفرصة له للالتقاء بهم من حين لآخر وتعليمه وسائل الاتصال بهم سواء من خلال الهاتف أو من خلال كتابة الرسائل وتبادل بطاقات التهانى فى الأعياد والمناسبات كما ان بامكانهما مساعدته على اختبار الصداقة من خلال انشاء صداقات مع اسر وعائلات لديهم اطفال مقاربون له فى العمر وتبادل الزيارات معهم وقضاء أوقات فى الخارج تسمح له بمشاركتهم اللعب والحديث وتنظيم أوقات من حين لاخر تسمح للطفل بدعوة أصدقائه إلى المنزل لكى يريهم غرفته وألعابه ويشعر بانه مثل اخواته الاكبر منه سنا .

كما اظهار المحبة والترحيب باصدقاء الابناء وفى حال كانت لا تربطهم صداقة باهليهم عليهم ان يسعوا الى التعرف عليهم لان فى ذلك تشجيعا لابنائهم ومساعدة على اختيار الاصدقاء المناسبين وحماية لهم من رفقاء السوء .

نصائح عامة

وحتى لا يكتسب طفلك كثيراً من العادات السيئة من أصدقاءهم، يجب أن يتم اختيرا أصدقاء طفلكِ بعناية لكي لا يؤثر ذلك على سلوكه، وإليك بعض المقترحات التربوية التي قد تساعدك على ذلك :

– دعي طفلك يختار صديقه بنفسه، لأن ذلك يشعره بالراحة، والثّقة في نفسه.

وإذا تعرف طفلك على صديق لا ترضين عنه، فحاولي أن تغيري ما لا يرضيك في هذا الصديق، وذلك بدعوته إلى البيت، والعطف عليه، وممارسة ما تطلبين منه من سلوكيات، وقيم أمامه.

– إذا واجه طفلك صعوبة في اختيار صديقه فعليك بمساعدته في توسيع فرص اختيار الأصدقاء، وفتحها أمامه، سواء من المدرسة، أو الجيران.

– اجعلي بيتك مكاناً يحب أصدقاء طفلك زيارته، وذلك بحسن الاستقبال، والاحترام، وإتاحة الفرصة لهم باللعب، والأمان، وعدم الإكثار عليهم من النصائح. فقط اختاري الوقت المناسب، لقليل من النصائح.

– إذا تأثر طفلك بأحد أصدقائه سلباً، فحاولي تقليل فرص الالتقاء بهذا الصديق تدريجياً إلى أن يتوقف، أو يتغير هذا الصديق، وحاولي أن يكون لك أثر إيجابي في طفلك وذلك بالاقتراب منه، والاستماع إليه، ومعرفة ما يجذبه إلى هذا الصديق، وتعويضه عنه.

– احرصي على أن تكوني الصديق المفضل لطفلك، لأنك تحبينه، وتقدرينه، وتحترمينه، وتثقين به.

– إذا كان طفلك يحرص على اختيار أصدقاء لا ترضين عنهم، فقد يكون مرد ذلك إلى خلل في علاقتك به، فقد تكونين دائمة التحكم به، فأراد أن يثبت عكس ذلك، أو قد تبالغين في نقده، وإشعاره بعدم الثقة، فيلجأ إلى الانتقام منك باختيار أصدقاء لا يعجبونك.

– غالباً ما يختار الأطفال أصدقاء يشاركونهم الطباع والاهتمامات نفسها، فإذا كان طفلك مغرماً بالرياضة فتوقّعي أنه سيختار أصدقاء يشاركونه الاهتمام نفسه. المهمّ أن تتحدثي مع طفلك، وتفهمي وجهة نظره في اختيار صديقه، وإذا لم يعجبك هذا الاختيار فاستمري في مناقشته بهدوء حتى تغيّري رأيه.

– إذا تشاجر طفلك مع صديقه فلا تسارعي بالانحياز إليه ضد صديقه، أو توبيخه أو لومه، فقط استمعي إليه، وقدّري مشاعره، وساعديه على أن يحل مشكلاته بنفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة