فلسطيني من نوع آخر.. خارج صندوق غلمان أوسلو

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 05/11/23 | 14:04

دبلوماسي فلسطيني يشغل منصب رئيس البعثة الفلسطينية في العاصمة البريطانية لندن. اسمه حسام زملط، هو دبلوماسي من نوع آخر. هو اول سفير فلسطيني في بريطانيا يستطيع حشد آلاف من البريطانيين من مختلف الأديان والاتجاهات السياسية في مظاهرة احتجاجية ضد الحرب على غزة.

زملط، الخمسيني العمر وُلد في عام العبور الأول عام 1973 ولمع نجمه في عام العبور الثاني العام الحالي. هو بريطاني الدراسات العليا. صحيح أنه يمثل السلطة الفلسطينية في منصبه، لكنه ليس منهم، لأنه من طينة أخرى، فهو ليس من طينة أوسلو وليس من مجموعة التنسيق الأمني. أنه يمثل شعبه انه رجل فلسطيني أكاديمي عالي الثقافة وسياسي بامتياز، فرض قوته الدبلوماسية واسلوبه في التحدث على الإعلام البريطاني واستطاع التغلب عليه.

انه من خارج صندوق سلطة رام الله. انه الأكثر عقلانية وعمقا في الدبلوماسية فلسطينيا وأوروبياً ودولياً. فهل نحن أمام اكتشاف جديد غير “غلمان أوسلو”؟ تعودنا أن لا نسمع إيجابيات من قيادة رام الله. حسام زملط، منهم وظيفة، لكنه يختلف عنهم ممارسة. هو لا يتأتيء في اختيار كلمات الدفاع عن الوطن وشعبه جهارة. فإذا كان الغير يحق له “الدفاع عن النفس” باستخدام لغة القصف والقتل، وبدعم دولي، ولا سيما أوروبا وأمريكا، فإن حسام زملط يستخدم لغة الحوار والاقناع بدعم من هم ضد لغة العنف.

الفلسطيني حسام زملط ابن المخيمات الفلسطينية، خرج الينا عبر شاشات الغرب ولا سيما شاشات الفضائيات البريطانية وأثير إذاعاتها، ليخاطب الجمهور البريطاني بلغة انجليزية وكأنها لغته الأم، برع في دبلوماسيته وأظهر قدرة فائقة في تفنيد أكاذيب الاعلام الغربي حول القضية الفلسطينية. في دبلوماسيته وحواره هو فلسطيني الانتماء والممارسة.

كان في منتهى الذكاء والحنكة السياسية والدبلوماسية في مقابلته مع أهم فضائيتين عالميتين قناةBBC وقناة CNN. في مقابلته مع بي بي سي، والتي لاقت اقبالا منقطع النظير، أراد مقدم البرنامج إحراج زملط عندما سأله:”هل تؤيّد ما فعلته حماس؟”. فأجاب زملط بكل ثقة: “هذا ليس السؤال الأهمّ. السؤال الأهمّ هو كيف يمكننا وقف المجازر الإسرائيلية التي تحصل بحقّ المدنيين الفلسطينيين؟ لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تساوي بين الاحتلال والشعب الواقع تحت الاحتلال، هذا لا يخدم العدالة ولن يخدم جمهورك في فهم الصورة الحقيقية”.

وفي مقابلة أخرى على شبكة CNN الأميركية، سألته المذيعة: “أوّلاً وقبل كلّ شيء، هل تدين ما فعلته حماس داخل إسرائيل؟”. فردّ عليها بثقة: “أوّلاً وقبل كلّ شيء، على الإعلام الغربي التخلّي عن هذا الإطار، رجاءً توقّفوا. دائماً ما تبدأ مقابلاتكم بطرح هذا السؤال”. وقال لها:” مليونا فلسطيني محتجزون رهائن من قبل إسرائيل لمدّة 16 سنةً، هل حدث أن طلبت من مسؤول إسرائيلي إدانة هذا العمل؟”.

وأخيراً…

حسام زملط يخوض حربًا إعلامية لا تقل ضراوة عن الحرب على غزة واستطاع قلب الطاولة على محاوريه في الغرب ولَقّن الصحافة الغربية درسًا قاسيا، وهو مستمر في تلقين دروس من هذا النوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة