نتنياهو الفاقد لعقله ومتهوران فاشيان…ماذا ننتظر؟

كتب: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 15/02/23 | 15:02

كل إسرائيل تعرف أن حكومة اليمين الفاشي برئاسة نتنياهو تسير في الطريق السيئ (الأكثر سوأً من حكوماته السابقة) وكل العالم يعرف أن وجود الثنائي الفاشي بن غفير وسموتريتش في الحكومة يؤجج الوضع الداخلي والعربي والفلسطيني. ورغم ذلك لا يهتز جفن للزعيم الليكودي نتنياهو، ولا يهم الفاشيان ما يحدث، بل يهمهما ما يريدان وتنفيذ ما يخططان. صحيح أن ساسة إسرائيل لديهم من الوقاحة ما يكفي، لكن وقاحة وعنصرية وفاشية الثنائي بن غفير وسموتريتس بلغت أشدها ولا تزال في تصاعد ما داما في الحكومة.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. قال في بيان أصدره الإثنين الماضي حول المستوطنات، مع حلفائه الأوروبيين، فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا: “نشعر بانزعاج بالغ إزاء قرار إسرائيل المضي قدما بحوالي عشرة آلاف وحدة استيطانية وبدء عملية لإضفاء الشرعية بأثر رجعي على تسع بؤر استيطانية في الضفة الغربية، كانت تعتبر في السابق غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي”.

كلام انشائي للاستهلاك فقط. ماذا يعني “نشعر بالقلق”؟ وهل يهم إسرائيل إذا كان بلينكن قلقاً (طبعا إذا كان صادقاً وأنا أشك في ذلك). اسمعوا ما أجابه وزير المالية سموتريتش بكل فظاظة وعدم اهتمام: “الحكومة الإسرائيلية ستزيل جميع القيود عن البناء الاستيطاني بالضفة الغربية وواشنطن تدرك أننا ملتزمون بالاستيطان”. فماذا أنت فاعل يا بلينكن إزاء هذا الرد؟ وماذا قال المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي في رده على بلينكن؟ قالها بوضوح: “اريد أن أرى المزيد من المستوطنات اليهودية وأرض إسرائيل ملك لشعب إسرائيل، هذه هي مهمتنا، وهذه هي عقيدتنا ونريد أكثر من ذلك بكثير “.

الأمر المضحك، الذي يدعو للسخرية، أن الإدارة الأمريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، تتشدق “بحل الدولتين المتفق عليه” كما يقول بلينكن. ويتعمق بلينكن في خياله بالقول:” أي شيء يأخذنا بعيداً عن رؤية دولتين لشعبين يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل وهويتها كدولة يهودية وديمقراطية، ويضر برؤيتنا لتدابير متساوية للأمن والحرية والازدهار والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.

من يصدق هذا الكلام، والإدارة الأمريكية لا تفعل شيئاً أمام التمرد الإسرائيلي على القوانين الدولية؟ كيف يمكن لإسرائيل المحتلة أن ترضى بحل دولتين وهي لا تحترم قوانين دولية؟ ومن ثم لا أدري عن أي ازدهار وكرامة يريده بلينكن للفلسطينيين وإدارته لا تعمل أي شيء من أجل حقوقهم؟

المشكلة الأخرى أن بلينكن وضع الجاني والمجني عليه في كفة ميزان واحدة، إذ يطالب: “جميع الأطراف إلى تجنب الإجراءات الإضافية التي يمكن أن تزيد من تصعيد التوترات في المنطقة ” وكأن الفلسطينيين يشاركون في تأزيم الوضع. فأي منطق هذا، والأرقام تكشف أن عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة عمليات القتل الإسرائيلية، تجاوز 160 شهيداً في العام الماضي، بينما بلغ منذ بداية العام الحالي 38 شهيدا، بمعدل شهيد كل يوم، مما يؤكد أن التصعيد من الجانب الإسرائيلي، وليس الجانب الفلسطيني.
وأخيراً…
نتنياهو فقد البوصلة، وأصبح دمية يسيرها الفاشيان بن غفير وسموتريتش، وعلى الأكثر فإن القادم أسوأ على جميع الأصعدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة