مؤتمر المعلمين العرب الثالث في قرية كفرقرع

من ابراهيم ابوعطا

تاريخ النشر: 19/10/22 | 13:18

بدعوة من لجنة متابعة قضايا التعليم العربي ومجلس كفر قرع المحلي، عقد يوم الجمعة 14.10.22 في كفر قرع المؤتمر الثالث للمعلمات والمعلمين العرب بمشاركة واسعة من مختلف القرى والمدن العربية في البلاد.
افتتحت المؤتمر المربية زهرة حمود التي تحدثت باسم اللجنة التحضيرية مهنئة المعلمين بيوم المعلم العالمي ومؤكدة على دور المعلمين القيادي في المجتمع عامة وفي حقل التربية والتعليم خاصة داعية إلى تكريم المعلمين خصوصا بهذه الفترة مما بين اليوم العالمي للمعلم وبين اليوم التي تعتمده وزارة التربية في إسرائيل في نهاية هذا الفصل وإلى العمل على رفع مكانتهم فهم أمل مجتمعنا لإحداث تغيير في مجال التربية والتعليم وبناء الأجيال القادمة وشكرت كل من ساهم بإنجاح المؤتمر.
وتحدث المحامي فراس أحمد بدحي رئيس المجلس المحلي في كفر قرع الذي قال انه فخور بان بلده تحتضن هذا المؤتمر الهام والقطري مشيرا إلى الأولوية لموضوع التربية والتعليم في مجلس كفر قرع المحلي الذي يسير وفق رؤيا تربوية واستراتيجيات عمل تربط ما بين التربية المنهجية واللامنهجية والعمل على شريحة الشباب والنشاطات الثقافية وتعمل على تطوير المنشات والبنى التحتية في هذه المجالات مشيرا الى الاستثمار الجبار لمجلس كفر قرع المحلي في مساقات التربية والتعليم نحو اجتثاث حقيقي لافة العنف والجريمة، وأكد بدحي في كلمته على دور المعلمين في المجتمع وأن مسؤولية المجتمع بكل مركباته العمل على رفع مكانة المعلمين. كما استنكر بدحي العنف الموجه ضد المدارس والمعلمين.
وفي كلمته باسم اللجنة القطرية للرؤساء ولجنة المتابعة العليا، حيا المحامي مضر يونس المؤتمر مشيرا إلى أن النهوض بالتربية والتعليم هو السبيل للنهوض بالمجتمع ككل ومواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها مجتمعنا الفلسطيني. كما أكد يونس على ضرورة التربية للهوية والانتماء وكذلك على الاهتمام بكل طالب وطالبة في المدرسة وعدم التركيز فقط على الطلاب أصحاب التحصيل العالي.
وقدم تحية الاتحاد القطري لأولياء الطلاب العرب المحامي نديم مصري الذي تطرق إلى الاحترام للمعلمين ولدورهم الهام في المجتمع كما أكد على أهمية الدعم المهني للمعلمين العرب وإلى توطيد العلاقة ما بين الأهالي والمعلمين.

وقدم د. شرف حسان محاضرة قصيرة بعنوان “الروح المطلوبة للنهوض بالتعليم العربي ودور المعلمين المركزي” أشار فيها إلى ضرورة التحرر من حدود منطق التحصيل والعلامات الذي حول المدارس إلى مصانع للعلامات خالية من أي روح يعاني من فيها من الاغتراب والعجز وبناء روح جديدة في مدارسنا بإمكانها ان تعطي معنى اخر لعمل المعلمين وتنهض بالتعليم. هذه الروح تجعل من التربية والتعليم جزء من مشروع نهضوي كبير لمجتمعنا العربي الفلسطيني. وأكد حسان على التحديات والأولويات الراهنة وفي صلبها ضرورة التربية للانتماء والهوية الوطنية المغيبة من مناهج الوزارة والتأكيد على اللغة العربية وتحبيب الطلاب بها كجزء من ذلك وتحويها إلى قضية المدرسة ككل. وأضاف الى ضرورة جعل الاهتمام بالطلاب المهمشين وربطهم بالعملية التربوية من أولويات المرحلة وما لذلك من أهمية في منع سقوط ضحايا جدد من أطفالنا في شباك منظمات الإجرام. وأشار حسان إلى ان ضرورة الكف عن الاعتماد على نتائج البجروت لتقييم وضع التعليم فهذه الشهادة فقدت من قيمتها والقفزات الكبيرة في النتائج بالذات في فترة الكورنا لا تعكس تحسن حقيقي في وضع التعليم العربي. وأكد حسان على ضرورة اخذ زمام المبادرة داعيا المديرين والمعلمين إلى تبني نموذج المعلم الملتزم والمثقف الذي يحمل رسالة مؤكدا ان المبادرات الموجودة في مدارسنا تؤكد انه بإمكاننا عمل الكثير وعدم انتظار تغيير من وزارة التعليم ومن السياسات التي يجب ان نستمر بالنضال لتغييرها. وأضاف ان على السلطات المحلية تقع مسؤوليات في وضع رؤية وروح تربوية بما يتماشى مع الرؤية التي تطرحها لجنة متابعة قضايا التعليم داعيا الى إقامة مجالس تربوية محلية والخروج من حالة العجز ففي مجتمعنا طاقات وقدرات كبيرة.

وكانت الفقرة المركزية في المؤتمر التي أدارتها د. ميسون إرشيد شحادة لعرض مبادرات ملهمة في مجال التربية للهوية والانتماء ومواجهة العنف افتتحتها بكلمة أكدت فيها على أهمية وجود نماذج تربوية ملهمة في هذه المجالات وضرورة نشر هذه النماذج لتلهم الاخرين وتشجعهم على العمل والابداع في مجالات تربوية وقيميه متعلقة بمجتمعنا وهويتنا واحتياجاتنا التي لا تلقى الاهتمام المطلوب. وتطرقت د. ارشيد شحادة الى المبادرات التي تم اختيارها مؤكدة على ان في مدارسنا هناك الكثير من المعلمين الطلائعيين وعلينا ان نقدرهم ونتعرف على عملهم داعية إلى المزيد من الابداع والاعمال الملهمة.
افتتحت بمبادرة لمدرسة ابن سينا في كفر قرع عرضتها مديرة المدرسة المربية نوال كناعنة اعليمي والتي تناولت رؤيتها التربوية والنشاطات المختلفة للتربية للهوية وتنشأة جيل يتحمل مسؤولية مثل المتحف الذي أقيم في المدرسة.
وقدمت المربية ميسون مبارك عواودة مبادة مدرسة البيادر الابتدائية في كفر كنا حول “نهج الوساطة” للتربية لمواجهة العنف والنشاطات المختلفة المقامة في المدرسة لتعزيز هذا النهج. كذلك اشارت إلى تأثير ذلك على الطلاب والجهود التي تبذل ليصبح جزء من ثقافة مقبولة في المجتمع المدرسي.
وعرضت المربية خولة زياد قنانبة رؤية مدرسة الجليل الثانوية في الناصرة في مجال التربية للهوية والانتماء مؤكد إلى ان هذا الموضوع رسخ في المدرسة وأصبح جزء من ثقافة المدرسة التي تنتقل من جيل إلى جيل مشيرة إلى دور مدير المدرسة د. فيصل طه في ذلك. واستعرضت أمثلة لنشاطات متنوعة في المدرسة تعكس دمج موضوع الهوية والانتماء والقيم في مختلف المجالات في المدرسة.

وكان العرض الأخير للمربيتين رشا فودي ورلى نصير من مدرسة النهضة في كفر قرع حيث عرضت كل منهما نموذج لنشاطات في أسبوع النهضة في المدرسة وفي أسبوع التداخل الاجتماعي (أنا انسان) تعكس رؤية عميقة في المدرسة في صلبها قيم الانتماء والهوية والتربية للقيم الإنسانية والى اخذ الطلاب دوراً ناشطا في المجتمع والاعتزاز بمجتمعهم وبالموروث الحضاري والعلمي.

وتخلل المؤتمر فقرة موسيقية دويت لعازف العود الفنان أحمد دراوشة وعازف القانون الفنان اسامة بشارة.

وتخلل القسم الثاني للمؤتمر خمس مجموعات عملت بالتوازي حول قضايا مختلفة. المجموعة الأولى تمحورت حول موضوع اللغة العربية وكيف نحوّل موضوع لغتنا العربية إلى قضية المدرسة ككلّ بمشاركة: سلطان إسماعيل مدير مدرسة السلام الاعدادية في كفر قرع ، د. نائلة تلس محاجنة مربية ومحاضرة، أحمد يونس مدير مدرسة عرعرة الثانوية، الكاتبة والمربية هديل أبو شريقي ومركزة التربية الاجتماعية حنان ماضي وكان قد افتتح النقاش واجاره الأستاذ عايد علي الصالح.
اما الورشة الثانية فكانت مخصصة لمركّزي/ات التربية الاجتماعية لعرض مشروع الجذور (“قصة عيلتنا”) وفكرة إقامة منتدى للناشطين/ات.
وكانت المجموعة الثالثة مخصصة للقاء المعلمين/ات المتقاعدين حيث دار حوار حول دور وقضايا المتقاعدين/ات بمشاركة: عقيل الطلالقة، راجح عياشي، عفاف سليمان ود. نهى بدر، د. على الهزيل وأدارته المربية بادرة علي زحالقة
اما المجموعة الرابعة فكانت ملتقى لمنتديات معلمي/ات المدنيات والتاريخ للتباحث حول مشاكل وتحديات خطة “الإصلاح” وانتخاب هيئات إدارية جديدة للمنتدى. افتتح اللقاء بمداخلات للمربيين عمرو إغبارية ورؤوف حمود وترأست الجلسة المربية هدير أبو شنب.
وحول قضايا المعلمين العرب النقب قام د. رافع يحيى باجراءت مشاورات مع ناشطين لبحث سبل المساعدة في معالجة القضايا المطروحة.

تجدر الإشارة إلى ان قسم من المجموعات قد بلورت توصيات واتخذت بعض القرارات العملية لمواصلة العمل ومتابعة المواضيع المطروحة بضمنها إقامة منتديات ومجموعات عمل جديدة ضمن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة