أخي أنتَ

تاريخ النشر: 26/10/21 | 11:49

قصّة للأطفال بقلم : زهير دعيم

الفصل ربيع ، وشمس الصّباح تضحك من بعيد للأزهار التي ملأت
التّلال والوديان ، في حين راحت النّحلات والفراشات تنتقل من زهرة الى زهرة.
وجاء طاؤوسٌ جميلٌ ونثر ريش ذيْله فوق الأزهار وبدأ يُغنّي :
أنا الطاووس المَزيون
أجمل مخلوق في الكون
ريشي ملوّن … ذيْلي مزيّن
بأحلى شكل وأروع لون

فنعبَ غراب يقف على غصن شجرة زعرور مزهرة ضاحكًا :
طاووسنا ما أحلاك
الله بالحُسن سوّاك
زهر الكون وورده
الكلّ بيتمنّى رِضاك

وهبطَ الغراب قريبًا من الطّاؤوس وبدأ يشاركه الرّقص.
فتوّقف الطاؤوس عن الرّقص وقال : مهلًا يا صديقي الغراب ، فأنا أريد
أن أرقصَ لوحدي ..
لماذا سأل الغراب ؟
فردّ الطاؤوس قائلًا : إنّ صوتك يزعجني ولونك الاسود ايضًا لا يُعجبني . عُذرًا.
فحزن الغُراب وسالت الدّموع من عينيه وهو يقول :
صحيح يا أخي الطاؤوس أنَّ لوني أسود وصوتي ليس جميلًا ، ولكن
تأكّد أنَّ قلبي أحمر كما قلبِكَ ، وأبقى لكَ أخًا، فأنا طيرٌ مثلك ، لي نفسُ
المشاعر والامنيّات والحِكايات.
لا أظنُّ ذلك . قال الطاؤوس بغرور.
وفجأةً ومن بين الأعشاب الخضراء والأزاهير، خرجت أفعى
رقطاء واتجهت نحو الطاؤوس .
رأى الغراب الافعى وهي تقترب من الطاؤوس ، فنعَبَ بصوتٍ عالٍ :
احذر .. احذر اخي الطاؤوس … أفعى … أفعى.
وهجمَ الغراب على الأفعى وأخذ ينقرها بمِنقاره القويّ .
ففرّتِ الأفعى هاربة .
وجَمَدَ الطاؤوس الذّاهل في مكانه ، وسحّتِ الدّموع من عينيه بغزارة ، ونظر الى الغراب بخجل :
أخي أنت … أخي أنت … سامحني.
وتعانقَ الطائران الجميلان ، في حين راح عندليب يقف على شجرة
لوْزٍ يزقزقُ أنشودةَ المحبّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة