كتبتُ الشّعرَ في عينيكِ

تاريخ النشر: 16/12/21 | 8:26

لقد أعجبني هذان البيتان من الشعر المنشوران على صفحة أحدِ الأصدقاء في الفيسبوك ، وهما :
( رأيتُ الشِّعرَ في عينيكِ يكتبُني فصارَ الحُبُّ قافيتي وأوزاني
ألمْ أخبركِ انَّ الناسَ تحسبُني طريحًا بالهوى والشَّوقُ أضناني )

فنظمتُ هذه الأبيات الشعريّة ارتجالا ومعارضةً لهما :

سيبقى الحبُّ مُنطلقي وَعُنواني – وَنورُ الحُبِّ نبراسي وإيماني
هواكِ إلى جنانِ الخُلدِ يأخذني – أحلّقُ في أثيرِ العالمِ الثاني
منَ الأضواءِ قبلَ البدءِ قد كُنّا – ولسنا من ترابِ العالمِ الفاني
هوانا خالدٌ لا شيىءَ يُطفِئُهُ – مدى الأزمانِ يبقى فهْوَ روحاني
وكم حُبِّ تُبدِّلُهُ مُعاناةٌ – إذا لم يتّحِدْ في الروح إثنانِ
وإنَّ الرّوحَ فالإيمانُ يصقلها – وَحُبٌّ صادقٌ … ترقى بإنسانِ
وإنَّ الحُبَّ إكسيرُ الحياةِ ولم – يزلْ كُنْهَ الوجودِ وسحرَهُ الحاني
وإيمانٌ بدونِ الحُبِّ مُنطفىءٌ – وإن لم يشتعِلْ حُبًّا بنيرانِ
وإنَّ الحُبَّ ميلادٌ وَمُنطلقٌ – وَسرُّ الوَحيِ في إبداع فنّانِ
وَطهر الحُبِّ رفّعني وَمجَّدني – وَنور الحُبِّ وَهْجَ العزمِ أعطاني
عنِ الأرجاسِ إنَّ الحُبَّ أبعدَني- بنور الهَديِ والإيمانِ غذّاني
ومن تيهٍ وَمن بيداء أخرجني – وبعدَ اليأسِ بعدَ الموتِ أحياني
حقولي قد سقاها الغيثُ فانتعشَتْ – وَإنَّ العُمرَ قد أضحَى كنيسانِ
كتبتُ الشِّعرَ في عينيكِ فاتنتي – ففي عينيكِ تاريخي وأوطاني
وإنَّ الحُبَّ بالأنوارِ عمَّدَني- وكانَ الفنُّ أنغامي وَألحاني
وإنَّ الحُبَّ أبهجني وأسعدَني – رحيقَ الخُلدِ والترياق أسقاني
وأنتِ الكونُ كلُّ الكونِ في نظري – وَإنَّكِ وحيُ أشعاري وَأوزاني
أحبُّكِ ..كم أحِبُّكِ يا حياتي .. أنْ – تِ في قلبي وفي أعماقِ وجداني
إذا عن جسمِهَا روحي قدِ انفصَلتْ – ضَعِي باقاتِ وردٍ فوقَ أكفاني
وَإن ناحَتْ عذارَى الكونِ قاطبةً – فلا تبكي بدمعٍ حارق ٍ قانِ
فإنِّي في جنانِ الخلدِ مُبتهجٌ – مع الأبرار… أصحابي وَخلّاني
فدا وطني حياتي كلها بُذِلتْ – وَقد خُضتُ الوَغى من دونِ أعوانِ
لواءُ الحقِّ ..طول الدّهرِ نبراسٌ – لأحرار ٍ غطاريفٍ وَشُجعانِ
طريقُ الفجرِ أحرارٌ تُوَاكِبُهُ – وَمن عزمي اقتدوا في ساح ميدانِ
وَللحُرِّيَّةِ الحمراء كم تاقتْ – ميامينٌ أذلوا كلَّ خوَّانِ
حشُودُ الحقِّ والأبرارِ في صفّي – لطغيانٍ فما دانُوا بإذعانِ
وإنَّ اللهَ ناصرُ كلِّ مظلومٍ – على حقٍّ وَيُخزى الظالمُ الجاني
وأهلُ الشرِّ دَينُهُمُ غدًا يُقضَى – لأهلِ الشّرِّ ربِّي خيرُ ديَّانِ
إلهُ الحقِّ لم يُهْمِلْ سَيُمهِلهُمْ – إلهُ الكونِ يُنصفُ كلَّ ظمآنِ
وَحقٌّ لا يضيعُ بعونِ ربِّي – وأخصَامٌ مصيرُهُمُ لخُسرَانِ
أنا الوطنيُّ والقوميُّ مُفتخِرٌ – على العُملاءِ قد فجَّرتُ بُركاني
وَإنِّي فارسُ الفرسانِ في زمني – وكم أشهرتُ سيفي ضدَّ طغيانِ
وإنّي شاعرُ الشعراءِ في وطني – وَسحرُ الشِّعرِ من نبضي وَشرياني
وَصيتي اليومَ فوقَ النجمِ مُؤتلِقٌ – فلا التّعتيمُ يومًا مَسَّ بُنياني
وَصَرحُ الشِّعرِ دَنّسَهُ شعاريرٌ – مُسُوخٌ من مهابيلٍ وَخصيانِ
هُمُ العملاءُ والأذنابُ ما برحوا – وَللتّطبيعِ قد خَدَمُوا بإتقانِ
عضاريط جوائز ذلّهِمْ أخذوا – قطاريزٌ لطاغوتٍ وَسَجَّانِ
همُ العُملاءُ وَحْلُ العارِ يغمُرُهُمْ – وقد باقُوا باحرار ٍ وإخوانِ
أنا الوطنيُّ والقوميُّ مُفتخِرٌ – على العُملاءِ قد فجَّرتُ بُركاني
نبيُّ الشعرِ أبقى ليسَ بهتانًا – وإنَّ الله باركني وَأغناني
وَإنَّ اللهَ باركني لأمجادٍ – لِفعلِ الخيرِ أرشدَني وحَيَّاني
رياضُ الشِّعرِ من بعدي لمُقفرةٌ – وكم دمع ٍ من الأحبابِ هتّانِ
عذارى الشِّعرِ من بعدي لنائحةٌ – وَصَرحُ الفنِّ مُكتئِبٌ لفقداني

( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة