أخي سمعان كُنتَ وستبقى في البال

زهير دعيم

تاريخ النشر: 02/05/22 | 10:24

لطالما خطرتَ في بالي أخي الجميل سمعان ؛ أبا عزيز ، كما يخطر ببالي أخي الآخر الشاعر الزّجّال عيد أبو زياد ، الذي زرع هو الآخَر الدّنيا زجلًا جميلًا … نعم اذكره وأذكرك أخًا حنونًا ، راقيًا ، ومعلّمًا جميلًا مُتفانيًا وانسانًا رائعًا ، وبطلًا لا يُشقُّ له غبار في البرنامج الإذاعيّ : ” برنامج نجم الشّهر ” .
ألَم يُطلقوا عليك آنذاك لقب ” شيخ نجم الشّهر ؟!!! ”
ألم تكن ثاني من أصدر كتابًا في اسرائيل ” مع الموكب” بعد الشاعر العبلّيني المرحوم جورج نجيب خليل ؟!!!
والأهمّ انّك كُنت الانسان المؤمن الذي زرع يسوع في كلّ خلية من خلاياه ، وفي كلّ حارة ونفس ، وراح يُغنّيه قصيدة عِشقٍ سرمديّ ، فسِرتَ في دربه حاملًا الصّليب ، مُتسربلًا بالتّواضع مُتلفّعًا بالمحبّة .
نعم … كُنتَ نغمًا هازجًا في حياتنا ، ونسماتٍ تهبُّ فتُنعش أرواحنا .
استقيْتُ منك عشق اللغة العربيّة وميزة الغوْص في بحورها والبحث عن اللآلىء في محيطاتها …
أذكرك وأنت تُصلّح باكورات ما خطّته يراعتي ، فتروح تشجّعني وتحثّني على الاستمرار وتُربّت على كتفي كما الأب الحنون ..
أذكرك وأنت تأتي الى مكتبتي فتروح تقف طويلًا لتعيد الى مكتبتك بعضًا من الكتب التي سرقتها يميني – من مكتبتك وفي غفلة منك – من كتب المهجريين والنقّاد العرب !!!
أذكرك وأنت عائد من حيفا وعكّا تحمل شيئًا ما ملفوفًا فنظنّة بقلاوة أو هريسة فيخيب ظنّنا كما في أغلب المرّات إذ تكون الحزمة كتبًا .
وأذكر ولن أنسى كيف أنّك كنت تعرض عليّ مجموعة من الكتب لقاء كتاب جديد اشتريته أنا من معرِضٍ للكتاب … كتاب جديد
غير متواجد في مكتبتك الجميلة كما حدث مرّة مع احد دواوين سعيد عقل .. وكنتُ أقبلُ العرضَ مُكرهًا في بعض الأحيان ، وهل لي غير ذلك …ههههه ..
صورتك الجميلة وبسمتك الأجمل أخي أبا عزيز ما زالت ماثلة أمامي ، فأراها بشخص ابنك البكر د. عزيز سمعان دعيم الذي زرع هو الآخَر الدّنيا محبّةً وأدبًا وعلمًا وانسانيّة ..
نعم بسمتك ماثلة أمامي في كلّ حين ، كيف لا وهي تحمل في طيّاتها الوداعة والمحبّة النازلة من لدن السماء .
عجّلت وقتها الرّحيل أخي الغالي ، ولكنّك كنت أنت الرّابح ، فأراك بعين الإيمان ترتع في دِيار الربّ ، وتُكحّل عيْنيْك بسنائه ونوره العجيب. طوباكَ ألف مرّة ومرّة .
لروحك سلام أبا عزيز ، ولروح استاذنا الشّاعر الكبير الراحل جورج نجيب خليل الذي يشاركك اللوحة الجميلة المُرفقة والذّكريات الأجمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة