في متاهات العدم../حين كان البحرُ يشبهُه بهدوئه

عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 28/03/22 | 9:10

في متاهات العدم
لم أجدني في متاهات العدم البتة.. كنت أسمع صوتي بصعوبة، رغم الصمت، قلت: أهي مصادفة أن أسمع صوتي مع العلم أنني في متاهات الوجود لم أجد شيء يسرني سوى صوتي في العتمة؟ أما هنا أوهناك في متاهات العدم لا أشعر بأية معاناة، فلا قلق، ولا عذاب، ولا شيء يزعجني سوى الصمت، الذي أصغي للحنِه المميز.. ففي متاهات العدم لا حياة قاسية، ولا شيء يقلقني سوى صوتي، الذي أسمعه ينادي على إسمي في متاهات العدم، التي ليست لها جهات تدلني للخروج، لكي أجدني..

—————————-

حين كان البحرُ يشبهُه بهدوئه

لم يكترث رجُلٌ للمستجمّين البتة.. كان البحر ذات يوم صيفي هادئا يشبه هدوءه.. لم يكترث صراخ الأطفال، الذين كانوا يمرحون بمياه البحر.. كان متمددا على سرير الشاطئ يقرأ رواية للأديب والشاعر والروائي الفرنسي فيكتور هيجو عمّال البحر.. اقترب طفلٌ منه، وسأله لماذا لا تعوم في البحر؟ لم يردّ عليه الرّجُل، الذي أبعد عن وجهه الرواية، واكتفى بابتسامة له.. ابتسم الطفل له، وقال: مياه البحر باردة لكنني أحب السباحة ألا تحب السباحة أم أنك لا تجيدها؟ غادره الطفل واتجه نحو المياه وجلس على الشاطئ وبلل جسده وأمه كانت تراقبه بعناية.. تناول الرواية وراح يقرأ الرواية إلا أنه بعد مرور ربع ساعة شعر بالنعاس فوضع الرواية جانبا ونام على السرير البلاستيكي الأبيض.. استيقظ بعدما سمع صوتا يقول له: البحر يشبه هدوءك ابتسم الرّجل له وقال: اتركني لكي أنام بجانب هذه الرواية، التي أعيد قراءتها للمرة الثامنة.. صمتَ الطفل ولم يفهم ماذا قال له ذاك الرّجُل عن تلك الرواية، نظر الطفل للبحر: وقال للرّجُل: البحر يشبه هدوءك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة