كلمتي أمام قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني في ليماسول قبرص

على ضوء السماح لكافة الانتماءات في إسرائيل زيارة أقاربهم في الدول العربية وغيرها ومنع الطائفة الدرزية من ممارسة هذا الحق، التقت مجموعة من دروز إسرائيل مع قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني في قبرص، كان من بينهم بالإضافة لوليد جنبلاط الوزراء السابقين وائل أبو فاعور ويوسف العريضي ونجله تيمور، وتم التباحث في كيفية لقاء دروز إسرائيل بدروز لبنان.

ألقيت خلال اللقاء كلمة قلت فيها:

بعيدا عن الشرح المطول عن الذات أصدرت 13 كتابا في مختلف الألوان الأدبية كان من بينها كتابي هذا ” كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزية ” وثقتُ من خلاله كافة المظالم التي تعرضت لها الطائفة في شتى المجالات.

أعتقد بأنّ على الانسان عندما يتّخذ موقفًا معيّنًا عليه أن يعتمد على المعطيات المنعكسة على أرض الواقع، من هنا أقول بأنّ الطّائفة الدّرزيّة في إسرائيل تعاني أكثر من غيرها من بقية الشّرائح على اختلافها، ولو استعرضنا الواقع نجد بأنّ نسبة الانتحار لدى الطّائفة الدّرزيّة تفوق المعدّل العام في إسرائيل بنسبة 212% وذلك وفقًا للبحث الّذي اجراه الدّكتور سليم بريك بتكلفة من الشّيخ موفّق طريف.

نسبة الطّلاق بلغت ال 25،5 كما جاء على لسان- الدّكتور رمزي حلبي -اعتمادًا على المحكمة الدّرزيّة.

من بين كلّ 1000 مواطن في الدّولة هناك سجين واحد – أمّا في الطّائفة الدّرزيّة فهناك من بين 1000 مواطن 5 سجناء وهذه النسبة قد ترتفع او تنخفض قليلا.

نسبة البطالة عالية جدًّا بسبب عدم الاهتمام بشؤون الطائفة الدرزية.

الشّباب بعد خدمتهم في جيش الاحتلال تأتي خيبة أملهم الكبرى بسبب قانون القوميّة الّذي يصنّفهم كمواطنين درجة ” ب ” ويمنعون من بناء بيوتهم بسبب عدم وجود التّخطيط وإقرار خارطة هيكليّة زد على ذلك قانون “كامنتس” الّذي يقضي بهدم الدّار وفرض غرامات ماليّة باهظة.

كلّ هذا الواقع المدقع له سبب وعند معرفة السّبب يبطل العجب، السّلطات الإسرائيليّة فصلت الطّائفة الدرزيّة عن شعبنا العربي الفلسطيني واخترعت القوميّة الدّرزيّة واعدّت لها مخطّطًا خاصًّا وفقًا للسّياسة المعروفة ” فرق تسد” وعلى هذا الأساس كان من بين هذه البرامج إعداد برنامج دراسيّ خاصّ بالطّائفة وهو في مستوى متدني!! فكتب الصّفّ الثّاني عشر في المدارس الدّرزيّة كانت على نفس مستوى كتب الصّفّ العاشر في باقي مدارس إسرائيل وهناك كذبة كبرى نسمعها منذ نعومة أظفارنا تقول بأنّ هناك ثورة علميّة وتربويّة في المدارس الدّرزيّة، أمّا كيف تكون هذه الثّورة فهي كالتّالي، في المدارس عامّة يتمّ تعليم خمسة وحدات مقابل تعليم ثلاثة وحدات في الكثير من المدارس الدّرزيّة، وقد أشار إلى ذلك عدة مرات الدكتور رباح حلبي من خلال صحيفة “كل الناس” وبيّنَ هذه الكذبة بشكل مفصل، وأذكر أنّ البروفيسور اميتسي بارعام من جامعة حيفا قال: أن كلّ الطّلّاب من مختلف الشّرائح الاجتماعيّة يصلون إلى الجامعة مع نجاح في الامتحانات التّوجيهيّة ولكن الغريب بأنّ اليهوديّ والمسيحيّ والمسلم ينجحون في امتحانات الدّخول في حين أنّ الشّاب الدّرزيّ يسقط ونقوم بمساعدته إذا كان على الحفّة، الحقيقة هي انّنا ناضلنا في وجه السّلطات وكلّفنا ذلك غاليًا، إلى جانب ذلك كله، تبّرّعوا لنا بدرس يسمّى بدرس التّراث، وكانت هناك دروس تبغي افراغ الشّاب الدّرزيّ من الانتماء القوميّ ولا ابالغ إذا قلت حتّى من الضّمير، وعلى سبيل المثال درس القاضي جحا، حيث يستمع إلى الأول فيقول له الحقّ معك ويستمع إلى الثّاني فيقول له الحقّ معك فتأتي زوجته لتقول له لا يمكن ان يكون الحقّ مع كليهما فيقول لها الحقّ معك! فهل هذا هو تراثنا؟ مهادنة ومسح الجوخ؟ ام الثّورات في وجه الاستعمار؟!! إنّ تراثنا هو سلطان الأطرش وكمال جنبلاط، الحقيقة هي ان سياسة غسل الدماغ هذه نفذت إلى بعض النفسيات الضعيفة وانعكست من خلال دفاع البعض عن مظالم السلطات الإسرائيلية المتواصلة فهناك من يقارن بين الماضي والحاضر وبين الوضع هنا والوضع بالدول النامية ليخرج بنتيجة بان الوضع هنا جيدًا…

وفي النهاية نقول اننا بعد مثابرة عنيدة استطعنا من تغيير الكثير من الدّروس الّتي لعبت الدّور السّلبيّ لتدمير وتحريف عاداتنا وتقاليدنا، وهذا مما يثبت بان النصال لا بدّ من أن يثمر.. تحيّاتي للجميع.