المؤسسة الإسرائيلية تصرّعلى إنتهاك “حرمة مأمن الله”
تاريخ النشر: 08/10/10 | 0:58من ابو رائد
نددت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” في بيان لها بعد ظهر اليوم الخميس 7/10/2010م بقيام جهات إسرائيلية وأخرى أمريكية بنشر صوراً أولية للمخطط الجديد لما يسمى بـ ” متحف التسامح ” والذي سيبنى على جزء من مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس ، واعتبرت ” مؤسسة الأقصى ” هذا النشر بأنه إشارة واضحة بأن المؤسسة الإسرائيلية تصرّ على مواصلة إنتهاك حرمة مقبرة مأمن الله ونبش مئات بل آلاف القبور الموجودة فيها منها قبور للصحابة الكرام والعلماء والشهداء ، وتدمير ما تبقى من مقبرة مأمن الله .
هذا وعُممت في الأيام الأخيرة صوراً للمخطط الجديد لما يسمى بـ ” متحف التسامح ” والذي قام بتخططيه مكتب ” حيوطين للتخطيط الهندسي ” ، ويرعى ويمّول هذا المشروع ” مركز شمعون فيزنطال ” ومقره في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية ، وبحسب ما نشر عن المخطط فإن المخطط الجديد تم إختياره بعد أن قدّم المخطط الإنجليزي ” فرانك جيري” قبل أشهر إستقالته ورفض أن يقوم بالتخطيط الجديد للمتحف الذي سيبنى على جزء من مقبرة مأمن الله ، وبحسب ما نشر عن المخطط الجديد فإن ” متحف التسامح ” تصل مساحته الى 46 الف م2 ، ويبنى على ستة طبقات ، ثلاثة تحت الأرض وثلاثة فوقها ، وستصل تكلفته المقدرة الى 100 مليون دولار أمريكي ، ومن المفترض ان ينتهي العمل به عام 2015م – المتحف السابق كانت تكلفته المقدرة بـ 250 مليون$.
وعقبت ” مؤسسة الأقصى ” على ما نشر حول الموضوع خاصة في وسائل الإعلام العبرية بقولها : إن مثل هذا النشر هو دلالة واضحة أن المؤسسة الإسرائيلية تصرّ على إنتهاك حرمة مئات بل آلاف القبور الإسلامية في أكبر وأعرق مقبرة إسلامية في البلاد وهي مقبرة مأمن الله ، والتي دفن فيها عدد من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن بعدهم من التابعين والصالحين والعلماء والفقهاء والشهداء والأعيان وعموم المسلمين على مدار 1400 عام ، إن المؤسسة الإسرائيلية تصرّ على نبش آلاف القبور ، وتدمير كامل مقبرة مأمن الله ، الأمر الذي يعتبرّ مسّا خطيرا بمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار ومسلم وعربي في العالم ، وكما هو معلوم فإن إحترام حرمة الأموات حفظته كل الأديان السماوية والشرائع الدولية ، والمؤسسة الإسرائيلية بفعلتها هذه تنتهك كل هذه الحرمات ، ولم تكتف المؤسسة الإسرائيلية بما اقترفته من جرائم وانتهاكات واعتداءات على مدار 62 عاما ، وتضيف اليوم إعتداءاً آخر على مقبرة مأمن الله ، وتدوس قدسيتها بفظاظة ، يشجعها سكوت العالم على جرائمها هذه ” ، وأضافت ” مؤسسة الأقصى ” :” لا يعني تغيير شكل المتحف المذكور شيئاً في واقع الأمر ، فإن تغيّر المخطط فالمحصلة واحدة ، وهو أن تطحن جرافات المؤسسة الإسرائيلية بدعم من شركات إسرائيلية وجهات أمريكية مئات وآلاف الجماجم وتنبش عظام آلاف الأموات ، وإننا إذ نحمل المؤسسة الإسرائيلية الرسمية المسؤولية كاملة لكل انتهاك حصل او سيقع على مقبرة مأمن الله ، فإنّ ” مؤسسة الأقصى ” تؤكد انها ومعها وعموم المسلمين لن يسكتوا على مثل هذه الجريمة ، وأنها ستواصل جهدها وبكل أسلوب مشروع لمنع وقوع أي إنتهاك لمقبرة مأمن الله في القدس ” .
هذا وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن قطاعات إسرائيلية تعارض إقامة هذا المتحف لأسباب متعددة ، ومنها ما تعارضه لأنه يقام على مقبرة إسلامية تاريخية ، ويذكر هنا أنه في العام 2005 بدأ بأعمال حفر وأخرى إنشائية على مساحة أكثر من 25 دونما من مقبرة مأمن الله تمهيدا لبناء ” متحف التسامح – مركز الكرامة الإنسانية ” ، لكن تدخل ” مؤسسة الأقصى ” و”مؤسسة كرامة لحقوق الإنسان ” ومتابعة الملف على المستوى القضائي والشعبي وظهور رفض قاطع وإحتجاج فلسطيني واسع لبناء هذا ” المتحف ” على أرض مقبرة مأمن الله ، أوقف العمل فيه حتى أواخر عام 2008 ، حيث سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية ببناء ” المتحف ” على أرض المقبرة ” ، وقرر القائمون على بناء ” متحف التسامح ” بتغيير المخطط الذي كان من المفترض ان يبنى ، إلاّ أن مخطط ” المتحف ” – فرانك جيري – استقال ورفض ان يقوم بالتخطيط الجديد ، وتناقلت أخبار ان رفضه هذا جاء بسبب حجم المعارضة الفلسطينية والعربية والإسلامية للمشروع ، واختير بعدها مكتب تخطيط إسرائيلي لطرح التخطيط الجديد ، والذي يعرض اليوم بعض ملامحه ، علماً أنه منذ قرار العليا لم تجرَ أي أعمال إنشائية تذكر ، سوى ما كشفت عنه تقارير صحفية إسرائيلية من قيام ما يسمى بـ ” سلطة الآثار الإسرائيلية ” بحفر ونبش نحو 1500 قبر داخل المساحة المسيّجة المعدة لبناء ” متحف التسامح ” .
ان ما يحدث في مامن الله هو عمل حقير لا تقبل به اية ديانة كانت.
نبش القبور من اجل بناء ما يسمى متحف التسامح هو دليل قاطع على ان نوع التسامح المطروح. هذا الدجل له استدلالاته وهو محو التاريخ العربي الاسلامي المشرف بهذه المدينة المقدسة.
يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين