كيفية الحد من التلوث البيئي في وادي عارة

دكتور جبر مصالحة

بعد ما تحدثنا في المقال السابق عن الملوثات البيئية ومسبباتها سوف نتحدث في هذا المقال عن إدارة النفايات وكيفية الحد منها.

1 النفايات الصلبة كيف كانت تعالج سابقا واليوم:

في السابق كانت النفايات الصلبة تلقى في مكبات عشوائية للنفايات بحيث تشكل مصدر إزعاج دائم بسبب الروائح الكريهة التي تنتج عنها, والحشرات والقوارض التي تنجذب إليها ناهيك عن دخان الحرائق الناجم عن هذه النفايات إذ تم حرقها بشكل مركز أي في مكب النفايات أو بشكل فردي في البيوت. انجذاب الحشرات والقوارض إلى مكبات النفايات العشوائية المفتوحة يسبب أضرار صحية كثيرة من نقل الأمراض عن طريق الحشرات والقوارض للإنسان وكذلك جذب حيوانات أخرى مثل الثعالب والخنازير البرية والتي تحمل فيروسات يمكن أن تنتقل إلى البشر وتسبب لهم أمراضا لا يعرف الطب الحديث علاجا لها سوى الوقاية منها.

الصورة تظهر مكب عشوائي وغير قانوني مثل هذه المكبات موجودة للأسف الشديد في أغلبية القرى العربية حيث تتواجد أما على مداخل القرى أو على أطرافها.

إن حرق النفايات يسبب مشاكل صحية كبيرة للإنسان من أمراض الربو إلى مرض السرطان حيث تحتوي هذه النفايات على مواد بلاستكية ومواد أخرى حين تحرق ولو بكميات قليلة تنتج عن عملية الحرق غازات سامة جدا مثل أكسيدات النيتروجين, الكبريت وثاني أكسيد الكربون ناهيكم عن أمكانية تواجد كمية قليلة جدا من مادة الديوكسين وهي مادة خطرة جدا وبتركيز قليل جدا يمكن أن تسبب مرض السرطان حين التعرض لها.

كيف تتم معالجة النفايات الصلبة اليوم في العالم هل يمكن الاستفادة من النفايات؟

هناك عدة طرق مستعملة في العالم لإدارة النفايات والاستفادة منها.

طريقة الطمر الصحي:

يتم التخلص من نحو 98% من النفايات بطريقة الطمر الصحي بحيث يتم تقليل حجم النفايات إلى الحد الأدنى الممكن, ثم طمرها بطبقة من التربة لا يقل سمكها عن 15 سم وينبغي عزل المكب من خزانات المياه بطبقة عازلة من الأسمنت أو الطين أو نوع خاص من البلاستيك من أجل حماية المياه الجوفية من التلوث وكذلك يجب تجهيز قاعدة المكب بشبكة صرف صحي للمياه الناتجة عن الأمطار وعملية تحلل المواد العضوية الموجودة في النفايات. يمكن كذلك تجهيز أماكن الطمر الصحي بأنابيب خاصة بجمع غاز الميثان الناتج عن التحليل الاهوائي للمواد العضوية الموجودة في المواد العضوية وذلك للحد من خطر اشتعاله والاستفادة منة كمصدر لإنتاج الطاقة.

الصورة تظهر مكب للنفايات بطريقة الطمر الصحي حيث يتم جمع غاز الميثان وإنتاج الكهرباء

طريقة التحليل الحيوي:

تعد طريقة التحلل الحيوي من الطرق الممتازة لإعادة العناصر المكونة للنفايات العضوية والنفايات الصلبة الزراعية إلى دورتها الطبيعية من خلال الاستفادة منها كأسمدة للتربة. يتم معالجة مخلفات المواد العضوية سوأ كانت من الحديقة أو الحقل بماكينات لتقطيعها إلى قطع صغيرة ومن ثم يتم صنع كومة من المادة العضوية بحيث يجب أن تكون الطبقة الأولى مكونة من أغصان لم يتم تقطيعها عليها تضاف المادة العضوية المقطعة تم تغمر بطبقة دقيقة من الرمل أو التراب. أهم شيء في صنع كومة الزبل العضوي المسمى بالكومبست أو الدبال هو إدخال الهواء للكومة حتى لا تتم عمليات تنفس لا هوائي ولكي لا تخرج روائح كريهة من الكومة. وتعمل هذه المادة عند إضافتها للتربة على تحسين صفات التربة من زيادة في الخصوبة إلى رفع قدرة التربة على تخزين كميات اكبر من المياه وكذلك يعالج الكومبست بعض أمراض الفطريات الموجودة في التربة.

الصورة تظهر كيفية إنتاج السماد العضوي في الحديقة

السماد العضوي بعد التحلل جاهز للاستعمال

إعادة الاستفادة من النفايات الصلبة:

أظهرت عدة دراسات في عدة دول أن عملية جمع النفايات وإعادة الاستفادة منها هي عملية مجدية من النواحي الاقتصادية والبيئية وقابلة للتنفيذ من الناحية الفنية

الصورة تظهر حاويات لفصل النفايات الصلبة بحيث تستعمل كل حاوية فقط لنوع واحد من النفايات مثل الزجاج, الورق,المعادن, البلاستيك والمواد العضوية.

الصورة تظهر حاويات لفصل النفايات الصلبة بحيث تستعمل كل حاوية فقط لنوع واحد من النفايات مثل الزجاج, الورق, المعادن, البلاستيك والمواد العضوية.

من أهم الفوائد الاقتصادية والبيئية الناتجة عن إعادة الاستفادة من النفايات:

الحد من استنزاف المصادر الطبيعية والحد من استهلاك الطاقة وتلوث البيئة والحد من كمية النفايات الصلبة التي تلزم معالجتها.

بعد أن استعرضنا إمكانيات معالجة النفايات في العالم وكيفية الاستفادة منها إما عن طريق إعادة تصنيعها وتدويرها ما هو الوضع في البلاد وفي كفر قرع خاصة.

في البلاد تقوم وزارة البيئة بعدة مشاريع رائدة في البلاد للحد من النفايات الصلبة وإعادة استعملها وهناك محاولات ممتازة لرفع مستوى الوعي عند المواطنين للحد من حرق النفايات وتصنيف النفايات لإعادة استعمالها هذا ما نشاهده اليوم في كثير من القرى لافتات تدعوا المواطنين إلى عدم حرق النفايات مع تفسير للضرر الناتج لمثل هذه العماليات ونرى كذلك أن أمام جميع المجمعات التجارية حاويات لجمع الكرتون لإعادة استعماله. وفي بلدان عربية وفي كفر قرع كذلك توجد حاويات لفصل النفايات الصلبة حاويات لتجميع البلاستيك وأخرى لجمع المعادن.

في كفر قرع قام المجلس المحلي ببناء محطة لجمع النفايات الصلبة وتصنيفها لإعادة الاستفادة منها هذه المحطة يمكن لأي أن يرسل إليها جميع أنواع النفايات الصلبة مقابل مبلغ قليل من المال كذلك هناك أتفاق بين المجلس المحلي ومقاول لجمع المخلفات العضوية التي يجمعها المواطنين من حدائقهم وكروم الزيتون.

ولكن هل نقوم نحن المواطنين في كفر قرع بالتعاون مع السلطات المختصة للحد من ظاهرة تراكم وحرق النفايات في الشوارع في الحدائق العامة هل نقوم بتوعية أبنائنا على المحافظة على البيئة.

والجواب على هذا السؤال واضح للأسف الشديد قليل من الناس من يقومن بذلك.

مجموعة من الصور توضح الأمر

النفايات متراكمة في جميع الأماكن في المنتزهات على أطراف الطرق أمام المدارس( والتي من المفروض أن تكون وجهنا الحضاري) حرق النفايات بجميع أشكالها والتي تحتوي على مواد قد تسبب السرطان وأمراض الربو (الأستما) والتي هي منتشرة وللأسف بشكل كثير في الآونة الأخيرة كل هذا موجود ويحدث في أكثر الأماكن التي. في السكن في, الطبيعة, وادي كفر قرع أو في بيوتنا حيث أصبحت ظاهره حرق النفايات أحدى أسوءا المكارة البيئية التي تلوث الهواء بحيث لا تمكن الناس من الجلوس في حدائقهم.

أنا أستغرب كثيرا لوصولنا لمثل هذا الوضع

أولا ديننا الإسلامي ينهانا عن مثل هذه الأعمال

يقول الحق تعالى في كتابة العزيز ” ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين” ويدعونا الله سبحانه وتعالى إلى المحافظة على البيئة وعدم الفساد البيئي مثل الإسراف واستنزاف المصادر, وهدر الطاقة وتلويث البيئة. وجعل الثواب في الآخرة قائما على الصلاح في الدنيا والبعد عن الفساد في الأرض, وبيان أن ذلك علامة من علامات الإيمان من قولة تعالى “تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين“

ثانيا كفر قرع بلد المتعلمين والمثقفين والتي تملك قدرات هائلة لتحسين الوضع البيئي في جميع مجالاته من البيئة الثقافية إلى التعليمية إلى المحافظة على نظافة البلد من كل تلوث لو توحدت الأيادي وصفيت القلوب لعمل الخير لهذا البلد

لا يكفي وليس بالأحرى لنا أن نلقي اللوم على المؤسسات مثل الوزارات أو المجلس المحلي قبل أن يقوم كل فرد منها في الواجب المطلوب منة من المحافظة على البيئة بشتى أشكالها.

ومن هنا من على منبر بقجة أدعوا كل من له أمر في المحافظة على البيئة في كفر قرع ومنطقة وادي عاره لإقامة جمعية غير ربحية تعتني في موضوع المحافظة على البيئة ورفع من مستوى الوعي لدى المواطنين في كفر قرع والمنطقة.