“إحنا لوين رايحين” يا ناس؟

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 06/09/22 | 13:33

الزميل الراحل نضال إغبارية يحمل الرقم 73 في قائمة ضحايا القتل لهذا العام في مجتمعنا العربي، الذي يعاني من كل أنواع العنف والقتل والخاوة والابتزاز والتهديد. وهذه الممارسات ليست بجديدة على المجتمع العربي. فهو يعيش هذه الآفات منذ سنوات طويلة، ويناشد دائماً الجهات الرسمية المسؤولة إسرائيلياً وعربيا، ولكن لا حياة لمن تنادي، والوضع لم يبق فقط على حاله بل يتفاقم كل عام باستمرار.

ذنب نضال أنه كتب عن العنف والعصابات التي تدمر مجتمعنا على مرأى من الشرطة التي من المفترض أن تكون المدافع عن المواطن وليس النظر إليه كيف يموت قتلاً دون أن تفعل الشرطة أي شيء. حتى أن هذه الشرطة ليست بريئة من قتل بعض شبابنا بحجج واهية مختلفة، ولنا تجارب معها.
قتلوا نضال بكل دم بارد. أطلقوا عليه النار وهو خارج من المسجد دون وازع ضمير. هكذا بكل بساطة وكأنهم ذاهبون للصيد. ذهبوا وقتلوا وعادوا الى بيوتهم بكل سهولة. والقتلة (كالعادة) غير معروفين. هكذا يقول إعلامهم. فهل هم غير معروقين فعلاً؟
من يتابع إعلامهم يتبين بصورة واضحة أن هذه العصابات معروفة بشكل جيد لدى الشرطة وتعرف كل تحركاتها بمعنى انها متواطئة معهم. هكذا يقول إعلامهم منذ سنوات.
جاء في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس ” في شهر يونيو/ حزيران عام 2012، أن مسؤولين في وحدة التحقيقات مع عناصر الشرطة والأمن (ماحش) قالوا إنه تم القبض على 13 شرطياً تعاونوا مع عصابات الإجرام ، وأن الحديث يدور فقط عن الحالات التي عرفت فيها وحدة التحقيقات، إذ جرى الانتقال للعمل لصالح الجنائيين على كافة المستويات من ضباط كبار، وحتى عناصر شرطة صغار”.
القناة 12 العبرية تناولت في تقرير لها موضوع الاجرام في المجتمع العربي، وجاء في التقرير الذي بثته القناة في أواخر شهر يوليو/ تموز العام الماضي. أن تسريبات لأقوال خطيرة لضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية كشفت عنها القناة العبرية، تؤكد أن معظم المتورطين في عالم الإجرام في المجتمع العربي الذين يقودون الجريمة هم متعاونون وعملاء لجهاز المخابرات العامة(الشاباك) ويتمتعون بحصانة من الجهاز، وبذلك لا تستطيع الشرطة المس بهؤلاء.
التقارير التي ينشرها إعلامهم تتضمن معلومات في منتهى الخطورة. فهي من ناحية تظهر مدى استهتار الشرطة بالمواطن، ومن ناحية أخرى تبين مدى انتشار الفساد والرشاوى في هذا الجهاز المفترض أن يكون شعاره “الشرطة في خدمة الشعب” وليس “الشرطة لقتل الشعب”.
الحكاية لا تتعلق بعناصر صغار من الشرطة بل بضباط كبار من المفترض أن يكونوا قدوة في العمل من أجل الشعب وليس مثالاً يحتذى به في الفساد والتواطؤ مع عصابات. فماذا يفعل الضابط المتواطيء يا ترى؟ تقول معلومات القناة 12 العبرية أن الضباط المتواطئين مع عصابات الابتزاز، يقومون يتبليغ العصابات عن موعد مداهمات الشرطة على أماكنهم وهؤلاء يتلقون مبالغ طائلة من العصابات مقابل تعاونهم معها.
وحدة التحقيقات مع عناصر الشرطة وحسب القناة العبرية، تحدثت عن ضابط حصل من عصابات الإجرام على حوالي نصف مليون شيكل (135 ألف دولار) خلال عامين عدا عن “مكافآت؟!” كان يحصل عليها في أماكن عامة. حتى أن ضابطاً متقاعداً ذهب إلى أبعد من ذلك في أقواله، حيث قال “أن لكل عصابة إجرام كبيرة في إسرائيل جاسوس في سلك الشرطة، بمعنى وجود عناصر تعمل لصالح عصابات الإجرام داخل جهاز الشرطة “.
إذاً شهد شاهد من أهلهم على الفساد المنتشر داخل جهاز الشرطة، وهذا يعني أن المسؤولية الرئيسية تتحملها الشرطة في كل ما يتعرض له المجامع العربي من أعمال قتل وابتزاز. يعني حاميها حراميها. والسؤال المطروح في ظل ما يجري من حالات قتل : “إحنا لوين رايحين؟ “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة