إستمرار إستهداف منطقة باب المغاربة وحائط البراق

تاريخ النشر: 23/11/11 | 11:41

أكدت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” في مذكرة باللغتين العربية والإنجليزية وتقرير بالعربية مختصر عنها ، عممتها اليوم الأربعاء 23/11/2011م أن الإحتلال الاسرائيلي مستمر في استهداف منطقة باب المغاربة وحائط البراق منذ احتلالها عام 1967م والى يومنا هذا ، مشيرة ان هذا الاستهداف تصاعد في السنين الأخيرة وفي هذه الأيام فيما بات يعرف بملف هدم طريق باب المغاربة وبناء جسر عسكري إحتلالي بديل ، وتأتي هذه المذكرة والتقرير ضمن حملة إعلامية متواصلة أطلقتها “مؤسسة الأقصى ” منذ نحو شهر بعنوان ” صرخة تحذير .. أنقذوا الأقصى حتى لا يهدم ” ، والتي لاقت وما زالت أصداءاً على المستوى المحلي والعربي والاسلامي ، وتهدف هذه الحملة الى التعريف بمخاطر وتبعات مخطط الاحتلال الاسرائيلي إستكمال هدم طريق باب المغاربة المؤدية الى المسجد الاقصى وبناء جسر عسكري وإقامة كنس يهودية ، وتطمع “مؤسسة الأقصى” الى أوسع حراك من اجل منع تنفيذ هذا المخطط الخطير ، كما وتطالب “مؤسسة الأقصى” بتعميم المذكرة ومرفقاتها على أوسع نطاق ممكن .

لماذا تأتي هذه الصرخة اليوم !؟:

بتاريخ 25/10/2011 تناولت عدد من وسائل الاعلام الاسرائيلية – راديو اسرائيل القناة الثانية ، يروشالايم نت ، بحدري حدريم ، معاريف – رسالة بعثت بتاريخ 23/10/2011 من مهندس البلدية العبرية في القدس “شلومو اشكول” الى ما يسمى بـ ” صندوق إرث المبكى” – وهي شركة اسرائيلية حكومية تابعة مباشرة الى مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ، ومن مهامها تنفيذ مخططات الاحتلال في منطقة البراق – ورئيسه ” الراب شموئيل رابينوفيتش ” يخطره بأمر هدم الجسر الخشبي المؤقت عند باب المغاربة في موعد أقصاه شهراً ، والبدء ببناء جسر جديد ، وأضافت الرسالة أنه في حال لم يستجب ” صندوق ارث المبكى ” لهذا الأمر ، فستقوم البلدية بالهدم وإلزام ” صندوق ارث المبكى ” بالتكاليف ، وبحسب راديو اسرائيل – ريشت بيت – فان البلدية توجهت أيضا الى سكرتير الحكومة الاسرائيلية ” تسفي هاوزر” وطلبت منه تنفيذ فوري لرخصة البناء للجسر الدائم ، وبحسب ما جاء في الرسالة – بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية – انه بموجب القانون ينبغي هدم هذا الجسر المؤقت باستخدام مواد غير قابلة للاشتعال وفقاً للقواعد والمعايير والمقاييس والمواصفات التي يحددها المهندسون ، وقد اعلن المهندس المذكور أن جسر باب المغاربة في القدس القديمة هو مبنى آيل للسقوط أو معرّض للاحتراق ويجب هدمه خلال 30 يوما ، وأعلن أنه سيتم اتخاذ إجراءات قضائية ضده إذا لم يتم هدم الجسر .

الهدم المعني معناه الاعتداء المباشر على المسجد الاقصى:

هذه الرسالة وهذا الإعلان أعاد مباشرة الى الأذهان ما أقدم عليه الاحتلال الاسرائيلي بتاريخ 6/2/2007 من البدء بهدم طريق باب المغاربة الملاصقة والمؤدية الى المسجد الاقصى المبارك ، وهدم غرفتين منه ، وما رافقه يومها من كشف للشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – أن الاحتلال يخطط الى هدم طريق باب المغاربة ، وسيقوم مباشرة ببناء جسر عسكري ضخم مكانه ، يكون مهيئاً لحمل آليات عسكرية ومئات الجنود وإدخالهم مرة واحدة الى المسجد الأقصى المبارك .

هذا الاستذكار للمخاطر المحدقة دفع الى إطلاق عدد من ردود الأفعال المحذّرة من تبعات رسالة مهندس بلدية الاحتلال ، نذكر منها

– “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث: أصدرت بياناً بعنوان :” هدم طريق باب المغاربة هو هدم لأجزاء من المسجد الأقصى ، ونحذّر من تداعياته الخطيرة” ، وجاء في البيان :” إن الإخطار الإحتلالي الصادر عن أذرع الإحتلال بهدم طريق باب المغاربة ، معناه بكل وضوح الإصرار على هدم طريق باب المغاربة ، أي هدم جزء من المسجد الأقصى المبارك ”

– الشيخ عكرمة صبري – رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك قال في تصريحات صحفية مختلفة – :” المخطط الاحتلالي الجديد حلقة ضمن خطة تستهدف باب المغاربة ، تنفذ على مراحل وتقترب من المرحلة النهائية ” ، واضاف ” واعتبر ذلك اعتداء على الوقف الاسلامي وعلى الاقصى “.

– الشيخ عبد العظيم سلهب – رئيس مجلس الاوقاف في القدس – :” الموقف خطير ، ونحن نحمّلهم مسؤولية الاعتداء على واحد من أقدس مقدسات المسلمين ، هدم جسر باب المغاربة ، هو هدم لجزء من المسجد الاقصى ، التلة والجسر والباب جزء من الاقصى ” ، وطلب الشيخ سلهب تدخلاً مباشراً من منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة .

– الشيخ محمد حسين – مفتي القدس والديار الفلسطينية – :” هذا العدوان يهدف الى السيطرة على مداخل المسجد الاقصى” .

عود على بدء : مطلع العام 2007 الإحتلال يبدأ بهدم طريق باب المغاربة :

باب المغاربة أحد أقدم وأهم ابواب المسجد الاقصى البالغ عددها (15) وهو ويقع في الجدار الغربي للمسجد ويوصل إليه بطريق صاعدة أقيمت فوق تلة ترابية ترتفع حتى تلاصق جدار الأقصى، ولذا فإن هذا الطريق والتلة تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأقصى المبارك، ويستخدم الطريق بالأصل ممرا إلى الأقصى للمصلين القادمين من باب المغاربة الآخر على سور المدينة، أو من داخل البلدة القديمة ذاتها. وقد سمي البابان (باب المغاربة في جدار الأقصى، وباب المغاربة في سور القدس) بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي يقعان فيها والتي عرفت على مر التاريخ بحي المغاربة حيث رابط المغاربة – الذين جاؤوا من المغرب العربي – الذين قدموا القدس منذ فتح صلاح الدين الايوبى عام 1187م – 583هـ غير أن الإحتلال الاسرائيلي ومنذ عام 1967م استولى على حي المغاربة ، لأنه يشرف على حائط البراق (اطلق عليه اليهود – زرواً وبهتاناً اسم حائط المبكى) الشهير في المسجد الأقصى المبارك واليهود يزعمون أن هذا الحائط انما هو جزء من الجدار الغربي لهيكلهم المزعوم ، ومن ثم دمروا المنطقة تماما، وسووها بالأرض، وحولوها إلى ساحة باسم ساحة المبكى – يستعملها اليهود كمكان لصلاتهم – ، في إطار سعيهم لتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك، وتغيير المعالم الإسلامية في القدس والأقصى كما منعوا المسلمين منذ ذلك الحين من الوصول إلى حائطهم ومنعوهم من استخدام باب المغاربة، حيث صادر الاسرائيليون مفاتيح هذا الباب التاريخي الذي يجاور موضع الصلاة الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك منذ بدء عام 67 ، وباتوا يستخدمونه هم فقط لإدخال اليهود والسياح من غير المسلمين إلى المسجد الاقصى المبارك، وأيضا لاقتحام المسجد من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي .

