مجازرهم لا تنساها الأجيال… مخيم صبرا وشاتيلا في الذاكرة

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 17/09/22 | 19:17

مخيم صبرا وشاتيلا للفلسطينيين يقع في الشطر الغربي للعاصمة بيروت، ومساحته كيلو متر مربع واحد، ويبلغ عدد سكانه اليوم حوالي 12 ألف شخص (رقم غير رسمي)، من بين 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان. هذا المخيم أعرفه جيداَ، وقضيت فيه أياما عديدة في سنوات متفرقة كنت خلالها في مهام صحفية. هذا المخيم قالت عنه صحفية ألمانية:”العين تدمع لرؤيته” فما بالك عندما يمتليء هذا المخيم بالقتلى فهل يبق دمع في العين؟

المخيم تعرض في شهر سبتمبر/أيلول عام 1982 لاقتحام من قوى اليمين ونفذوا مجزرة وحشية بحق سكانه. المجزرة خطط لها وارتكبها ثلاثة مجرمون” ميليشيات حزب الكتائب اللبنانية اليمينية، جيش لبنان الجنوبي وإسرائيل. القتلة اللبنانيون اليمينيون اقتحموا المخيم والفوات الإسرائيلية أمنت لهم الدخول وغضت الطرف عما يقومون به. ثلاثة مجرمون قاموا بفعلتهم لمدة ثلاثة أيام 14،15 و 16من ذالك الشهر ومن ذلك العام. حتى العدد 3 هو قاسم مشترك بين الضحايا والزمن والقتلة لأن عدد الذين سقطوا جراء العمل الوحشي الإجرامي في المحيم تجاوز الـ 3 آلاف حسب لجان التحقيق.

40 عاماً على مجزرة بحق مخيم صبرا وشاتيلا ارتكبها أعداء القضية الفلسطينية، صهاينة وخونة لبنانيون يمينيون وفتحوا صفحة في تاريخ المخيم مليئة بحكايات القتل والبطش الوحشي في مجزرة هدفت الى تصفية الفلسطينيين وارغامهم على الهجرة من جديد.

صدر قرار تلك المذبحة برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الإسرائيلي في تلك الفترة وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحيم بيجن، هما أصحاب القرار في المذبحة. هما أبناء الناجين من “المحرقة” يرتكبون مجازر بحق الفلسطينيين. يقول التاريخ أن ثلاث فرق دخلت إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة.

أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم , حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ, رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا , وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره. من يقرأ تاريخ المحيم يرى أنه تعرض لمدة 48 ساعة من القتل المستمر، وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة، والآليات الإسرائيلية أحكمت إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلاّ بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية: جثث مذبوحة بلا رؤوس و رؤوساً بلا أعين و رؤوساً أخرى محطمة، كان هناك قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني. هكذا يقول التاريخ والتاريخ لا يكذب.

والفلسطسني في كل مكان في العالم يتساءل لغاية الآن: أين القرارات التي نص عليها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولا سيما قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 (1948)واتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين. والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966). والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948).وقرارات أخرى؟ يبدو أنها مجرد حبر على ورق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة