في الجنوب

شعر: ليلى عبد الله

تاريخ النشر: 30/12/23 | 18:16

هلْ تعلمُ كمْ موتٍ عبرْتُ
كمْ ثوبِ حزنٍ ارتديْتُ
وما بينَ حياةٍ وموتٍ
أتنفّسُ كغريقْ

يا نصالاً
تخطّ كلماتِ أيّامِنا
هلْ تحنو القسوةُ مرّة
هلْ تلجمُ الشراسةُ
شرورَها واندفاعَها

ما أصعبَ أنْ تعيشَ
في النسيانِ
أنْ تكونَ أرضُكَ
سجنًا
وأنتَ في غياهبِ الزمانْ
مسجونًا
فعسى أنْ يأتيَ اللهُ
بالفتحِ
أوْ بأمرٍ منْ عندِهِ

أبناءَ أمّتي
لا تكونوا كالغثاءِ
يومَ تكالبَتْ على قصعتي
الأممْ

فالموتُ عندَنا
هنا .. فوقَ أرضِنا
يأتي فجائيًّا
كالعواصفِ .. كالأمطارِ
يخنقُ الشوارعَ بالدماءْ
يكوّمُ عظامَ الناسِ
تحتَ عظامِ البنيانْ
تتناسلُ الأرواحُ
صاعدةً إلى السماءْ

أعيشُ خريفًا
يعملُ بإصرارٍ
على تغييرِ معالمي
يجرّدُني أوراقي
يبقي غابتي عاريةً

لكنْ لا شيءَ يدومُ
رغمَ الجفافِ
التساقطِ
الصمتِ
فالروحُ داخلي
ستُبعَثُ منْ جديدْ
وسوفَ يأتي الربيعْ

لعلّي لا ألقاكُمْ بعدَ عامي هذا
ألا يهزُّكُمْ أنينُ الماءِ العذبِ
منْ مقلتيَّ
ولا الماءُ الأحمرُ
النازفُ منْ شراييني

سيبقى جرحي غائرًا
في جسدِكُمْ
مهما جمّلْتُموهُ بوشمِكِمْ
أستصرخُكُمْ أبناءَ أمّتي
فأنا ما زلْتُ أنتظرُ
شلّالَ نصرتِكُمْ
يمزّقُ قيدَ الشيطانْ
حولَ رقبتي

أنتظرُ
لمْ أعدْ أسمعُ
قعقعةَ سيفِ خالدٍ
ولا هبّةَ المعتصمْ
لمْ أعدْ أسمعُ سوى اصطدامِ
صواريخِ الشرِّ
تصطدمُ بجثّتي
ووقعَ أقدامِ الشيطانِ
فوقَ هامتي

لا تنامي
لا تنامي غزّةُ
لا تغمضي العيونَ
فإنَّ رحلْتِ
رحلَتِ الرجولةُ
رحلَتِ البطولةُ
ويهاجرُ الصمودُ
ويدفَنُ التحدّي
ولا يبقى سوى الأنينْ

لا تنامي
لا تطفئي نورَ اليقينْ
وتتركينا تحتَ رقصاتِ
الشياطينِ
لا تطفئي الجمرَ
انفخي
وحوّليهِ إلى براكينَ
تهزُّ الأرضَ
تحتَ أقدامِ الظالمينْ
انتفضي
منْ تحتِ ركامِكِ
مزلزلةً الأرضَ
مبتلعةً كلَّ المعتدينْ

كمْ حربٍ أسقوكِ
ونجوْتِ
كمْ مرّةٍ ودّعوكِ
وظنّوا أنَّهثمْ دفنوكِ
وأسقطوكِ منَ الحسابِ
لكنَّهُمْ همُ مَنْ سقطوا
ورجعْتِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة