نائب بثوب (إسلامي) يشرعن الإستيطان.. ماذا بعد يا منصور عباس؟- بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 18/12/21 | 10:00

في أواخر أعوام الستينيات من القرن الماضي، أدلى رئيس حزب الكتائب اللبنانية اليميني بيار الجميل بتصريحات مثيرة للجدل حول الوجود الفلسطيني في لبنان، تعرض خلالها لحملة انتقادات قوية شديدة. فقد ثحدث عن “وجود فدائي فلسطيني شريف وفدائي غير شريف”. هذه الأقوال فتحت على اليميني الجميل “عش الدبابير” كونها غير منطقية وانها إهانة للعمل الفدائي الفلسطيني. لأن الفدائيين الفلسطينيين هم في الحقيقة مناضلون يدافعون عن وطنهم وكلهم شراء، ولا فرق بين فدائي فلسطيني وآخر.

نحن اليوم أمام المشهد نفسه (سياسياً ) لكن ليس من سياسي يميني (ظاهرياً) بل وللأسف من سياسي عضو كنيست يمثل حركة إسلامية جنوبية، يقال انه كان في السابق إماماً لمسجد. فقد تحدث منصور عباس عن وجود مستوطن عنيف ومستوطن غير عنيف. وقد نسي أو بالأحرى تناسى عباس، أن لا فرق بين الأفعى الرقطاء والأفعى السوداء فكلاهما سامتان. حتى قادة يهود من الوسط السياسي تحدثوا عن عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين بدون استثناء ولم يقولوا “بدون تعميم”.

وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد رئيس حزب “يش عتيد” الوسطي قال في مقابلة أجرتها معه مجلة (ذي أتلانتيك) الأمريكية: ” إن عنف المستوطنين هو وصمة على جبين إسرائيل وكل من يهاجم الأبرياء هو مثير للشغب ومجرم وسيُعامل على هذا النحو ولن يكون هناك تسامح مع هذه المسألة”. وكان وزير الأمن الداخلي عومر بارليف قد تحدث سابقا عن “عنف المستوطنين” ما دفع بالجناح اليميني في الحكومة ولا سيما من بينيت وشاكيد إلى انتقاده والدفاع عن الحركة الاستيطانية. وقد قالت شاكيد وزيرة الداخلية على تويتر:” المستوطنون هم ملح الأرض”. عومر بارليف وعلى ذمة “تايمز أوف إسرائيل” رد على منتقديه بالقول: ” إنهم يجدون صعوبة في النظر في المرآة”، وأن عنف المستوطنين أصبح يمثل مشكلة على الساحة الدولية”. السلطة الفلسطينية أشادت بتصريحات بارليف قائلة:”ان هذا الاعتراف خطوة أولية في الاتجاه الصحيح، لكنه ليس كافيا”.

ووفقا للإحصاءات التي جمعتها منظمة “يش دين” الحقوقية، والتي تتابع عنف القوميين اليهود في الضفة الغربية، تم إغلاق 91% من تحقيقات الشرطة في الهجمات التي شنها مستوطنون على الفلسطينيين بين عامي 2005-2019 دون توجيه اتهامات. وحسب المعلومات المتوفرة، فقد سجّل النصف الأول من العام 2021 ما لا يقل عن 416 جريمة نفّذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ناهيك عن عشرات الحالات التي لا تعترف بها المعطيات الرسمية الإسرائيلية”. موقف منصور عباس من المستوطنين يعود لسببين : أولها،التبعية الكاملة لسياسة رئيس الحكومة بينيت تجاه المستوطنين والفلسطينيين والأقصى، لأنه قام يشرعنة لإرهاب الاستيطان من خلال قوله”لا يجوز التعميم” بأن كل المستوطنين عنيفين ، ما يعني أن ثمة مستوطنين غير عنيفين، وفقا لأقواله، وأيضاً شرعنة “صلاتهم” في الأقصى وأيضاً رضوخه لبينيت لعدم مقابلة الرئيس الفلسطيني.

وثانيهما، الضوء الأخضر من حزبه (الإسلامية الجنوبية) التي لم يصدر عن أي واحد من قيادتها أو من من مجلس الشورى أي انتقاد أو أي معارضة لسلوكيات منصور عباس. فإما أن يكون عباس قد استخدم معهم السحر لإسكاتهم أم أنه اتبع وسائل أخرى(؟!) لمنعهم من فتح أفواههم؟ “الجبهة” طالبت في بيان لها الحركة الإسلامية الجنوبية وحليفها النائب مازن غنايم الانسحاب من هذه الحكومة التي تواصل نفس السياسات العنصرية المعادية لشعبنا وجماهيرنا”، علماً بأن الجبهة نفسها قالت في بيانها:” ان تصريحات عباس ليست خللاً ولا مجرّد زلّة لسان، بل تعبيرٌ عن تخلّي الموحدة عن أدنى التزام وطني وسياسي وأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني، وتطبيعها المفضوح مع سياسة الاحتلال والاستيطان. أنا أعتقد جازماً بعدم وجود شخصية في قيادة الإسلامية الجنوبية و”الموحدة” تتجرأ على الانتفاضة بوجه منصور عباس وتقول له “لا، كفى” لأنه يعرف نقاط ضعفهم ولذلك فهو المسيطر بدون منازع. مبروك عليكو هيك منصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة