سياسة التهجير في غزة الفلسطينية وإدلب السورية

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 03/12/23 | 12:09

هناك العديد من الأمور التي تبرهن على مدى الصداقة الشخصية بين الروسي بوتين والاسرائيلي نتنياهو، أو بصورة أصح بين العلماني الشيوعي بوتين وبين اليميني اليهودي نتنياهو. وهذه الصداقة لا تعتمد فقط على علاقة شخصية بين الإثنين بل تتجاوزها الى تفاهمات في السياسة وممارستها على صعيد الشرق الأو سط. فهناك قواسم مشتركة في النهج بين الاثنين ولا سيما في عمليات القصف. وعلى سبيل المثال قصف نتنياهو لغزة وقصف بوتين لإدلب السورية.

نتنياهو يريد افراغ غزة من اصحابها الفلسطينيين، وبوتين يريد افراغ ادلب من اهلها السوريين .
نتنياهو افرغ شمال غزة من السكان، ووصلت اعداد المهجرين الى نحو مليون فلسطيني وبوتين هجر من اهل ادلب نحو مائة وعشرين الف حتى الآن .نتنياهو في حربه على غزة دمر مستشفيات ومدارس ومستوصفات ومساجد وكنائس، ومباني سكنية وبوتين يقصف اسواق ادلب التجارية عمداً وفي وضح النهار ،لإيقاع اكبر عدد من الضحايا.

من يعتقد بأن روسيا بوتين تقف الى جانب الفلسطينيين فهو مخطيء، بدليل ان بوتين لم يتخذ موقفا جدياً من الحرب على غزة. كما أن بوتين له تاريخ مخزي على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. اسمعوا ما تحدثت عنه الصحافة العبرية:

في الخامس عشر من شهر يونيو/ حزيران عام 2020 ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن الرئيس الروسي بوتين استجاب، لطلب نتنياهو باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مبادرة لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لإصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية.

وذكرت الصحيفة العبرية نفسها أن نتنياهو، قال في جلسات مغلقة، إن روسيا وافقت على استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار يصدر عن مجلس الأمن يعلن أن المستوطنات غير قانونية، ويلزم دولة الاحتلال بالانسحاب من الأراضي المحتلة، وهي المبادرة التي تمخض عنها القرار 2334. هذا الموقف هو وصمة عار على جبين بوتين الذي طالما يتشدق بدعمه للمواقف الفلسطينية. هذا الموقف من بوتين هو رعبون صداقة مع “حبيب قلبه” نتنياهو.

موقف مخزي آخر على الصعيد السوري نحدث عنه موقع “مونيتور” الأميركي. ففي السابع والعشرين من شهر فبراير/شباط عام 2021 نشر الموقع تقريرا عن الصداقة بين بوتين ونتنياهو ودور بوتين في صفقة تبادل أسرى جرت بين سوريا إسرائيل من العام نفسه، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ نتنياهو تفاخر بصداقته مع بوتين بعدما تمكّن الرئيس الروسي من إطلاق سراح الإسرائيلية نعمة يسخار التي أوقفت عدة أشهر في موسكو لحيازتها مخدرات.

ليس هذا فقط. فقد تحدث تقرير “مونيتور” عن التنسيق الإسرائيلي-الروسي في سماء سوريا حيث تشن إسرائيل باستمرار غارات على أهداف تابعة لحزب الله وإيران في سوريا. وفي هذا الإطار، ذكّر الموقع بتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب غارة موسعة على مدينة دير الزور، والذي قال فيه: “إذا كانت إسرائيل مضطرة، للرد على تهديدات لأمنها تصدر من الأراضي السورية، فقد قلنا لزملائنا الإسرائيليين عدة مرات: إذا رصدتم مثل هذه التهديدات، فيرجى تزويدنا بالمعلومات المعنية، وسنتخذ جميع الإجراءات لتحييد هذا التهديد”. هذه هي روسيا بوتين الذي لم يتوقف قصفه لإدلب السورية طيلة تصعيد الحرب على قطاع غزة.

وأخيراً…

قال نتنياهو: “تساءلت كيف نتحاور مع الشيطان الذي قتل الناس”. لكن بيبي اضطر اخيراً للتفاوض مع هذا (الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة