الزنزانة!

بقلم : د .ادم عربي

تاريخ النشر: 07/04/24 | 17:35

في الزنزانةِ بلدٌ مربوطٌ بالسلاسلِ على حديدِ النافذة
لينامَ واقفا
السِّياطُ على جسدِهِ حيايا
في الزنزانةِ أُمَّةٌ عليها أن تتألمَ آلامَ اليسوعِ عندما تنام
الحديدُ على الرسغينِ لمَّا يجذبْهُمَا الجسدُ إلى حِضْنِ النومِ حكايةٌ للموتِ غيرُ تلكَ الحكايا
الجحيمُ هو المنايا
في الزنزانةِ شعبٌ يوقظُهُ الجلادُ كلَّما غفتْ صحراءُ الذهبِ والأمل
لتطوِّقَهُ الأوليغارشيةُ لتضغطَ عليهِ لتضغطَ على طريقتِهَا عليهِ لتضغطَ عليهِ قبلَ أن تلقيَهُ بقوةِ الطغيانِ في المرايا
لتزوجَهُ ابنةَ هِرَقْلَ في طَروادةَ الرملِ والشمسِ والنفطِ والبنكِ المِخلبِ المٍبضعِ المِدقَقِ المِخدعِ السرايا
كُنتَ على موعدٍ معَ نفسِكَ في الزنزانة
الضحيةَ والجلادَ كنتَ
وباقةً مِنَ الدين
كُنتَ كافكا وبطلَ كافكا
جوهرَ العبثِ كنتَ
اللغزَ وحلَّ اللغزِ في الأساطير
كُنتَ الأنا نصفين
نصفٌ لحياةِ كلَّ يوم
ونصفٌ لنبيٍّ يرفضُ النبوَّةَ في يومٍ لمْ تعدِ القصصُ فيهِ المراعيَ السواقيَ الفرحَ الترحَ الحنينَ الأنين
يا الغريبُ في دنيا لا غربةَ فيها
عذابُكَ كانَ عذابَنَا الأخيرَ
لنبدأَ
يا الغريبُ عنْ شجرٍ لا غرابةَ فيه
صراخُكَ كانَ صراخَنَا الأخيرَ
لننتهي
يا الغريبُ أنتَ يا مَنْ أنتَ مِنَ القلبِ القريب
كلامُكَ كانَ كلامَنا الأخيرَ
لنصمتَ
أفرغوا الساعةَ مِنَ الوقت
لمْ يعدِ الوقتُ لديكَ للسفرِ
وكأنكَ وصلت
الوقتُ ما الوقتُ وقصتُكَ الوقت
لمْ يعدِ الوقتُ لدينا للقاء
وكأنَّنا لنْ نصل
طالَ الوقتُ في السكون
الكونُ انتظار
الحريةُ كرسيٌّ أمامَ الباب…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة