وستبقى ذكراكَ أبا يوسف عَطرةً

زهير دعيم

تاريخ النشر: 26/03/23 | 18:32

تضايقتُ جدًّا عندما وصلني الخَبَر …
تضايقْتُ وحزنتْ نفسي ورُحتُ أصول وأجولُ في عالم الماضي ، اتذكّر وأحاول أنْ أستعيدَ تلك اللوحات الجميلة واللّمات والورديّة التي جمعتني به .
فقد كان انسانًا قائدًا ، فاعلًا ، مُثابرًا غيورًا على المصلحة العامّة، بنى من لا شيء كلّ شيء ، بحكمته وتعبه وحِنكته واخلاقه الحميدة التي ارتفعتْ وارتقت فوقَ المُعتقد والحمولة والعائلة والحارات.
نعم ؛ تضايقتُ عندما وصلني خبر انتقال المرحوم عاطف يوسف الحاج – أبو يوسف – الى السّماء … كيف لا ؟!! وقد تركَ فِيَّ وفي الكثيرين من أبناء عبلّين الجميلة المُتحابّة بصماتٍ مؤثّرةً وتحديّاتٍ كبيرةً لا ولن تستطيع الأيام والسّنون أنْ تمحوَها.
سافر أبو يوسف ولم تسافر الذكريات الجميلة والقصص الرائعة، التي خطّها وحفرها بمعول العمل الدّؤوب، ورسمها على جبين عبلّين قصيدةً تفوح عطرًا وحِسًّا مُرهَفًا.
لا أجاملُ والربّ يعلمُ..
فقد كان له معي مواقف جريئة تقطر محبّةً وانسانيّة ؛ مواقف ذكرتها واذكرها وسأذكرها كلّما جمعتني بأحبائه لمّة.
… نعم لقد خدم أبو يوسف عبلّين خدمات جلّى من موقعه كنائب للرئيس ، ومن ثَمَّ كرئيس لمجلس عبلّين المحليّ ، فقد زرع المحبّة في الطُّرقات والنفوس والحارات ، وغرس الحضارة والرُّقي أينما استطاع الى ذلك سبيلًا رغم شحّ الميزانيات في تلك الأيام .
رحلَ أبو يوسف ولم يرحل … فقد ترك خلفه أبناءً وحفداء وأسرة كريمة ، تفتخر بهم عبلّين وتزهو في الاخلاق والعطاء وحسن السّيرة وفي كلّ المجالات .
رحل أبو يوسف وسيبقى في نفوس العبالنة ذاك الانسان المقدام الذي لوّن فترة من فتراتهم بألوان قوس قزح.
لروحك سلام أيها المنتقل عنّا.
والتعازي الحارّة والصّادقة نرفعها لأسرته الكبيرة ولمُحبّيه – وهم كُثر – ولكلّ مواطن في عبلّين
رحمك الله أبا يوسف وتغمّدك برحمته الواسعة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة