فِي حِضْنِ الْأَيَّامْ قِصَّةٌ قَصِيرَةْ

بقلم أ د / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

تاريخ النشر: 10/10/23 | 6:38

يَرْتَمِي فِي حِضْنِ أَيَّامِهِ الْبَاكِيَاتْ .
يَنَامُ مُسْتَلْقِياً عَلَى ظَهْرِهْ .
يُعَانِي مِنَ الْمَرَضْ .
مِنَ الْأَلَمْ .
مِنَ الْحُزْنْ .
مِنَ الْقَهْرْ .
مِنْ وَحْدَةِ الْمَشَاعِرْ .
مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْغَادِرَةِ الَّتِي أَجْهَضَتْ آمَالَهْ .
أَحْلَامَهْ .
حُبَّهْ .
كَمَا أَنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا تُحَارِبُ بِلَادَهْ .
تُحَاوِلُ أَنْ تُفَتِّتَهَا إِلَى أَجْزَاءٍ لِيَسْهُلَ عَلَيْهَا
ابْتِلَاعُهَا بَعْدَ ذَلِكْ .
جُزْءٌ لِوَجْهِ بَحَرِيْ .
جُزْءٌ لِلصَّعِيدْ .
جُزْءٌ لِلْأَقْبَاطْ .

جُزْءٌ لِطَائِفَةِ الشِّيعَةْ .
جُزْءٌ لِلْبَهَائِيِّينْ .
يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ التَّعَبُ فَيَنَامْ .
وَحِيداً فِي الْحُجْرَةْ .
وَقَدْ هَدَّهُ الْفِكْرْ .
لَسْتُ بِأَفْضَلَ مِنَ الشُّهَدَاءْ .
رَاحُوا .
وَرَاحَتْ أَيَّامُهُمْ .
فِدَاءً لِبِلَادِهِمْ .
وَأَعِيشْ؟!!!
حَزِيناً عَلَيْهِمْ .
يَضَعُ ظَهْرَ يَدِهِ فَوْقَ جَبْهَتِهْ .
مُسْتَغْرِقاً فِي الْحِوَارِ مَعَ نَفْسِهْ .
يَا لَسَوَادِ أَيَّامِنَا!!!
يَا لَغُرْبَةِ أَحْلَامِنَا!!!
يَا لَمَسْرَحِ الذُّلِّ فِي هَذِهِ الْأَيَّامْ!!!
يَا لَسُوءِ أَخْلَاقِ الشَّبَابِ الْجَدِيدْ!!!

ذَهَبَ يَبْحَثُ عَنِ ابْنِهِ فِي فَرَحٍ لِأَحَدِ أَغْنِيَاءِ
الْبَلْدَة .
كَانَتِ السَّاعَةُ الْوَاحِدَةَ صَبَاحاً .
وَجَدَ الْبَلْدَةَ كُلَّهَا فِي الصِّوَانْ .
يَسْتَمْتِعُونَ بِمُشَاهَدَةِ الْفَنَّانَةِ الشَّابَّةِ الَّتِي
تَرْقُصُ تَارَةً وَتُغَنِّي تَارَةْ .
وَتَسْتَعْرِضُ دَلَعَهَا مَعَ أَبْنَاءِ الْبَلْدَةِ الَّذِينَ
يَجْلِسُونَ فِي الْحَفْلِ مَبْهُورِينْ .
بَعْضُهُمْ يَشْرَبُ الْجَوْزَةْ .
وَالْبَعْضُ الْآخَرُ يَشْرَبُ الْبَانْجُو .
تَذَكَّرَ الْمُخْلِصِينَ مِنْ هُوَاةِ تَطْبِيقِ الشَّرِيعَةِ
الْإِسْلَامِيَّةِ وَقَالَ:-فِي نَفْسِهْ-يَا لَطَهَارَةِ هَؤُلَاءِ
النَّاسْ!!!
يَدْعُونَ هَؤُلَاءِ الْمَاجِنِينَ- الَّذِينَ لَا هَمَّ لَهُمْ إِلَّا
الْمُتْعَةُ وَالشُّرْبُ وَالنِّسَاءُ- لِتَطْبِيقِ الشَّرِيعَةِ
الْإِسْلَامِيَّةِ!!!
لَكِ اللَّهُ يَا مِصْرَنَا الصَّابِرَةْ=تُضِيعِينَ أَيَّامَكِ
الْحَائِرَةْ .

وَتَقْضِينَ لَيْلَكِ وَلْهَى بُحُلْمٍ = لِتُضْحِينَ كَالْقِطَّةِ
الْكَاسِرَةْ
***
وَلَكِنَّ أَبْنَاءَكِ الضَّائِعِينَ=تُلَاعِبُهُمْ بَضَّةٌ
عَاهِرَةْ
فَلَا هَمَّ إِلَّا النِّسَاءُ وَشُرْبٌ=بَغِيضٌ عَلَى نَفَسِ
الْقَاهِرَةْ
***
لَكِ اللَّهُ أَيْنَ سَنَا الْمُصْلِحِينَ؟!!!=أَغَابَ مَعَ
الْعُصْبَةِ الْغَادِرَةْ؟!!!
لَكِ اللَّهُ أَيْنَ كِتَابُ الْإِلَهِ؟!!!=وَأَيْنَ الشَّبَابُ لَهُ
نَاصِرَةْ؟!!!
وَأَيْنَ تَعَالِيمُ رَبٍّ كَرِيمٍ=تُبَشِّرُ أَوْجُهَنَا
النَاضِرَةْ؟!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة