لا نُحبُّكَ

قصّة للأطفال : زهير دعيم

تاريخ النشر: 04/07/22 | 18:12

 

 

 

في حَديقةٍ غَنّاءْ

مزروعةٌ بالورد

مغمورةٌ بالماء

اجتمع ثلاثةُ قططٍ

وأخذوا في المَواء

فقال الأوّل مُتباهيًّا :

مَوْ   مَوْ  مَوْ

أنا القِطّ المرقّطْ

جِلدي ناعم ومنقَّطْ

أبيض ، وردي وعِنّابي

فَرحة أهلي وأحبابي

 

فصفّق له القطّان بحرارةٍ .

ثمّ قال القِطُّ الثّاني :

مًوْ مَوْ مَوْ

أنا القطقوط المسرور

لوني أبيض مثل النُّور

صوتي حُلو وجَميل

وعِطري مِنْ فُلّ وخَميل

 

واووو   واووو  قال القِطّان الأخريان.

 

ابتسمت القِطّةُ الثالثة وقالت :

مَوْ مَوْ مَوْ

أنا القِطّة الحنوني

لوْني بلون الليموني

نِغشة ألله يحميني

كلّ أيامي وسنيني

 

فصفّق لها القطّان بِحرارة .

 

وفجأة خرج من بين الأزهار والورود قطٌّ شديد السّواد ، فابتسم وألقى التحيّة وابتدأَ يموءُ قائلًا :

مَوْ  مَوْ  مَوْ

أنا قطّ بلونِ الليل

مِن راسي لَحتّى الذّيل…

 

فماءت القطّة  ليمونة   مُقاطعةً وقالت :

لا نريدكَ بيننا.. لا نُريدكَ.

كثيرًا ما قلنا لكّ أنّنا لا نُحبكَ.

ألا تفهم ؟!  لونك الأسود يخيف صغارنا ويُزعجنا.

فقالت  القطط بصوت واحدٍ :

لا نُريدك … لا نُحبّك .. ابتعد عنّا.

 

فنزلت دمعةٌ من عينيْ القطّ الأسود وقال :

أعرف أنّكم لا تُحبّونني .. أعرف… ولكنني جئتُ لكي أخبر أختي القطة ليمونة أنّ صغيرَها ” قُطْقُط ” عندنا في البيت فلا تقلق ، فقد وجدناه في حفرةٍ عميقةٍ يصرخُ ويتوجّع ، فأخرجته وضمّدتُ جُرحه واطعمته  وتركته يلعب ويلهو مع صِغاري ..

وأدار القطّ الأسود وجهه ومشى حزينًا.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة