مشروع حياة

أن تتوقف عن الكلام

بفعل المنع

أو أن تتوقف عن المسير

لو خطوة للأمام

بفعل القمع

أو لا تقوى على أن تشير

على قمر في الظلام

بفعل الردع

كل هذا يحدث في الوطن

على مدى هذا الزمن

يحدث من قبل

من يحتل أرضك

فمهمته

أن يحصي عليك أنفاسك

ويراقب نبضك

وكل ما يجول في إحساسك

وأنت تجابه كل هذا

فلن تسأل لماذا

لأن ما أنت فيه

عبادة وصلاة

ومشروع حياة

هنا أنت إنسان مناضل

وأما أن يحدث ما حدث

بفعل المرض

وتقاعس هذا الجسد

فلن أقول هذا عبث في عبث

ولن اعترض

فتلك إرادة الله الواحد الأحد

يا الله كم أنا أحب الحياة

فهي مشروع مقاومة للشر

وكل نظرة حب

وكل رعشة قلب

هي محضُ صلاة

في معبد الطهر

وفي محراب النجاة

يا لله لا إريد من هذا البدن

سوى قوة المجابهة والصمود

على أرض هذا الوطن

ولا أريد من شعلة هذا الجسد

سوى أن تبقي كامله الضوء

على أمل أن اكون قدوة

لكل من يقاوم وأكون له مدد

يا الله لتكن هذه الروح

مشافاة ومعافاة

وتكون لضوء الشمس

ونور القمر مشكاة

بلا وجع بلا ألم بلا جروح

أمامي طريق غير معبد

وطويل.. طويل

وعليّ أن أقطعه مهما ابتعد

ورغم الألم رغم المشقة

فهذا الشرف شرف الوصول

حقاً أني جديرُ به

وأنّي استحقه.