مالك بن نبي والمسألة اليهودية.. الحلقة الأولى

معمر حبار

تاريخ النشر: 19/04/24 | 10:11

الأستاذ مالك بن نبي، “وجهة العالم الإسلامي، الجزء الثّاني – المسألة اليهودية”، الطبعة الأولى، 1434 هـ – 2013، دار الوعي، رويبة، الجزائر، من 161 صفحة.

تنبيه وتوضيح:

قرأت كتاب “المسألة اليهودية” للأستاذ مالك بن نبي رحمة الله عليه، ودوّنت على مسودتي 157 نقطة، وعلى مدار 11 صفحة، وكان ذلك بتاريخ: 26 ديسمبر 2020. ولم أعثر على مسودتي ولا أعرف السّبب. وعثرت عليها اليوم، وهي الآن بين يديك. وأعترف أنّي وجدت صعوبة بالغة في إعادة التّرتيب، والتّنظيم. راجيا السّداد، والتّوفيق.

العناوين الفرعية من وضع صاحب هذه الأسطر.

أوّلا: ماتوصّل إليه القارىء المتبّع من قراءته للكتاب:

سنة تأليف الكتاب:

تمّ تأليف الكتاب بتاريخ: 22 جانفي 1952 حسب ماجاء في أخر صفحة من خاتمة الكتاب في صفحة 149. وأعاد نشره الأستاذ عمر كامل مسقاوي بتاريخ: 22 جانفي 2012 كما جاء في كلمة النشر صفحة 7. مايعني أنّم تمّ طبع الكتاب بعد 60 سنة من كتابته. وأربع سنوات من جريمة احتلال الصهاينة لفلسطين سنة 1948. وعامين قبل الثّورة الجزائرية.

“العفن”، و”المسألة اليهودية”:

منع مالك بن نبي من طبع كتابه “العفن” في حياته، ومنع كتابه “المسألة اليهودية” في حياته. وبمحض إرادته، ودون ضغط، ولا طلب من جهة فيدرجان ضمن الكتب الممنوعة[1].

ظروف الكتاب:

كتاب “وجهة العالم الإسلامي – الجزء الأوّل” يتطرّق عبره مالك بن نبي رحمة الله عليه للحالة الداخلية للعالم الإسلامي، خاصّة فيما تعلّق بالقابلية للاستدمار”.

الجزء الثاني من كتاب “وجهة العالم الإسلامي – المسألة اليهودية”، يتطرّق عبره الكاتب إلى اليهود. 29

ممّا وقفت عليه أنّ مالك بن نبي – فيما قرأت وأتذكّر لحدّ الآن- تحدّث عن الجزء الثّاني حين ألّف كتابه “وجهة العالم الإسلامي”، ولم يشر إليه – لا في مقدّمة، ولا خاتمة. مايعني – في تقديري- أنّ مايسميه مالك بن نبي بالجزء الثّاني لم يكن مبرمجا حين ألّف مايسميه بالجزء الأوّل. 29

يرى الأستاذ عمر كامل مسقاوي أنّ مالك بن نبي رفض أن ينشر كتابه “المسألة اليهودية”، ويرى القارىء المتتبّع أنّ مالك بن نبي متردّد في نشر الكتاب. 29

ماذكره مالك بن نبي يؤكّد ماذهب إليه القارىء المتتبّع أن كتابه ” المسألة اليهودية” لم يكن مبرمجا من قبل، ولم يكن يفكّر فيه حين ألّف كتابه “وجهة العالم الإسلامي”. 29-30

يرى أنّ “كتاب المسألة اليهودية يختلف عن الكتاب الأوّل “وجهة العالم الإسلامي”. ويرى القارىء المتتبّع أن لاتشابه بينهما. ويمكن قراءة الكتابين ككتابين مستقلين لاعلاقة لأحدهما بالآخر. وإن كان هناك تشابه فهو لتقارب سنوات الكتابة. الأوّل سنة 1949 والثّاني سنة 1952. ص30

كتب لفهم كتاب المسألة اليهودية”:

كتب مالك بن نبي كتابه “وجهة العالم الإسلامي – الجزء الأوّل”، و “وجهة العالم الإسلامي – الجزء الثّاني- المسألة اليهودية”.

لفهم “المسألة اليهودية، يستوجب قراءة كتب: “شروط النهضة”، و”العفن”، و”وجهة العالم الإسلامي – الجزء الأوّل”، و”مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”، و Les carnets، و “دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين”ومحاضرة “، و”كومنويلث إسلامي”.

القابلية للاستدمار والمسألة اليهودية:

فهم الكتاب يتطلّب فهم مصطلح “القابلية للاستدمار” الذي ظلّ يذكره مالك بن نبي طوال حياته.

يرى أنّ كتابه “المسألة اليهودية” سيسبّب له مشاكل مع الاستدمار الفرنسي، و “آخرون”. ولم يذكرهم، ولم يحدّدهم وإن كانوا ذكروا في ثنايا الكتاب دون تحديد ذلك.

لم يذكر أنّ اليهود سيسبّبون له مشاكل عقب كتابه “المسألة اليهودية”. لأنّهم –في تقديري- لم يكونوا يومها بالقوّة التي يتمتّعون بها حاليا. ولا بالخيانة التي تحميهم من طرف الغرب، والعرب كما هو مشاهد الآن.

عالج مالك بن نبي القضية اليهودية والمجتمع الإسلامي من باب القابلية للاستدمار.

يعتبر مالك بن نبي كل عمل لايقوم على محاربة القابلية للاستدمار فهو أبتر.

كان مالك بن نبي أيّام الحرب العالمية الثانية في فرنسا ورأى رأي العين تبعية الفرنسي لليهودي.

ممّا وقفت عليه أنّ مالك بن نبي يعذر العرب، والمسلمين الذين أساؤوا فهم مصطلحه “القابلية للاستدمار” لأسباب لم يذكرها. لكنّه لايعذر الجزائريين الذين أساؤوا فهم المصطلح. وهم الذين عايشوا الاستدمار الفرنسي، ونالهم منه مانالهم في الدين، والجسد، والثّقافة، والممتلكات، واللّغة، والعادات.

المسألة اليهودية دراسة مستقبلية:

يرى مالك بن نبي أنّ كتابه “المسألة اليهودية” هي دراسة مستقبلية، وخاصّة بالأجيال القادمة وليس الحالية. ويبدولي أنّ هذا السّبب هو إحدى الأسباب التي دفعت مالك بن نبي لعدم نشر كتابه هذا. 58

واضح أنّ الجزء الثّاني لم يكن مدرجا حين ألّف كتابه “وجهة العالم الإسلامي” وليس الجزء الثّاني. وواضح أنّه كتب كتابه “المسألة اليهودية” على عجل، ولم يكن مبرمجا من قبل.

السّؤال الذي مازال يفرض نفسه: لماذا هذه العجلة والسرعة في كتابة “المسألة اليهودية”؟ وفي الوقت نفسه طلب عدم نشر الكتاب؟ ظلّ يتحدّث عن “نظرا لظروف هذه الدراسة” و “وإذ هو هنا يكتب لجيل سيأتي بعده”. 104

تجربة مالك بن نبي في معرفة اليهود من خلال تواجده في أوروبا:

يتحدّث مالك بن نبي عن اليهود في أوروبا كما عايشها أثناء تواجده بفرنسا وأوروبا. والكتاب يصلح لليهود حاليا وهم بسيطرون على العرب، والعالم بنفس الأسس وزيادة يقتضيها العصر والمكر اليهودي.

ويعتمد في وصف خطر اليهود من خلال تجربته في فرنسا، وأوروبا طيلة 20 سنة. أي منذ أن كان طالبا في بدايات الثلاثينات إلى غاية انتقاله لمصر سنة 1956 لترجمة كتبه، بالإضافة إلى أسفاره فبما بعد.

ضرورة فهم باطن اليهود، وقراءة التّاريخ:

يرى مالك بن نبي أنّ دراسة اليهود تستوجب أوّلا فهم حقيقة باطنهم، ولا يكتفي المرء بالمظاهر الخارجية التي لاتفي بالغرض لوحدها. وضرورة قراءة التّاريخ لفهم اليهود.

الصراعات الشخصية لمالك بن نبي:

مالك بن نبي حتّى وهو يتحدّث عن اليهود، تطرّق كعادته لصراعاته الشخصية. ولذلك تعمّدنا أن لاننقل هذا الجانب واكتفينا بجوهر الكتاب وهم اليهود.

رجاءترقبوا الحلقة الثّانية بعنوان: مالك بن نبي والمسألة اليهودية.. الحلقة الثّانية. متن الكتاب – معمر حبار

الجمعة 9 شوال 1445هـ، الموافق لـ 18 أفريل 2024

الشرفة – الشلف – الجزائر

الشلف – الجزائر

معمر حبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة