رئيس الأركان زامير ووزير الدفاع كاتس “يتدرزنان” مع دروز سوريا
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 01/05/25 | 12:19
علاقتي مع شخصيات درزية بدأت في لبنان، حيث كانت تربطني علاقات ود ومحبة مع شخصيات وقيادات درزية. علاقتي لم تقتصر فقط على دروز لبنان وامتدت فيما بعد الى سوريا والأردن واستمرت لغاية اليوم مع أصدقاء دروز لي في البلاد من الوسطين الإعلامي والسياسي. ولقد عرفت من خلال صداقاتي مع الدروز ان الدرزي (تاريخيا) مدافع شرس عن أرضه وكرامته ويرفض الاحتلال ويقاومه وأكبر مثال على ذلك الزعيم الدرزي سلطان باشا الأطرش قائد للثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1925. والدروز شأنهم شأن الشعوب الأخرى تجد بينهم من يغرد خارج السرب.
بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من شهر كانون الأول العام الماضي، سارعت إسرائيل إلى التنصل من “اتفاقية فك الاشتباك” الموقعة مع سوريا عام 1974، وفرضت سيطرتها على مساحات سورية جديدة، وهي خطوة تعتبر تحوّلاً استراتيجياً في السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا. وإلى جانب ذلك، ظهرت سياسة إسرائيلية لاستمالة أبناء الطائفة الدرزية هناك، معتمدةً على وسائل اقتصادية، دينية واجتماعية.
من الطبيعي في مثل هذه التغيرات التي حدثت في سوريا، لا بد أن يكون هناك حالات تجاوز وخلافات وحتى اشتباكات، وهذا ما حصل مع مواطنين دروز. بمعنى خلافات داخلية تم وضع حد لها كما تقول المعلومات المتوفرة. إسرائيل سارعت الى استغلال الوضع بصيغة تملقية حيث صرح وزير الدفاع يسرائيل كاتس مطلع آذار/مارس الماضي بأنه “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه” وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضواحي دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.
قد، وأنا أشدد على (قد) نصدق تصريحات كاتس لو كانت تتعلق بيهود في سوريا، رغم ان الأمر في كلا الحالتين يعتبر شأناً سورياً داخليا ليس من حق اسرائيل التدخل به.
ليس كاتس فقط الذي هب للنفاق لدروز السويداء. فقد “صرخ” رئيس الأركان “من شدة الم هؤلاء الدروز” مما دفعه الى التصريح لنجدتهم. فقد اعلن الجيش الإسرائيلي على لسان متحدث رسمي له أنه في ختام اجتماع انعقد لتقييم الوضع أوعز رئيس الأركان إيال زامير “بالاستعداد لمهاجمة أهداف سورية إن استمرت الهجمات ضد الدروز”
حتى أن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أراد ان يظهر للعالم ان إسرائيل هي في منتهى الانسانية وأن قلبها يدق من أجل دروز سويا. ولذلك أعلن أن عشرة آلاف طرد من المساعدات الإنسانية أُرسلت إلى الدروز وان إسرائيل “لديها تحالف شجاع مع اخوتنا واخواتنا الدروز”. حسب قوله.
وزير الدفاع كاتس ارتدى الان ثوب المنقذ والمحبة المفاجئة لدروز سوريا وكأنه مدافع عن حقوق الانسان. فقد ذكر “أن إسرائيل أرسلت رسالة واضحة إلى النظام السوري، تُحمِّله فيها مسؤولية حماية الدروز ومنع تعرضهم للأذى.”
وأخيراً… ما دام قلب كاتس ينبض مع الذين يتعرضون للأذى كما يدعي، ليسأل الأمين العام للأمم المتحدة غوتريش عما يجري في غزة. شالوم كاتس يا حنون.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط،