الفصائل الفلسطينية ووحدة الموقف السياسي
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 06/09/22 | 10:26الثلاثاء 6 أيلول / سبتمبر 2022.
بات من المهم اعادة تقيم الاوضاع على الساحة الفلسطينية ولا بد من تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية ولعل اهمية ان يتم عقد اجتماع للأمناء العامين لفصائل العمل الوطني كافة، برئاسة الرئيس محمود عباس، هو محطة جديدة في مسيرة الوحدة الوطنية ونموذج من الممكن البناء عليه لإنهاء واقع التفرقة بين قطاع غزة والضفة وإعادة عجلة العمل الوطني والوحدة والوصول بالقضية الفلسطينية الي بر الامان وكل فلسطين تتطلع الى نجاح عقد مثل هذا اللقاء لما له من اهمية من اجل تأسيس مرحلة وعهد فلسطيني جديد .
بكل تأكيد سيشكل عقد الاجتماع فتح صفحات وملفات مهمة بقيت عالقة خلال السنوات الماضية والعمل على انطلاقة متجددة لقطار الوحدة الوطنية وتجسيد المواقف الداعمة للإجماع الفلسطيني المتكامل لإفشال مخططات الاحتلال ومشروع الضم وتهيئة الظروف لإنجاز المصالحة الوطنية وتجسيد الشراكة المرتكزة على أساس انجاز المشروع الوطني المتمثل بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود العام 67 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم التي شردوا منها وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
تجسيد الوحدة الوطنية على الارض بين ابناء الشعب الفلسطيني عامل ايجابي ومهم ويساهم في انهاء حالة الانقسام البغيض ووضع حد لمصالح البعض الشخصية والفئوية التي لا تخدم الا اعداء الوطن ولذلك لا بد من أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان العمل على تجسيد الوحدة والتكاتف والتضامن والتعاضد واستمرار بذل كل جهد ممكن لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة على الأرض لمواجهة مخططات الضم والأبرتهايد مع اهمية المشاركة الجماهيرية الواسعة في فعاليات المقاومة الشعبية ضد الاستيطان الاستعماري .
وفي ظل ذلك لا بد من تجسيد ودعم الموقف الوطني الجامع للقيادة الفلسطينية على اساس رفض القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لكل المخططات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية وفي مقدمتها ما يسمى مشاريع الاستيطان ومخططات الضم الاسرائيلية، والتمسك بمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي الاسرائيلي .
لقد جسدت جماهير الشعب الفلسطيني البطل مواقف الوحدة والصمود في تصديها للمحتل وخاصة في القدس ووقفت بمسؤولية ووطنية عالية لتتحمل كل محاولات الاحتلال الهادفة إلى تدمير المؤسسات الوطنية الفلسطينية في المدينة واستمرار التطهير العرقي ومحاولات تفريغ عاصمتنا من أبنائها الصامدين المرابطين القابضين على الجمر، واستمرار العدوان الاسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وإتباع سياسة القهر والإذلال اليومي وتنفيذ مخططات الاحتلال واستمرار الاستيطان والعدوان لا يمكن استمرار الصمت على ذلك ويجب التدخل لوضع حد لهذه الممارسات المنافية للقانون الدولي .
وأمام ممارسات الاحتلال التهويدية وسرقة ما تبقي من الاراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان تبقى مسؤولية الوحدة وتجسيدها هي امانة في اعناق القيادة الفلسطينية، وكل الشعب الفلسطيني ينظر الى اهمية عقد اللقاء الوطني بين جميع الفصائل من اجل انهاء الفصل الاسود في تاريخ الشعب الفلسطيني وتجسيد الوحدة وتجاوز كل خلافات الماضي والعمل بكل جهد لحماية انجازات الثورة، وحماية تاريخ شعب فلسطين ومقدراته وارثه الكفاحي والوطني، وتوحيد فلسطين الارض والإنسان واستعادة الوحدة الفلسطينية.
اننا بحاجة ماسة وإمام كل هذه التحديات للاستفادة من تجارب الوحدة والاستجابة للمواقف الجماهيرية وتعزيز العلاقات الوطنية وتجسيدها على المستوى الجماهيري بعيدا عن استغلال الاحتلال وحكومة اليمين العنصري الاسرائيلي المتطرف لأوضاع الانقسام، مع اهمية الاعلان عن موعد وزمان ومكان الاجتماع الوطني للفصائل الفلسطينية واستمرار الجهود لتجسيد حقيقي للوحدة الوطنية عمليا على ارض الواقع .