إلى أمّي في عيدها.!

بقلم : يوسف جمّال - عرعرة

تاريخ النشر: 12/03/22 | 10:30

مرة واحدة قلتُ لك أني أحبكِ
فذبتِ حياءً.!
فلم أَعُدْ عليها ..
فقد علمتني درساً آخر ..
أن حب الأمهات فوق الكلمات ..
هو لغة لا تقبل الحروف .. ولا تحتمل المفردات ..
*****
كلما أردتُ أن أعطيكِ شيئاً تأكلين ..
تقولين : كُلوا “إنتوا” !
سألتُك : لماذا ..!؟
فقلتِ : أنا أكلتُ في زماني الكثير !
وكنتُ أعرفُ أنكِ
لا تأكلين حتى نأكل
وإن لم نبقِ شيئاً
تشبعين .!

قبلتني بعد أن رجعتُ من الحارة
فقيل لكِ كيف تقبليه
وعلى خديَّه التراب !؟
فرددتِ : إن الخدود أزكى عندما يحلِّيها التراب
يحلِّيها التراب !
**********
حملتينا حب الوطن
ولو كان مشوهاً
علمتينا أغنييات شمسه اللعوب ..
ورقصات أرضه بالألوان
حكاياته تروي أيام الزمان
وحنين الرحيل ..
ووداع أكواز الصُّبار
و حبات الرمان
**********

لم تعلميني لذة الدموع
إحتفظت بها لنفسكِ
أعطيتنا كلَّ ما يمنع البكاء
وكأنَّ تقولين .. أن الدموع فقط للأمهات 1
بكيتِ عندما طارتْ مني طائرة ورقية
لأنك عرفتِ أنها لن تعود
وعندما تركتُ مظلتي في البيت
خفتِ عليَّ من الغيمات
بكيتِ يوم استلمتُ شهادتي الأولى
لأنها كانتْ تعجُّ بالمئات
***********
وعندما رحلتِ عنا
لم تخرجْ الدمعات
بقيتْ تتشظى
وتتطوف في الأعماق
من شريان الى شريان
تبحثُ عن فوهة بركان
لأنكِ علمتني
أن الدموع فقط للأمهات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة