هكذا تتصرف إسرائيل مع الأمم المتحدة…اغتيال، تهديد وابتزاز

أحمد حازم

تاريخ النشر: 22/11/23 | 19:27

المعروف أن أي أمين عام يتم انتخابه للأمم المتحدة يجب أن تتوفر فيه كافة شروط الانصياع لأمريكا وأن يكون مطيعا لها ولا يغضبها في القرارات التي يتّخذها. وعلى الأمين العام المنتخب أيضا أن يكون ضميره مستترًا ولا يتحدث عن الإنسانية إلا بالشكل المرسوم له من الكبار، بمعنى أن خارطة طريق تكون منذ البداية أمام كل منتخب جديد في منصب الأمين العام للأمم المتحدة، ومن لم يفعل ذلك، لن تكون عنده إمكانية تجديد ولايته.

الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الكونت برنادوت قدّم خطة في السابع والعشرين من شهر يونيو/ حزيران عام 1948 تتضمن 12 اقتراحًا ومن بينها: “يحق لسكان فلسطين الذين غادروها بسبب الظروف المترتبة على النزاع القائم العودة إلى بلادهم دون قيد، واسترجاع ممتلكاتهم، ووضع الهجرة اليهودية تحت تنظيم دولي حتى لا تتسبب في زيادة المخاوف العربية، وكذلك بقاء القدس بأكملها تحت السيادة العربية مع منح الطائفة اليهودية في القدس استقلالًا ذاتيًا في إدارة شؤونها الدينية”. هذه الخطة لم تعجب العصابات الصهيونية فأقدمت على اغتيال برنادوت في السابع عشر من شهر سبتمبر/أيلول عام 1948.

النمساوي كورت فالدهايم قال ذات مرة: “إنّ أوروبا تريد فعلا حلا للقضية الفلسطينية يقوم على دولتين”. وقد بدأ العمل بجدية من أجل حشد التأييد لهذا الحل، ولذلك لم يكن مستغربًا أن يصطدم موقفه مع إسرائيل التي بدأت فورا العمل على منع إعادة انتخابه لذلك المنصب، وهذا الأمر لم يكن صعبًا على إسرائيل. ويقول التاريخ، إنّ إسرائيل استطاعت جمع أكثر من فيتو من الدول الخمس دائمة العضوية لمنع فالدهايم من البقاء في منصبه.

لم يتأثر فالدهايم بذلك وعاد إلى بلاده مرفوع الرأس مرتاح الضمير، ولم يجلس فقط في بيته، بل أقدم نكاية بإسرائيل والدول التي تدعمها بترشيح نفسه لمنصب مستشار النمسا. وقد فقدت إسرائيل صوابها وبدأت حملة عالمية عليه بتهمة الانتماء في شبابه إلى الشبيبة النازية لهتلر.

كان فالدهايم أكثر ذكاءً من إسرائيل، وقد واجه الحملة ضده بكل صراحة بقوله: “إنّ النمسا كانت جزءًا من الرايخ الثالث بعد أن ضمها هتلر إلى ألمانيا، وان الخدمة في الجيش كانت تجبر كل الشباب”. الشعب النمساوي تفهم ودعم موقف ابنه كورت فالدهايم، ورأى أن ما يجري معه هو ابتزاز رخيص، وفاجأت النمسا العالم واختارت فالدهايم مستشارًا جديدًا للبلاد.

السياسي البرتغالي انطونيو غوتيريش، الذي تمّ اختياره أمينًا عامًا للأمم المتحدة في مطلع عام2017 يتحدث التاريخ عنه أنه دافع عن حقوق فقراء الكرة الأرضية في حياته السياسية قبل توليه المنصب الدولي. المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، هاجم غوتيريش، بعد انتقاده للقصف الإسرائيلي لقطاع غزة، معتبرا أنه “فقد بوصلته الأخلاقية ويعاني من تعفن أخلاقي”. لماذا؟ لأن غوتيريش لم ينظر الى الحرب على غزة بعيون إسرائيلية.

وأخيراً… تحرير الرهائن الاسرائيليين كان أحد أهداف حرب نتنياهو على غزة. لكن هذا الهدف فشل عسكريا ونتنياهو رأى نفسه مجبرا على المفاوضات لتبادل الأسرى. رئيس الأركان ووزير الأمن السابق شاؤول موفاز قال خلال مقابلة أجرتها معه القناة N12 إنه “مستعد لإعطاء حماس كل شيء. دعوهم يأخذون جميع السجناء الستة آلاف، ويعيدون إلينا جميع المختطفين”. ويبدو أن ما قاله موفاز هو الذي سيتحقق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة