نتنياهو اللاهث عبثًا وراء السعودية للتطبيع

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 24/04/23 | 6:56

توجد كلاب تنبح وعندما ينهرها الانسان “اخصِ” تذهب بطريقها وتكف عن النباح. وهناك كلاب تنبح بوقاحة ومهما قال الانسان “اخصِ” تستمر في النباح ولا تسكت إلاً عندما تتلقى ضربة بحجر او بغيره، فتسكت عن النباح. وهذا أفضل وصف لحالة نتنياهو مع السعودية. فكل الوقت يتحدث زعيم حزب الليكود المتطرف نتنياهو عن رغبة قوية في تطبيع العلاقات مع السعودية ويلهث وراءها باستمرار لتحقيق رغبته. لكن السعودية تقول له دائماً “اخصِ”، ولا حياة لمن تنادي، ولا يزال يواصل نباح الرجاء للتطبيع.

السعودية تصرح دائماً وعلنا أنها لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل قبل ان توافق على تحقيق حل الدولتين مع الفلسطينيين. كما أصدرت السعودية عدة بيانات تدين السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين منذ تشكيل حكومة نتنياهو، ومع ذلك، يلهث نتنياهو وراء السعودية للتطبيع معها.

السناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام، له رأي آخر فيما يتعلق بموضوع التطبيع مع السعودية. فهو يرى أن “هذه ليست فرصة غير محدودة، وإذا لم نحققها في عام 2023 أو أوائل عام 2024، فقد تغلق النافذة”، يعني ان إمكانية التطبيع إذا لم تتم خلال هذه الفترة فلا يوجد بعد حديث عن تطبيع سعودي اسرائيلي. لكن الرسالة “الضربة” التي وجهتها السعودية لإسرائيل هي دليل واضح على استبعاد أي تطبيع خلال الفترة التي حددها الأمريكي غراهام.

السعودية وجهت لنتنياهو ضربة قوية على الرأس لإسكاته عن النباح. فقد أعلنت يوم العاشر من الشهر الماضي عن استعادة كافة العلاقات مع “العدو” السابق إيران، العدو اللدود الحالي لإسرائيل. السعودية ضربت عصفورين بحجر واحد. فهي من ناحية أسكتت نتنياهو عن “النباح” حول تطبيع العلاقة معها حيث أغلقت أمامه كافة الأبواب، ومن جهة ثانية، جددت العلاقة مع إيران، حيث كان ذلك مفاجأة قوية لدولة “قانون القومية”. ضربتان موجعتان تلقاهما نتنياهو، الأمر الذي دفعه لاستخدام أسلوب تعامل جديد مع بلاد الحرمين الشريفين.

ويبدو ان هذا “النتن ياهو” ومن شدة الوجع الذي لحق به، يستخدم الآن اسلوباً يختلف عن أسلوب التوسل السابق للتطبيع مع السعودية. فهو الآن يستخدم أسلوب التهديد. ففي مقابلة له، مع قناة CNBC الأميركية، قال نتنياهو أن السعودية قد تندم على التقارب مع إيران. “يا ريت يفهمنا أبو يائير” لماذا ستندم السعوديةـ علماً بأن إسرائيل هي المستفيد الرئيس لكل عملية تطبيع مع دولة عربية.

ليعرف نتنياهو وزعرانه اليمينيين المتطرفين في الحكومة، أن الاتفاق السعودي الإيراني، وكما أكد لي مصدر إعلامي لبناني شيعي رفيع المستوى، هو ” أكبر من تسوية او تفاهم ويؤسس لما يمكن تسميته شراكة وان الاتفاق يسير بوتيرة متصاعدة ستؤدي الى واقع جديد يصب في مصلحة البلدين ويؤمن الاستقرار في المنطقة باسرها”. طبعاً بعيداً عن إسرائيل.

عودة العلاقات السعودية الإيرانية سيكون لها تأثير إيجابي على ملفين رئيسيين في المنطقة: أولهما، ملف الحرب اليمنية، حيث سيتم تسوية هذا الملف، وثانيهما، الملف السوري السعودي، حيث سيتم فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين وزيارة وزبر الخارجية السوري فيصل المقداد للسعودية تصب في هذا الاتجاه.

وأخيراً… لمن لا يعرفون: المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تقول ان حرية التعبير حقّ أساسي من حقوق الإنسان ومع ذلك، تتعرض حرية الإعلام وحريات الرأي والتعبير، لضغوط متزايدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة