عناق على حاجز إيرز رواية الواقع المعاش
بسّام داوود
تاريخ النشر: 05/06/25 | 14:54
رواية اجتماعية صيغت باسلوب شيق ولغة سهلة تطرقت للعديد من المشاكل الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني .
تدور احداث الرواية عن قصة صبية اسمها شيرين عاشت في اسرة متواضعة في مدينة نابلس مكونة من الاب محمد شرف والام هالة والاخوة مروان ,انس , عماد , واختهم كفاح والعمة بسمة , تمر السنين يمرض الوالد يدخل عملية قلب مفتوح لكن يتوفاه الله تكبر شيرين وتنجح في الثانوية العامة ويتقدم لها شاب وسيم اسمه جواد من احدى القرى المجاورة ويعمل بالتسويق .
وافقت عائلة شيرين عليه بشرط ان يكمل تعليمها الجامعي تمت الخطوبة التي استمرت لمدة شهر واحد ووعدهم بتحقيق كل امنياتها .
بدأ التخطيط للعرس واقيمت مراسم الزواج وانتقلت العروس لبيت زوجها المكون من طابقين الطابق الارضى تسكن به والدته وابناؤها اما الدور الثاني وقد خصص للعروسين .
صباح ليلة الدخلة وصلت ام العريس لتطمئن عليهما قرعت الجرس طلب جواد من عروسته ان تقوم بفتح الباب ارادت ان تضع بعض المكياج قال لها هذا ليس وقته افتحي الباب بسرعة الا تفهمين الاصول شعرت شيرين بالغربة في هذا العالم الغريب وهؤلاء الناس الذين لا تعرف طباعهم .
جلست لتناول الفطور معهم حدق فيها جواد قائلا كيف تجلسين قبل ان تجلس امي وقبل وصول عمتي مريم التي تسكن بالقرب منهم وقالت لها امه هل تجلسين قبل ان تجلس امك من الان فصاعدا عليك الالتزام بعاداتنا ولم تتفوه شيرين باية كلمة شعرت بانقباض في صدرها وطلب منها ان تقوم بعمل كل الخدمات في بيت امه ,شعرت بتسلط امه وكتمت كل ذلك بداخلها .
جاء موعد التسجيل في جامعة القدس المفتوحة لكنه منعها ناقضا وعوده ,شيرين لم تخبر اهلها بكل ما حصل معها طول النهار تخدم امه وفي الليل تصعد لشقتها لتكمل شغلها ثم تعطيه حقوقه الجسدية فكان ينقض عليه بلا رحمة محاولا اثبات فحولته .
طلبت منه ان تزور اهلها لتنام عندهم مرة واحدة في الشهر رفض ذلك مبررا انهم سيزورانهم معا عندما تسمح الظروف فوالدته لا تستطيع القيام بعمل البيت حاولت اقناعه لكنه قمعها شعرت بالقهر والحزن وبقيت كاتمة ذلك في صدرها .
اخذت والدته تفرض عليها احكاما وعليها القيام بكل اعمال البيت وان تدرس ولديها وان تسمع تعليمات العمة مريم التي كانت تتدخل بكل صغيرة وكبيرة .
مرت اشهر ولم تحمل شيرين والكل يسألها وهي تشعر بالحرج ذهبت للطبيب تبين ان عندها ضعفا بسيطا اخذت حماتها تعايرها وتتهكم عليها وانها ستنتظر بضعة اشهر فان لم تحمل ستزوج ابنها ,مرت الايام ولم تحمل فاخذت تزرع في رأس ابنها فكرة الزواج ,اخذ يشدد عليها اكثر ويمنعها من زيارة اهلها وقام ببيع ذهبها ليسدد ديونه متهكما عليها ويقول انت مثل الشجرة الجافة ابتليت فيك ,تراكمت همومها ولم تحتمل اخذت تفكر بحل جذري لما هي فيه لتخلص من هذا العذاب ,في احد الايام زارت بيت عمته بدون اذنه فعمل لها مشكلة كبيرة وانهال عليها بالضرب واخذ يشكك في زيارتها ويتهمها باتهامات باطلة فتمنت لو بقيت عزباء .
اخذ زوجها ينزوي في غرفته لوحده ويغلق الباب حتى لا تعلم ماذا يعمل الا ان اكتشفت انه متزوج من امرأة اخرى اسمها منى قررت على اثرها ترك البيت فذهبت لعند صديقة لها في جنين اسمها ياسمين دون علم احد مما اضطر الجميع للبحث عنها وقامت عائلتها بابلاغ الشرطة وسبب ذلك القلق لاسرتها واخيرا قررت الاتصال بامها واخبرتها بمكان وجودها والحت عليها امها بالعودة فورا للبيت وقام اخوتها باختطاف زوجها وضربه انتقاما لاختهم وبعد عودتها للبيت تبين انها حامل ففكرت بالاجهاض لكن امها منعتها لان ذلك حرام بينما شجعتها عمتها بسمة حتى لا تنجب ولدا سيئا مثل ابيه .
علم جواد بعودتها وحملها فندم اشد الندم واعترف بانها المرأة الهادئة المؤدبة مقارنة بزوجته الاخرى كثيرة الكلام وكثيرة الطلبات واصر على عدم طلاقها لكنها انتظرت لبعد الولادة فانجبت طفلا اسمته قائد وتنازلت عن جميع حقوقها وخلعته (زوجته الثانية انجبت طفلا اسمته نضال ) .
قررت ان تهتم بحياتها من جديد سجلت في جامعة القدس المفتوحة تخصص صحافة واعلام كما اشارت عليها عمتها بسمة التي تعمل في مجال الصحافة لتعمل معها بعد التخرج .
تقدم رجلا ميسور اسمه عمر في الاربعينات لخطبتها لكنها ترددت ثم وافقت بعد نصيحة امها وتمت الخطوبة وعقد الزواج وعلم جواد بذلك فقرر ان ينتقم منها فقام بعمل خطة دنيئة بالتعاون من صديق له لتشويه سمعتها امام خطيبها عمر وحرضاه على تركها باعتبارها سيئة السمعة فكانت هذه نكسة اخرى لها اثرت عليها لفترة من الزمن الى ان تعافت من اثارها ورجعت لاكمال دراستها ونجحت بتفوق وعملت في مجال الصحافة مع عمتها بسمة وفي احد الايام تواصلت مع شاب اعلامي من غزة اسمه فارس يعمل في احدى الفضائيات وعنده مركز اعلامي بسيط واستفادت من خبراته وقدم لها كل المساعدة وشعرت بانجذاب نحوه علما بانه يصغرها بسنتين فحذرتها عمتها بسمة ان لا تتسرع بالانجذاب نحوه فلها تجارب صعبة مع الرجال واستمر التواصل بينهما وفكرا بطريقة للقاء فحاول فارس القدوم الى الضفة لكنه لم يحصل على تصريح وحدث ان خطط لاقامة مهرجان للافلام الوثائقية في جامعة الاقصى في غزة فكانت فرصة لدى فارس لارسال دعوة لشيرين لعمل تصريح والقدوم للمشاركة في هذا المهرجان وبالفعل قدمت طلبا للحصول على تصريح من خلال الارتباط الفلسطيني الذي نسق مع الارتباط الاسرائيلي وحصلت تصريح لمدة يومين جهزت نفسها وسافرت الى غزة والتقاها فارس عند حاجز ايرز (بيت حانون ) وحضرت المؤتمر وزارت كل مدن القطاع غزة ,دير البلح ,خانيونس ,رفح ,ومخيم جباليا الذي صورت فيه فلمها الوثائقي عن التهجير وربطت مخيم جباليا بانتفاضة الحجارة سنة 1987 .
قررت في داخلها الزواج من فارس وسألته اين سنعيش بعد الزواج قال في اي مكان سيحتوي قلبينا في افريقيا في اوروبا المهم نلتقي ردت وفلسطين ؟ معقول ان نهاجر ونترك فلسطين ؟ يقول لها هجرة مؤقتة راجعين كلنا راجعين من قال لك اننا تخلينا عن حق العودة هذا استحقاق لا يسقط بالتقادم .
انهت شيرين زيارتها لغزة ورجعت الى نابلس اخبرت عائلتها بنيتها للارتباط بفارس فكان لهم بعض التحفظات كون غزة بعيدة ومحاصرة ومستهدفة لكن اخيرا كان القرار لها .
تواصلت مع فارس ليكون كتب الكتاب في القاهرة فسافرت هي وعمتها للقائه في القاهرة وسافر هو عبر معبر رفح ليلتقيا معا هناك وصلت القاهرة شعرت بالحياة التقت بفارس تم عقد القران قضوا بعض الايام معا تجولوا في المناطق السياحية والتمتع بمنظر نهر النيل ثم عاد كل منهم الى بلده قام فارس بتغيير عنوانه من غزة الى الضفة وتمكن بعدها من الحصول على تصريح للقدوم الى الضفة فوصل نابلس واستأجر بيتا وجهز كل ما يلزم لحفلة الزواج ليتم زواجه على شيرين لتعيش عيشة هنية سعيدة ومرت السنين وانجنب طفلين مجد وكرم .
تعرف فارس على نشطاء من حركة فتح راح يصور الاحداث التي تعصف بفلسطين مما طور حسه الوطني الثوري فاخذ يخطط في سبل مقاومة المحتل ليتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن لثلاتة سنوات .
اما بسمة فقد استمرت على رفض الزواج لكنها تعرفت على شخص اسمه عصام يعمل في السلك الدبلوماسي متزوج من امرأة لا يوجد بينهما انسجام نشأت بينه وبين بسمة علاقة صداقة هو ارادها عشيقة ومؤنسة عن بعد وهي اخبرته انها لا تريد الزواج تريد ان تبقى حرة تنعم بالحب والحياة وهدوء البال اعتادا على اللقاء وقضاء لحظات انسجام معا .
نقاط هامة استفدناها من الرواية :
-عدم التسرع عن اختيار شريك الحياة وعدم الحكم على الشكل فالحكم على الشكل قد يخدع ولا ينعرف الزوج الا بعد المعاشرة .
– كثيرا ما يحدث ان تتسلط الحماة على الزوجة وتسبب لها المشاكل والمعاناة .
-تدخل افراد العائلة بحياة الزوجة مما يسبب لها ايضا المعاناة .
-المجتمع لا يرحم الزوجة التي يتأخر حملها مما يسبب لها المتاعب وقيام زوجها بالزواج عليها بتحريض من اهله .
-بسبب المشاكل بين الازواج الشابة يؤدي ذلك لعزوف الكثير من البنات عن الزواج .
-ارتفاع نسبة الطلاق بين الازواج الشابة .
-لجوء بعض الناس لقذف المحصنات الغافلات على الرغم من انها من كبائر الذنوب .
اشارت الرواية للكثير من المشاكل التي يعاني منها السكان منها :
-صعوبة التنقل بين مدن الضفة الغربية بسبب الحواجز .
-عربدة المستوطنين في مناطق الضفة مما يسبب الخوف بين السكان .
-المعاناة الشديدة في التنقل بين الضفة وغزة وخضوع ذلك لاجراءات معقدة .
-وجود ارتباط فلسطين وارتباط اسرائيلي لمواصلة التنسيق .
ذكرت الرواية اهمية جامعة القدس المفتوحة في توفير فرص التعليم للعديد ممن حرموا من اكمال دراستهم الجامعية .
واخيرا ركزت الرواية على تمسك الناس بحق العودة فيوما ما سنعود وان لم نعد نحن حتما سيعود اولادنا او احفادنا .