وماذا عن حي باب المغاربة ؟

يقع حى (او حارة) باب المغاربة غرب المسجد الأقصى هدمته سلطات الاحتلال عام 1967، وبلغ مجموع الأبنية الأثرية فيه نحو 135 أثراً تعود للعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني، من جملة هذه الآثار المدرسة الأفضلية، مزار الشيخ عبد، زاوية المغاربة، وقد تحولت الحارة إلى ساحة لصلاة اليهود قرب حائط البراق ، الذي تم الاستيلاء عليه كأثر إسلامي الذي هو منتهى مسرى الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام … وحارة المغاربة من أشهر الحارات الموجودة في البلدة القديمة بالقدس وترجع شهرتها في السنوات الاخيرة الى قيام قوات الاحتلال بتدميرها بكاملها وسَوَّتها بالأرض بعيد احتلال القدس عام 1967م، وحولتها كاملة إلى ساحة سمتها (ساحة المبكى) لخدمة المصلين اليهود عند حائط البراق . وكانت هذه الحارة بالكامل وقفاً من الملك ابن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير المدينة من الصليبيين، حيث أوقفها على المجاهدين المغاربة الذين شاركوا في الفتح وبقيت باسمهم، وعلى مر الزمان انتشرت فيها الأوقاف المتعددة من مدارس وأبنية ومصليات وزوايا وغيرها. والحارة تعد من المعالم الإسلامية التاريخية الواضحة في مدينة القدس ، وقد اختلفت أسماء المنشآت المحيطة بالحارة قبل هدمها فقد حدها من الجنوب سور القدس وفيه باب المغاربة وآثار باقية من القصور الاموية ( دار الإمارة ) المكتشفة عام 1974م، ومن الشمال قوس ولون المعروف بأقواس ( تنكز ) الحاملة للمدرسة التنكزية، وعلى صفها اوقاف خاصة بعائلة الخالدي في القدس وتربة الأمير حسام الدين بركة خان، ومن الغرب حارة الشرف التي صادرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وشوهت معالمها الإسلامية التاريخية .وشغلت حارة المغاربة مساحة تقدر بخمس وأربعين ألف متر مربع ولقد ضمت الحارة عشرات المباني التي يعود تاريخ بعضها الى العصر الايوبي كان أشهرها المدرسة الافضلية، وقد بلغ عدد المباني الأثرية التي هدمتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي ( 135 بناءً اثرياً ) امتدت فوق الساحة التي اخذ اليهود يطلقون عليها فيما بعد زوراً وبهتاناً- ساحة المبكى . وتؤكد خارطة أفقية للقدس تعود الى النصف الأول من القرن العشرين يظهر فيها تقسيمات مباني وطرق حارة المغاربة على الأرقام التي نشرت بعد العام 1967م حول عدد المنشآت التي هدمتها جرافات الاحتلال في حارة المغاربة.

حفريات وانهيارات :

ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل انطلقت الحفريات الاسرائيلية في ساحة البراق (حي المغاربة سابقا)، وامتدت تحت الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك إلى ما داخل المسجد، كما فتحت أنفاق امتدت بطول الجدار الغربي للأقصى وأقيم في بعضها كنس يهودية أيضا وأدت هذه الحفريات إلى خلخلة التلة التي يقوم عليها طريق باب المغاربة، فانهار جزء بمساحة 100 متر منها بتاريخ 15/4/2004 وقام الاحتلال حينها بإزالة الأتربة المتساقطة وجزء من الجدار دون مراعاة تضمنها لآثار إسلامية ، ومنع الاحتلال يومها دائرة الأوقاف الإسلامية من القيام بواجب ترميمه ، إذ هي الجهة المسؤولة والمخولة بذلك دون غيرها .

وفي نفس الوقت قام الاحتلال ببناء جسري خشبي مؤقت يستعمل ممراً وطريقا لقوات الاحتلال الاسرائيلي لدى اقتحامها للاقصى ، وليكون سبيلاً لإدخال السياح الأجانب واليهود من المستوطنين والجماعات اليهودية .

في مطلع شهر شباط من العام 2007 كشف الشيخ رائد صلاح أن الإحتلال سيقوم قريباً جداً بهدم طريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد الأقصى وبناء جسر عسكري ضخم ، وفعلا ففي صباح 6-2-2007 بدأت جرافات الاحتلال بهدم طريق باب المغاربة ، تمهيداً لبناء الجسر المذكور .

أهداف هدم طريق باب المغاربة :

1- إحداث تغيير كبير في التوازن المحيطي للحرم القدسي الشريف ، وفرض السيادة الاسرائيلية عليه ، علماً أن المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية تحتل المسجد الاقصى ولا يوجد لها أية سيادة عليه ولا يحق لها إزالة ذرة تراب واحدة من المسجد الاقصى المبارك . وفرض سياسة الأمر الواقع عن طريق القوة، تتمثل في انه ما تحت المسجد بالإضافة الى الجدار الغربي للمسجد الاقصى بأكمله ويبلغ طوله 491م ، يكون تحت السيطرة الاسرائيلية ، بالإضافة الى السماح لهم طبعاً الدخول تحت باحات الاقصى عن طريق باب المغاربة الذي يعكفون على توسعته .

2- بناء جسر بطول 200م يبدأ من منطقة الحفريات الجنوبية للاقصى ، يسمح بتدفق اليهود بأعداد كبيرة الى باحات الاقصى ، وكذلك لتسهيل عملية اقتحام القوات الاسرائيلية في حال فكرت بالإعتداء على المسجد الاقصى وقمع المصلين ، مع التحذير بأن هذا الجسر المخطط إقامته يصلح لكي تمرّ عليه سيارات عسكرية وغيرها من الآليات الثقيلة .

3- طمس المعالم التاريخية التي تعود للفترات : الأموية ، الأيوبية ، المملوكية والعثمانية .

4- استمرار الحفريات بهدف الوصول الى مسجد البراق – اسفل الجدار الغربي للاقصى ، اسفل باب المغاربة – وتحويل المسجد الى كنيس يهودي ، ومن ثم إجراء حفريات أخرى توصل الى الغرف المائية الموجودة تحت المسجد الاقصى .

5- تقويض اساسات المسجد الاقصى من الجهة الغربية ، لكي يظهر وكأنه يتهاوى بفعل المؤثرات الطبيعية على المكان كالهزات الأرضية إذا حدثت لا سمح الله .

6- توسيع باب المغاربة هو مخطط بديل لخطة شارون التي هدفت الى الاستيلاء على المسجد الاقصى من خلال الاستلاء على المصلى المرواني .

7- إتمام توسيع ساحة البراق لتصل الى آخر الزاوية الجنوبية للسور الغربي ، ومن ثم التوسع للتحول ساحة الأقصى الغريبة الخارجية الى جزء مما يسمى ساحة “المبكى ” .

وفي التقرير التي أصدرته المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الايسيسكو) من إعداد لجنة الخبراء الايسيسكو الأثاريين الصادر في أبريل 2007 ، جاء ما يلي – بتصرف- :

أهداف الاحتلال الكامنة وراء أعمال هدم طريق باب المغاربة :

تهدف إسرائيل من أعمال الحفر والإزالة إلى تحقيق عدة أمور في آن واحد، والتي يمكن تلخيصها بما يلي:

1. إعلان شراكتها، على أقل تقدير، في السيادة على الحرم الشريف، كما اتضح الأمر في مفاوضات كامب ديفيد سنة 2000.

2. توسيع حائط البراق باتجاه الجنوب، حيث جرى توسيعه باتجاه الشمال عبر مشروع النفق، وبذلك سيصل المكشوف من حائط البراق إلى الزاوية الجنوبية الغربية للحرم الشريف. ويذكر بأنه قد جرى توسيع الحائط عام 1967 من 28م ليصبح 60م، وان نجح الإسرائيليون فيما يقومون به الآن، فسيصل طول الجدار أكثر من 100م.

3. تعزيز العلاقة اليهودية بالموقع، وتأكيد السيطرة الإسرائيلية على كل الجدار الغربي للحرم الشريف.

4. نصب جسر يتسع لمئات من الجنود ورجال الشرطة، بما فيها آلياتهم، لتسهيل عمليات اقتحام الحرم الشريف كلما اقتضى الأمر ذلك. وبالتالي فان إنشاء الجسر لأسباب “أمنية” تساهم في قمع الاحتجاجات الفلسطينية.

رفض واحتجاجات وإدانة واسعة لهدم طريق باب المغاربة :

منذ اللحظة الأولى لمعرفة مخطط الإحتلال لهدم طريق باب المغرابة ، ومن ثم البدء الفعلي للهدم ، برز رفض قوي ، تبعه إحتجاجات وتنديدات واسعة لمخططات وممارسات الاحتلال .

ويمكن إيجاز هذه الأحداث بما يلي :

الخميس 1/2/ 2007 : قامت الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني بإجراء جولة ميدانية مع كل وسائل الاعلام عند حائط البراق وطريق باب المغاربة وكشفت عن نية المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية البدء لتفيذ جريمتها وما هي أهدافها .

الثلاثاء 6/2/ 2007 : الاحتلال الاسرائيلي يبدأ بتنفيذ جريمته بإزالة طريق باب المغاربة ، الذي منعت ترميمه ، بحجة حماية المصلين اليهود في ساحة البراق كون إنهياره يشكل خطراً عليهم ، وقد تم الهدم بالجرافات والأدوات الثقيلة .

في نفس الوقت تبدأ الحركة الاسلامية ببرنامج نشاطاتها النضالية لوقف هذه الجريمة ، عبر مسيرات واعتصامات ومظاهرات عند المسجد الاقصى ، وما بين باب المغاربة حتى وادي الجوز في القدس الشريف .

الاربعاء 7/2/ 2007 : خلال قيام الحركة الاسلامية باعتصام قريب من باب المغاربة ، قامت قوات الاحتلال باعتقال الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – ومجموعة من ابناء الحركة الاسلامية ، ومن خلال محاكمة سريعة تم منعهم وبضمنهم الشيخ رائد صلاح من دخول المسجد الاقصى او الاقتراب الى اسوار القدس القديمة لمسافة 150 متر – وهو المنع المتوصل حتى اللحظة 2011 بحق الشيخ رائد صلاح ، وتبع هذا الاعتقال بالتحديد فتح وتوجيه ملف ضد الشيخ رائد صلاح بما عرف بملف باب المغاربة ، حيث سجن الشيخ رائد صلاح خمسة أشهر ونيف من منتصف عام 2010م حتى نهايته .

الثلاثاء 13/2/ 2007 : الاحتلال يحاول خداع العالم بعد ان كثرت ردود الفعل الساخطة على جريمتها على الصعيد العالمي والاسلامي والعربي ، فيواصل الاحتلال جريمة الهدم بالأدوات اليدوية وبمئات الحفارين ، واستمر الامر لعدة أشهر .

وبسبب حسابات داخلية للإحتلال الاسرائيلي ، وفي ظل حجم الرفض والإدانة للمشروع الاحتلالي ، تحول العمل على مخطط الاحتلال بعيدا عن الاعلام ، لكنه في نفس الوقت كان يعمل على عدة مخططات لإستكمال مشروعه الاحتلالي في الوقت المناسب الذي يرونه .

بين العامي 2010و2011 المخطط الاحتلالي يطفو بقوة على السطح :

وهذه أهم التطورات في هذا المضمار :

12/4/2010 : صحيفة”معاريف” الاسرائيلية : الاردن يطالب بان يبني هو فقط جسر باب المغاربة عبر طلب قدمه لليونيسكو وحسب مخطط يعده الاردن ، يختلف بالطبع عن المخطط الاسرائيلي ، وذكرت “معاريف” نقلا على لسان جهات سياسية اسرائيلية ان هناك مخططات اسرائيلية لبناء جسر المغاربة ، ، ومرّت بثلاث مراحل تخطيطية ، ولكنها اليوم متوقفة وغير معلنة على الملأ – كما هو مطلوب- تحسباً من ردود فعل فلسطينية .

2/11/2010 : ” لجنة التخطيط اللوائية ” في القدس تصادق بشكل نهائي على مخطط جسر ” باب المغاربة ” العسكري الرابط بين ساحة البراق والمسجد الأقصى ، وقالت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” في بيان لها الثلاثاء 2/11/2010م أن ” لجنة التخطيط والبناء اللوائية ” لمنطقة القدس صادقت قبل أيام بشكل نهائي على مخطط الجسر العسكري الرابط بين ساحة البراق وباب المغاربة في المسجد الأقصى المبارك ، وقامت صحف عبرية يوم الجمعة الأخير بنشر إعلان المصادقة وذلك وفق المخطط الأصلي ، وقالت اللجنة في إعلان المصادقة ” إنّ المشروع يأتي إنسجاماً وضمن السياسة الإسرائيلية لترسيخ توحيد القدس تحت السيادة الإسرائيلية وخاصة في منطقة الحائط الغربي ” – نص الإعلان – .

6/3/2011م : ما يسمى بـ “صندوق ارث المبكى” يحصل على رخصة بناء من اللجنة المحلية للبناء والتخطيط في القدس ، لبناء جسر المغاربة .

11/3/2011 : معاريف تقرير(شالوم يروشالمي) : ” رئيس بلدية القدس نير برقات اعلن في نص رسمي عممه قبل اسبوع ان الجسر المؤقت غير قانوني البتة ، وان من الواجب هدمه فوراً وبناء آخر مكانه ، كما ارسل “صندوق ارث المبكى ” قبل اسبوع رسالة الى سكرتير الحكومة تطالب بالبدء باعمال البناء والصيانة ، واظهرت الرسالة بالطبع رخصة البناء للجسر الجديد ، ( يقول ” شالوم يروشالمي” احتمالية استجابة نتنياهو للطلب ضئيلة جدا ، خاصة في هذه الايام ) .

23/5/2011 : الإذاعة الإسرائيلية ذكرت على لسان مهندس البلدية العبرية في القدس أن البلدية ستلجأ إلى اتخاذ إجراءات قضائية لهدم الجسر العلوي المؤقت قرب باب المغاربة في البلدة القديمة إذا لم يقدم ما يسمى بـ (صندوق تراث حائط المبكى) على هدمه كونه يشكل خطرا على الجمهور ، وأوضح مهندس البلدية ” أنه يجب وقف استخدام هذا الجسر لأنه لا يوفر المطلوب للاحتياجات الأمنية والمدنية”.

23/5/2011م : “مؤسسة الأقصى” : “الإحتلال الإسرائيلي يمهّد الطريق لإستكمال هدم طريق باب المغاربة لبناء جسر عسكري ” .

23/5/2011 : وبحسب ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هدم طريق باب المغاربة أو الجسر المؤقت ينتظر قراراً من رئيس الحكومة الإسرائيلية ، وهو نفسه الذي أعطى قراراً في عام 1996م بفتح النفق الغربي للمسجد الأقصى المبارك ، والذي تبعه ما عرف بـ “هَبَّة النفق ” .

30/5/2011: موقع “ماي نت ” : مهندس بلدية القدس بعث قبل ايام برسالة الى ” صندوق ارث المبكى ” طالبهم بهدم الجسر المؤقت خلال 14 يوم ، وان لم تفعلوا فستقوم البلدية بذلك ، واوضح المهندس انه وبعد اقرار المخطط لبناء الجسر الثابت فيجب العمل على تنفيذه

” صندوق ارث المبكى” ارمز الى ان هناك صراع داخلي بين مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية وبين مكتب رئيس بلدية القدس “نير بركات ” .

” صندوق ارث المبكى” قام ايضا بارسال نص رسالة مهندس البلدية الى مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية لمتابعة معالجة الامر ، في حين اشار مصدر في ” صندوق ارث المبكى” ان من يقرر ان نبني او لا هو مكتب رئيس الحكومة .

بحسب موقع “ماي نت ” : مكتب رئيس الحكومة رفض التطرق للموضوع .

27/6/2011: ذكرت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية أن أزمة دبلوماسية حادة نشبت بين اسرائيل والأردن على خلفية قرار اسرائيل هدم جسر المغاربة وبناء جسر جديد يخدم اليهود ويمس بالتراث الإسلامي ، إلا أن الأردن والعراق ومصر والبحرين، قدموا اقتراحاً لليونسكو لشجب القرار الاسرائيلي ومنع تنفيذه للحفاظ على أحد الأماكن المقدسة.

الأردن طلبت بالإضافة إلى التنديد ، بوقف الحفريات في منطقة الأقصى وإرسال خبراء من ‘اليونسكو’ للتحقيق في سياسة الاحتلال بكل ما يتعلق بالحفريات في البلدة القديمة في القدس.

29/6/2011 : “مؤسسة الأقصى” :” ذكرت صحف ومصادر إعلامية إسرائيلية في الأيام الأخيرة أن شرطة الاحتلال أوصت بهدم طريق باب المغاربة التاريخي والجسر المؤقت الملاصق للمسجد الأقصى ، وذلك في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، في محاولة منها لاستغلال حالة الانشغال الدولي بمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي سيتم التصويت على قرارٍ أممي بشأنها، وذكرت مصادر اسرائيلية الثلاثاء بأن الشرطة الإسرائيلية في منطقة القدس المحتلة أوصت بهدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى وبناء جسر جديد مكانه في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل عندما تكون أنظار العالم العربي متركزة نحو الأمم المتحدة التي سيجري فيها التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وقالت صحيفة “هآرتس” إن قيادة الشرطة في منطقة القدس وافقت في نهاية مداولات أجرتها في الأيام الأخيرة على هذه التقديرات وقررت في هذه الاثناء عدم البدء في تنفيذ أعمال جسر باب المغاربة وتأجيله الى ايلول (سبتمبر) المقبل ، وتم إبلاغ بلدية القدس بذلك الأمر الذي أثار غضب مسؤولين في البلدية وخصوصا ممثلي الأحزاب اليمينية والدينية اليهودية – هذا بحسب المصادر والصحف الإسرائيلية – .

في السياق نفسه وبحسب ما ذكرته الصحف الإسرائيلية فإن شرطة الاحتلال أبدت ، “تخوفها” من تأثير الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – ، على الجمهور الفلسطيني في الداخل، ومن قدرته على “إشعال فتيل” الأوضاع في المنطقة، ردًا على أي محاولةٍ إسرائيلية لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس ، وأفادت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر أمس الثلاثاء ، أن خلافات كثيرة اعترت تقديرات الضباط الإسرائيليين فيما يتعلّق بمدى قوة وتأثير الشيخ رائد صلاح على مجرى الأوضاع في القدس المحتلة، لا سيما في حال تنفيذ مخطط هدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى، ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط ، ما مفاده أن الشيخ صلاح سيحاول استغلال واقعة الحفريات الأثرية والأنشطة الاستيطانية في الأحياء المقدسية، لـ”تسخين الأوضاع على جبهاتٍ أخرى كجسر المغاربة”.- وهذا بحسب المصادر الإسرائيلية – .

29/6/2011 :”مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” الإحتلال يتهيء لإستكمال هدم طريق باب المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى من الجهة الغربية الجنوبية بهدف بناء جسر عسكري كبير وإستكمال تهويد منطقة حائط البراق ، وأشارت “مؤسسة الأقصى” أن هذا الهدم قد يكون في الأيام القريبة أو بعد أسابيع ، علماً أن مصادر صحفية إسرائيلية ذكرت انه كان من المفترض أن يبدأ الهدم المتجدد لطريق باب المغاربة الأسبوع القادم ، لكنه تأجل الى شهر أيلول القادم بحسب توصية من شرطة الإحتلال الإسرائيلي في القدس ، خلال محادثات سرية في أروقة الإحتلال الإسرائيلي بخصوص الموضوع .

29/6/2011 : “مؤسسة الأقصى” :” من يتابع الإعلام الإسرائيلي وهو المجيّر لخدمة أجندة الإحتلال الإسرائيلي ، خلال الشهر الأخير ، وبخاصة الأسبوع الأخير ، ونشر العديد من التقارير والتحليلات الصحفية الإسرائيلية حول قضية طريق باب المغاربة يدرك أن الإحتلال الإسرائيلي يحاول تجهيز الأرضية لإستكمال مخططه الإحتلالي بهدم طريق باب المغاربة وتنفيذ مشروعات تهويدية لها تأثيرات خطيرة وبعيدة المدى على المسجد الاقصى .

25/10/2011: الإخطار التي بعث به مهندس البلدية العبرية في القدس ، والذي يدعو الى هدم طريق باب المغاربة خلال 30 يوما ، والبدء بتنفيذ بناء جسر باب المغارية والمخطط الكامل المرافق .

أنقذوا الاقصى .. حتى لا يهدم :

نظرة سريعة الى التطورات الأخيرة في ملف باب المغاربة والمسجد الاقصى ، تنذر بأن الإحتلال يصعّد من استهدافه للمسجد الاقصى ولطريق باب المغاربة ، ولا يخفى على الجميع التداعيات والأضرار الخطيرة على المسجد الاقصى المبارك ، ومن هنا جاء النداء أنقذوا الأقصى .. حتى لا يهدم .

من  محمود أبو عطا “مؤسسة الأقصى”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة