مات جنرال امبراطورية الرعب في سوريا

بقلم: احمد حازم

تاريخ النشر: 26/06/23 | 18:16

الشعب السوري عاش هذه الأيام حالتين مفرحتين له: الأولى، إعلان الحكومة البريطانية، فرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد إثنين من كبار جنرالات النظام السوري وهما: وزير الدفاع علي محمود عباس، ورئيس أركانه عبد الكريم محمود إبراهيم، والثانية وفاة الجنرال علي دوبا الملقب بـ (سفاح سوريا) مع الاعتراف بأن لا شماتة في الموت لأنه حق والأعمار بيد الله.

إذا كان الجزار اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش، المهندس الرئيسي لحروب البلقان والتطهير العرقي الذي راح ضحيته الالاف من المسلمين، وأحد قياصرة الحرب الأهلية والعرقية في يوغوسلافيا السابقة، قد مات في زنزانته في أحد سجون لاهاي في هولندا، بعد محاكمته بتهم الابادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب خلال التسعينيات، إلأ أن زميله في ارتكاب الجرائم الجنرال السوري علي دوبا، لم يمت في زنزانة حتى ولم يقدم لمحاكمة، رغم الجرائم العديدة التي ارتكبها، فقد مات بشكل طبيعي قبل أيام قليلة من الشهر الجاري.

الجنرال علي دوبا الذي سجله التاريخ كمجرم ضد الإنسانية، كان ضليعاً في الملف اللبناني، بتكليف من حافظ الأسد، وعُيّن في منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة منذ عام 1993، مع بقائه في منصب رئيس الاستخبارات العسكرية.

علي دوبا، وخلال رئاسته للاستخبارات العسكرية السورية 40 عاما في خدمة حافظ الأسد يشهد عليه تاريخه الإجرامي في سوريا ولبنان، بسبب تورطه في مجازر ارتكبها النظام السوري، منها مجزرة حماة عام 1982، والتي أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثين ألف مواطن سوري بكل دم بارد، ومجزرة جسر الشغور 1980، بالإضافة إلى ممارسة جرائم وانتهاكات إبان وجود الجيش السوري في لبنان.

كان علي دوبا أحد أهم ركائز نظام حافظ الأسد، حيث رافقه كظله حلال حكمه القمعي، وكان أحد أكثر القادة الأمنيين إجراماً على مر التاريخ السوري، خصوصاً أنه كان أبرز مؤسسي إمبراطورية التوحش والرعب الأمنية في سوريا بعد توليه المخابرات العسكرية إثر انقلاب حافظ الاسد ووصوله إلى السلطة عام 1970 وهو عام تأسيس مؤسسة الرعب والبطش التي قادت بالفعل الى الوضع المأساوي الحالي في سوريا.

وإذا كان حافظ الأسد قد كافأ علي دوبا بترقيته وتسليمه أعلى مناصب أمنية في البلد، فإن خادمه الأمين حول له شعارات “سورية الأسد” و”الأسد إلى الأبد” و”الأسد أو نحرق البلد” إلى واقع متين، لم يستطع أي أحد زعزعته حتى الآن.

حتى أن حافظ الاسد اعتمد بشكل كبير على المجرم علي دوبا في وضع سيناريو إقصاء أخيه رفعت الأسد وإبعاده عن سوريا، وخلال تلك الفترة، استطاع علي دوبا توطيد نفوذه في حماية جمهورية الرعب. صحيح أن الطاغية علي دوبا قد مات، لكن هناك الكثيرين من”الدواب” الطغاة الذين يحمون منظومة الرعب في سوريا.

وأخيراً… الطغاة والمجرمون، منهم من يحاكمهم الشعب، ومنهم من يحاكم دولياً، وللأسف منهم من يكمل حياته بدون عقاب، لكن حكم رب العالمين أشد وأقوى من كل محاكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة