الشيخ أبو عطا بخطبة الجمعة من مسجد قباء في كفرقرع
تاريخ النشر: 27/07/24 | 18:44في شعائر صلاة وخطبة الجمعة من مسجد قباء في كفرقرع تكلم الشيخ محمود عبد الجبار ابو عطا حول تفسيرات الاية الكريمة : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41] في هذه الآية الكريمة:بيان لسنة من سنن الله -تعالى- الكونية، ليحذر العباد، ويزجرهم عن الاستمرار في غيهم وظلالهم وظلمهم، فبين أن ما يظهر في الأرض من فساد إنما هو بما كسبت أيدي الناس. ثم بين عز وجل حكمته في ذلك، فقال: (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا)، وهذا من رحمة الله -تعالى- بنا إذ لو عاملنا بعدله لأهلكنا كما أهلك الأمم، أو لسلط علينا عذابا لا ينقطع، ولكنه البر الرحيم إذا عذب الناس إنما يعذبهم ببعض ما عملوا لا كله؛ كما قال عز وجل: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30] فما أكثر معاصينا، وفي المقابل ما أكثر نعم الله -تعالى- علينا، وإذا عاقبنا فإنما يعاقبنا بسلب بعض النعم التي أنعم بها علينا: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وهذا من رحمة الله -تعالى- أيضا، فكثير من الفساد وكثير من المصائب والعقوبات إنما هي بمثابة الموعظة والتذكير للناس حتى يتوبوا وحتى يرجعوا.