يسوعُ حُلوٌ

قصة للأطفال بقلم : زهير دعيم

تاريخ النشر: 04/05/24 | 18:20

عاد حنّا الصّغير من الكنيسة دامع العينين ، عاد حزينًا بعد ان شارك في جنّاز المسيح في ليلة الجمعة العظيمة ، ووضع باقة من الياسمين والزنبق على سرير يسوع.

رأته أمُّه والدّموع تنهمر من عينيْه فتعجّبت وسألته بحنان :

-​ما بكَ يا ولدي ؟ ما بك يا حبيبي ؟

ورفع حنّا عينيه الدامعتين وقال :

لقد ماتَ …ماتَ يسوع.. صلبوه … قتلوه يا أمّي ، فمن يساعدني بعد اليوم في المدرسة ؟ ولمن أشعل الشّمعة وأسجد في هذه الليلة ؟ مع من أحكي بعد اليوم …انّه لن يسمع صلاتي!!

عانقت الأمّ ابنها بحرارة وهي تضحك :

-​بلى انّه يسمع ، فيسوع حيّ يا ولدي .

-​لا.. لقد مات.. قتلوه … ألم تشاركي مثلي في الجنّاز ؟

احتارت الأمّ …كيف تُفسِّر لابنها الوحيد الصّغير ، أنّ الجنّاز ذكرى ، وأنّ يسوع انسان كامل وإله كامل ، فالذي مات يسوع الانسان ، أمّا الإله فهو حيّ أبدًا.

ورفعت الأمُّ نظرَها ويديها نحو العَلاء قائلة :

” يا الهي أعنّي ، ساعدني، ماذا أقول له …

يا ليتك تعود باكرا يا أبا حنّا فتساعدني انت أيضًا ”

وطمر حنّا رأسه في وسادته ورفض أن يُصلّي ، فيسوع مات ولن يسمعه !!!

وركعت الامّ في غرفتها والدموع تنزل على وجنتيها : ” يا يسوع ؛ يا غالي ، أرجوك اقنع ابني …أظهر له ذاتك ، انّه متضايق لأجلك ، متألم ، أرجوك لا تُخيّب رجائي ”

نام حنّا الصّغير في تلك الليلة متنهدًا ودون ان يركع كعادته ودون ان يشعل الشمعة.

وفي الصّباح استيقظ مع أوّل زقزقة عصفور ، ودخل سريعًا الى غرفة والديْه وعانق امّه بحرارة : أنتِ على حقّ يا أمّي ، يسوع حيّ ، لقد رأيته ، رأيته في منامي ، لقد جاء وداعب شعري ووعدني بأنّه سيساعدني في المدرسة ….ما أحلاه وما أجمله !!..يسوع حلو يا أمّي ….يسوع حلو أكثر ممّا نتصوّر…لقد رأيته..

فصرخ الأبوان على وقع رنين الاجراس : يسوع حلو… حقًّا … يسوع حلو.. المسيح قام…بالحقيقة قام ، ونحن شهود على ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة