يا لها من أنفال
من يوميات قرار المسعود
تاريخ النشر: 24/02/24 | 9:11هي حادثة صاغتها الصدفة في زيارة غير معلنة و صنعها القدر في
ملحمة عائلية ساد عليها جو التسامح و الإطمئنان و تربعت عليها صلة الرحم و
العفوية اليقينية بالأخوية. فشيد المنظر بصورة كان أساس ركائزها البساطة و
النية الخالصة في الكلام و العمل. فما أن تجد أو تصنع او يتحقق هذا المشهد في
الأسرة أو مجتمعات اليوم، حتى تجد نفسك تدعو إلى كل ما يجعل البركة و الهناء
و التسامح و حب الخير للجميع من أناس يبدؤون كل عمل “باسم الله” من أجل
إزالة الغل و الحسد و العين و لإستجابة الدعاء.
و في إخر المطاف إنطلقت ثلاثة وجوه أي (طلقات) من البارود الرباني
بعد اللقاء في ذلك المكان “بالمالحة” دُعِيَ أن يعمر البيت – قال أريد إسم “حفصة”
فجاءت أنفال آية، فخمس للأب و الأم و خمس لأهل البارود الثلاث و ما تبقى من
الأخماس فللعمل الصالح و العيشة الهنية و حسن الخاتمة لأنفال، تلك هي القصة
لمَنْ كان قلبه ناصعا كبياض الثلج و متيقنا من عطاء الله وحده لا شريك له،
فتحضر إجابة الأمنية و العطاء. يركز علماؤنا الأجلاء على أن من شروط الدعاء
المستجاب الأكل من حلال و العمل بالمعروف، هذا ما أصبح يندثر و يختفي من
سلوكات المجتمع و الأفراد في الوقت الراهن.
إن حب المادة الفانية طغى كله على معاملات و سلوك مجتمعنا نتيجة
تعلقُنا بالمجتمعات الغربية و إبعادنا على أصولنا و تحاشينا لما يقربنا من الخالق
من الذكر و السعي لما يوفر زاد يوم غد، فنزعت البركة في البيوت و السكينة في
الأسر لعدم التوكل على الله بل نسارع للطبيب و الراقي من اجل الشفاء و لا نسأل
الخالق.