يوميات نصراوي: العسكر يغنّي أغنيات المجد والظفرْ

تاريخ النشر: 07/11/21 | 7:52

وثيقة: قصيدة “المعركة” للشاعر سالم جبران

نبيل عودة

ضمن سياسات حكومات إسرائيل المتعاقبة، يجري تضييق الخناق عل تطور البلدات العربية، لدرجة عدم توفير أراض للبناء وتوسيع مسطحات البلدات العربية، وبناء مناطق صناعية، الا بحالات قصوى تدفع العديد من المواطنين للبحث عن منازل في البلدات اليهودية المقامة طبعا على أراض البلدات العربية، كما في الناصرة العليا التي غير اسمها ل “نوف هجليل” والتي أصبح أكثر من 30% من سكانها من المواطنين العرب واتوقع ان يزداد عدد المواطنين العرب مستقبلا لأكثر من 50%، رغم كل خطط السلطات لتوطين المزيد من اليهود فيها. لذا دعوت في مقال قبل أكثر من عقدين من السنين، ان يرى المواطنين العرب بالناصرة العليا (نوف هجليل) ومدينة كرمئيل في الشاغور، وغيرها من البلدات المقامة على أراضيهم المصدرة، بلداتهم الخاصة، حيث تخصص الحكومة لهم الميزانيات الكبيرة وبرامج تطوير مختلفة، وليس سرا القول ان تشكيل مجلس بلدية الناصرة العليا (نوف هجليل) لم يعد يتيسر بدون أعضاء البلدية من المنتخبين العرب.

ان التخطيط الرسمي من حكومات إسرائيل بتوفير أراض بأسعار مناسبة لتطوير البلدات العربية ببناء منازل وتخصيص مناطق للسكن والصناعة اسوة بما تقوم به في الوسط اليهودي. هو امر غير وارد الا بحالات نادرة لردع التدفق للمدن اليهودية المقامة عل أراضيهم.

هذا الواقع يدفع الاف المواطنين لما يسمى “البناء غير المرخص” على أراضيهم التي تُصعب (عمليا ترفض) حكومات إسرائيل إدخالها ضمن مناطق البناء للبلدات العربية. من هنا نشهد تنامي ظاهرة البناء غير المرخص. وهو تعبير يخص بالأساس المجتمع العربي في إسرائيل. عمليا لم تقر حكومات إسرائيل حلولا لحل مشكلة الضائقة السكنية في البلدات العربية. وهذا ليس وليد الصدفة بل هو ضمن السياسة التمييزية الشرسة لحكومات إسرائيل التي صادرت عمليا أكثر من 93% من أراضي الفلسطينيين، وحصة المواطنين العرب في إسرائيل والذين يشكلون 20% من المواطنين لا تتعدى 3.5% من الأرض. والنضال لوقف هذه السياسة لم يتوقف بل تسن قوانين جديدة تفرض دفع تكاليف الهدم إذا لم يقم المواطن نفسه بهدم منزله “غير المرخص” الذي بناه على قطعة ارض يملكها لكنها لم تدخل ضمن تنظيم البناء، رغم انها بلصق وضمن اراضي البلدات العربية.

كتبنا كثيرا عن هذا الواقع سودنا الاف الصفحات، والموضوع يطرح بتواصل على المؤسسات الرسمية، لكن لا حياة لمن تنادي.

ما زلت أتذكر قصيدة معبرة عن الألم من هدم المنازل “غير المرخصة”، للمرحوم الشاعر سالم جبران، اسجلها كوثيقة ضمن النضال المتواصل لحماية المنازل التي بنيت في البلدات العربية، على أراضي يملكها المواطنين وتواجه خطر الهدم!

.

قصيدة “المعركة” للشاعر سالم جبران

غيْمُ الغبار في الفضاء.. والشررْ

ويوسفٌ محتجزٌ

بين الجنود، تستبيحه الذكرْ..

أنا..أنا بنيتُهُ

بعت لكي أقيمه الماعز والبقرْ

أحجاره .. أنا بنفسي كلّها قطعتُها

قطعتها.. حجرْ.. حجرْ!

وعندما جاء من الرامة بنّاء لكي يبنيَهُ

رفعته إليه للسّقالهْ

رفعته، حجرْ.. حجرْ!

يا ناس! يا إله! هل يُهدم في هنيهةٍ

كأنّهُ زحاجةٌ..

أو بيضة فتنكسرْ؟

نُفّذت الخطّة

والعسكر عاد مسرعًا

وهو يغنّي أغنيات المجد والظفرْ

ويوسفٌ

يكفكف الدموع من عينيْ وحيده عُمرْ

ويستغيث.. ثم ينكبُّ على زوجته

يريد أن يسكتها

وهو يكاد من أساه ينفجرْ!

يا شعب إسرائيلَ.. بوليسكم

عاد.. اخرجوا، حالا، إلى ساحاتكم

واستقبلوه.. إنّه

قد حطّم العدوّ

وانتصرّْ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة