حرب إبادة ضد غزة وحرب دبلوماسية على الأمم المتحدة

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 02/11/23 | 18:20

إسرائيل التي تطلق على نفسها الدولة اليهودية ضاربة بعرض الحائط الوجود العربي بشقيه الإسلامي والمسيحي، والتي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين أول حربا على غزة أسمتها “حرب السيوف الحديدية” رداً على عملية “طوفان الأقصى”، لم تكتف بسيفها الحديدية بل استلت سيوفا سياسية لتشن بها حربا على الأمم المتحدة وبالتحديد على سكرتيرها العام أنطونيو غوتيرش البرتغالي الجنسية.

الحرب العسكرية بررتها إسرائيل كرد على عملية طوفان الأقصى حيث قررت القضاء على حركة حماس المسؤولة عن تنفيذ العملية وغلى قيادتها كما جاء في الاعلام العبري. ولكن لماذا الحرب الدبلوماسية على المنظمة الدولية ورئيسها؟ فهل شارك غوتريش بعملية حماس بطريقة أو بأحرى؟ من المؤكد لا. فما السبب اذاً؟

أنطونيو غوتيريش طالب من امام معبر رفح يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول بتوفير مساعدات عاجلة لسكان غزة المحاصرين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي بلا هوادة. وقال “أن هجمات حماس لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة ومن أجل تخفيف هذه المعاناة الهائلة، وتسهيل توزيع المساعدات بشكل مضمون، وتسهيل الإفراج عن الرهائن، أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فوراً”. وأكد أن “أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون وأن الشعب الفلسطيني يخضع لاحتلال خانق على مدى 56 عاما”،

وقد تجرأ غوتيريش للتعبير عما يراه وما يشاهده العالم. لكن ليس مهما ما يراه العالم، بل الأهم ما تريده إسرائيل، التي لم يعجبها تصريح غوتيريش فشنت ضده وضد الهيئة الدولية حربا من نوع آخر، لأنه لم يلتزم برؤية العالم وبتصريحاته من وجهة نظر إسرائيلية. ويبدو ان إسرائيل نسيت انها قامت على أساس قرار من الأمم المتحدة،

كبير السياسيين الدوليين غوتريش غير مصنف دوليا بأنه من منتقدي إسرائيل. وبالعكس من ذلك فهو صديق لإسرائيل. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2020 منحه “المؤتمر اليهودي العالمي” في حفل تكريم له جائزة تيودور هرتزل، (مؤسس الحركة الصهيونية) ووصفه رئيس المؤتمر رونالد لاودر بقوله “على مدى سنوات عديدة، أثبتت أنك صديق حقيقي ومخلص للشعب اليهودي ودولة إسرائيل”.

وبما ان غوتريش لم يستطع السكوت على ما يجري في غزة، وصرح بما يراه مناسبا كأمين عام للمنظمة الدولية، شن عليه وزير الخارجية الإسرائيلية ايلي كوهين، هجوما شرسا على خلفية تصريحاته بشأن غزة وطالبه بالاستقالة معتبرا “أنه ليس أهلا لقيادة المنظمة الدولية وحديثه في مجلس الأمن وصمة عار عليه وعلى الأمم المتحدة.”

وأخيراً…

يريدون من غوتيريش ان يبعد الضمير وإبقائه مستتراً عما يحدث في غزة، ليكونوا راضين عنه، وعندما يتحدث بما يمليه عليه ضميره فهو بنظرهم وصمة عار للعالم. أمس كرموه واليوم يهينوه. ما هذا التناقض؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة