هل المال يجلب السعادة؟

تاريخ النشر: 24/10/11 | 2:39

منذ بدأت الحضارة البشرية، والإنسان في سعي محموم من أجل تطوير نفسه واعتلاء القمة في شتى المجالات.

على أن البعض، ضلوا الطريق وبدلا من السعي نحو تطوير أنفسهم، صار هدفهم الأول جمع المزيد من المال، قبل أن يجد الجميع أنهم ليسوا سعداء في حياتهم رغم ما نجحوا في جمعه من المال.

يقول الراحل ستيف جوبز – مؤسس شركة آبل العملاقة للإلكترونيات: “كوني أغنى رجل في العالم، لن ينفعني في قبري.. لكن ذهابي كل ليلة لسريري وأنا أعلم أني قد فعلت شيئا رائعا هذا اليوم.. هو كل ما يهم بالنسبة لي”.

فهل النقود تحقق السعادة؟

في عام 2004، اجتمع مجموعة من الباحثين بهدف الوصول إلى حقيقة علمية ثابتة حول علاقة المال بالسعادة .

وفي سعيهم هذا، قاموا بتطوير آلية معينة وتطبيقها على 909 أفراد، بهدف استخراج نتائج واضحة حول علاقة دخل الفرد بمدى ما يعانيه من اكتئاب وضغط عصبي.

وقد أثبتت الدراسة أن أصحاب الدخول المنخفضة كانوا يمرون ببعض حالات الاكتئاب بما يعادل 12% فقط من وقتهم، بل إنهم عبروا عن سعادتهم ورضاهم بحياتهم كما هي.

أما أصحاب المرتبات المرتفعة، فقد أكدت الدراسة أنهم يعانون من حالة من عدم الرضا وتناقص لحظات السعادة في حياتهم.

يقول آلان كروجر – أحد أعضاء فريق البحث وأستاذ الاقتصاد بجامعة برينستون: “اذا كان الشخص صاحب دخل مرتفع، فإنه من المتوقع أن تعبر إجاباته عن السعادة والأمل، لكن الدراسة تؤكد عكس ذلك”.

كما عمدت الدراسة إلى بحث جانب آخر للعينة البحثية، وهو دراسة كيفية قضائهم لأوقاتهم.

وقد وجدت الدراسة أن أصحاب الدخل المرتفع يعانون من بعض الملل في حياتهم وعدم وجود أنشطة مثيرة، لأنهم يكرسون كامل وقتهم للعمل ورعاية أبنائهم والتسوق.

وفي المقابل، فقد توصلت الدراسة إلى أن من تقل دخولهم عن 20 ألف دولار يقضون ما يعادل ثلث أوقاتهم في المرح والأنشطة الترفيهية.

وفي نفس السياق، يؤكد فيليب بريكمان و دونالد كامبل، أنه كلما زاد دخل الفرد، زادت تطلعاته، وبالتالي يفقد احساسه بالمتعة ويقل اهتمامه بما هو متاح له، فينشغل أكثر بالعمل من أجل الوصول إلى أهدافه الجديدة.

أما إدوارد دينر – أستاذ علم النفس بجامعة إلينوي، فيقول: “اذا أردت أن تستمتع بالحياة، فعليك البحث عن شخص تشاركه حياتك، وكذلك اعتني بصحتك”.

لكن الدراسة تؤكد أيضا أنه لا يمكن أن يستمتع أحد بحياته اذا كان دخله محدودا، ولا يمكنه من سداد حاجاته الأساسية.

روشتة للاستمتاع بحياتك:

اذا كنت من أصحاب الدخول المنخفضة فعليك أن تقوم بالآتي:

1-استمتع بما هو متاح لك وحاول أن تكيف حياتك وحاجاتك المادية وفق دخلك الفعلي.

2-حاول أن تزيد دخلك قليلا، دون أن تنغمس في دوامة الطموح التي ستبعدك حتما عما تحب أن تفعله في وقت فراغك.

3-مهما كان ما تقوم به، فلا تتنازل أبدا عن وقت فراغك، ولا تملأه بالعمل المستمر، حتى لا تصبح فجأة مجرد آلة، وتفقد آدميتك. وابحث عن السعادة فيما تفعله.

أما اذا كنت من أصحاب الدخول المرتفعة، فهذه بعض النصائح لتجد السعادة:

1-كن إيجابيا: نعلم أنك في بعض الأحيان تشعر بالتوتر والضغط العصبي الزائد، نتيجة تواجدك في بيئة يغلب عليها طابع الطموح والتنافسية.

فإذا كنت تشعر أنك تقدم كل ما لديك، لكنك مع ذلك لا تجد سبيلا للتقدم في عملك، فلا تبتئس أو تكرس المزيد من وقتك لهذا الغرض. ارضى بما قدمته، وتعامل مع الأمر وتعايش مع الواقع . فكر فيما أنت فيه، وأن حالك بالفعل أفضل من آخرين، وأن الحياة ليست صراعا محموما يكون الفوز فيه للأقوى فقط. قدّر ما هو بحوزتك، واعتني بنفسك وزوجتك وأطفالك، وخصص لهم وقتا لتمرحوا معا بعيدا عن ضغوط الحياة.

2-تخلص من بعض الذاتية المسيطرة عليك، وفكر في نشاط اجتماعي يقربك ممن هم ادنى منك حتى تقدر ما أنت فيه. اذهب مثلا إلى أحد دور رعاية الأيتام أو المعاقين وقدم لهم بعض الهدايا. تأكد أن مشاركة بعض ما تملك مع الآخرين سيجعلك أكثر سعادة ويقوي علاقتك بمن حولك، ويشعرك بالرضا بما حققته.

3-لا تقارن نفسك أبدا بالآخرين، ولا تضع أمامك أهدافا يستحيل تحقيقها حتى لا تضيع وقتك في منافسة محسومة، تخرج أنت منها أقل ثقة بنفسك وغير راض عن حياتك.

مقالات ذات صلة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة