قراءة في تصريحات منصور عباس… هل تجاوز الخطوط الحمر؟

الأعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 24/05/24 | 18:05

وشهد شاهد من اهله. الشاهد اسمه إبراهيم صرصور “أبو السيد” القيادي في “الحركة الإسلامية الجنوبية” التي تراسها لسنوات طويلة ومثلها في الكنيست ثلاث فترات. هذا الشاهد يرفض تصريحات ابن جلدته دينيا وسياسيا وحزبيا منصور عباس، الذي أصبح بقدرة قادر رئيس القائمة العربية الموحدة وهي الجناح السياسي للحركة الجنوبية، ومن ناحية فعلية هو المحرك الرئيس لها.

لقد بلغ السيل الزبى عند إبراهيم صرصور ولم يعد يحتمل ما يخرج به عباس للجماهير العربية من تصريحات يرى فيها صرصور إهانة للمجتمع العربي وخروج “عن ثوابت الحركة”. ففي البيان الذي أصدره صرصور وحسب ما جاء في خبر نشره “موقع العرب” أمس الخميس، نصح صرصور زميله منصور عباس “باعتزال الحياة السياسية بقوله:” اعتقد انه آن الاوان للدكتور منصور عباس لأن يفكر جديا في اعتزال الحياة السياسة ويستقيل من عضوية الكنيست – وان تساعده الحركة في ذلك – قبل الا ينفع الندم، فقد “كَفّى ووَفّى” والله!… ”

ولكن ما خلفية تصريحات ابراهيم صرصور، ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ منصور عباس وفي مقابلة له حاول تبرئة إسرائيل مما تفعله في غزة وتضعها في خانة الاتهام أمام كافة الهيئات والمحاكم الدولية ودول العالم.

بيان “أبو السيد” جاء ردا على ما ذكره عباس في المقابلة، إذ قال في بيانه: “بكلمات أخرى، تصريحات دكتور منصور عباس لا تمثل قيم وثوابت الحركة الاسلامية والقائمة العربية الموحدة، وانما تمثل رايه الشخصي فقط!” خطوة جريئة ومسؤولة من إبراهيم صرصور، تظهر بشكل واضح ان تصريحات عباس

مرفوضة كليا.

إبراهيم صرصور أفهم منصور عباس في بيانه بالقول:” “إنّ قتل الأبرياء في كل مكان في الدنيا ومن أي ديانة يعتبر جريمة لا تُغتفر، وما يحدث في قطاع غزة من تجويع للأطفال والنساء وقطع المساعدات الإنسانية عنهم، بالإضافة إلى قصف المستشفيات والمساجد بمثابة جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، كما أنها جرائم بحق الإنسانية لا يغفرها ديننا الحنيف الذي يحثّ على الإنسانية والرحمة”.

اليس من المخجل ان يتردد منصور عباس في وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالحرب على غزة وهو عضو كنيست يتمتع بحصانة؟ فما الذي دفع عباس الى تصريحات مثل هذه”. أعتقد بأن السبب الوحيد هو استرضاء اليمين في إسرائيل لدوافع شخصية قد توصله الى وزارة ما في حكومة مقبلة.

لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها عباس الخط الأحمر ويغرد خارج السرب العربي. فقد سبق له وأدلى بتصريحات في شهر فبراير/ شباط عام 2022 أثارت غضبًا داخل الحركة الاسلامية الجنوبية. وقتها سارع إبراهيم صرصور في الرد عليه على فيسبوك أدان فيها تصريحات عباس بخصوص “امنستي” والتطبيع مع اسرائيل ويهودية الدولة.

وأخيراً…

هناك تصريحات أخرى لعباس يدنى لها الجبين، ولذلك فإن إبراهيم صرصور على حق في مطالبة عباس بالاستقالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة