مؤسسة الأقصى تتفقد مشروع الصيانة السنوي للمقدسات

531 قرية أو أكثر هي عدد القرى الفلسطينية التي تمت السيطرة عليها من قبل العصابات الصهيونية عام النكبة الفلسطينية 1948م، على امتداد التراب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب، والساحل الفلسطيني وغربي القدس، ولكل قرية قصة، بل قل قصص وأحاديث، وفي نفس الوقت كانت كل قرية تحتضن في ترابها أو تربتها أبناؤها، أي المقابر وعلى ثراها الطيب شيدت دور العبادة من مساجد وكنائس ومواقع مقدسة إسلامية ومسيحية.

مع وقوع النكبة الفلسطينية هدمت القرى الفلسطينية، دمّرت بيوتها، ومئات من مقابرها ومساجدها، هذه المقابر والمساجد كانت تحكي حضارة وتاريخ فلسطين، بطولاتها وأمجادها، وذكريات أناسها، دمّرت ولم يبق منها الاّ القليل، ومضت سنين لا يعرف مكانها الاّ اليسير، وأصبحت عرضة للاندثار، وقبل سنين مضت، ومع زيادة منسوب الوعي الديني والوطني، أخذت “مؤسسة الأقصى” وعبر مشروعها الرائد “المسح الشامل للمقدسات” تتعرف على هذه المقابر والمساجد والكنائس، أو ما بقي منها، لكنها لم تكتفِ بالتعرف عليها، أو التعريف بها، بل شمّرت عن سواعد الجدّ والعمل، وأخذت بتنظيف هذه المقابر وعدد من المساجد والمصليات والمواقع المقدسة الاسلامية والمسيحية.

جابت البلاد طولاً وعرضاً، تكشف عن هذه المقابر، او المصليات، تقوم على رعايتها، ما استطاعت الى ذلك سبيلا، وبعدما كانت شواهدها مغطاة بالأعشاب، أو الأشجار، أصبحت ظاهرة للعيان، تتحدث عن تاريخ عريق، متجذر عمقاً في هذه البلاد المقدسة، شاهدة حية تؤكد من هم أصحاب البلد.

ومع مرور الوقت، ولضخامة العمل وتفرعه اعتمدت ” مؤسسة الأقصى” متعهدين مختصين، يقومون على مدار العام بزيارة هذه المقابر والمقدسات، ويقومون بما يلزم من أعمال الرش والتنظيف والرعاية، وبذلك حفظوا كثيرا منها من الهدم والاندثار والنسيان.

ومع اقتراب الذكرى الـ 66 للنكبة الفلسطينية اختار مسؤول قسم المقدسات السيد عبد المجيد اغبارية في “مؤسسة الأقصى” يرافقه عضو إدراتها السيد سمير درويش، تنظيم زيارة ميدانية تفقدية لسير العمل في هذ المشروع السنوي للعام 2014، وكانت لهم محطات في مقبرة قرية الكويكات،مسجد ومقبرة قرية عمقا، ومقبرة قرية البصة والغابسية والكابري.

وصرح السيد عبد المجيد اغبارية:” أن هذه الجولة التفقدية هي ضمن جولات متواصلة لتفقد سير العمل في كل المناطق، علماً أننا قسمنا العمل الى منطقة شمال وجنوب، والعمل يتوزع على نحو 250 موقعا من مقبرة او مصلى او موقع مقدس إسلامي أو مسيحي، ويصل مجموع مساحة المقابر التي نتعاهدها بالرعاية والصيانة في هذا المشروع نحو 1200 دونم، وتصل تكلفة المشروع سنوياً نحو 720 ألف شيقل (200 ألف دولار).