صقور في الحكم وحمائم خارجه…المتقلبون وتغيير المواقف- بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 22/10/21 | 11:13

المعروف عن العديد من السياسيين ولا سيما الرؤساء الأمريكان، انهم يكونوا صفوراً أيام حكمهم، ويتحولون بقدرة قادر بعد معادرتهم الحكم إلى حمائم يدعون للسلام، والقضية الفلسطينية كانت ولا تزال هي المحك الفعلي لهؤلاء. ويبدو أن بعض المسؤولين الإسرائيليين تعلموا من أصدقائهم الأمريكان أو أنهم يمارسون نفس الحالة وطبعاً لمصالح معينة وليس للصالح الفلسطيني. فهم (ليس كلهم طبعاً) ينكلمون في فترة حكمهم شيئاً وخارجه يتكلمون بلهجة مختلفة.

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، وحسب وسائل إعلام فلسطينية، التقى أمس الخميس حوالي عشرين قياديًّا ومسؤولا سابقًا في حكومات اسرائيلية، يمثلون شرائح مختلفة من المجتمع الإسرائيلي. شارك في اللقاء الذي جرى في رام الله ، بتنظيم من لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي،عدداً من أعضاء اللجنة المركزية لحركة “فتح” وشخصيات أخرى، قيل انها قيادية(؟؟).

وعلى ذمة المعلومات الفلسطينية، “عبر الوفد الاسرايلي عن موقفه الداعم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتطبيق حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 التزامًا بقرارات الشرعية الدولية”. ما شاء الله تصريح ينعش قلب الرئيس الفلسطيني ويعطي تفاؤلاً لرئيس لجنة التواصل محمد مدني عندما يسمع مثل هذا الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع لأن الوفد يمثل نفسه فقط. والكلام كما يقال “ما عليه جمرك”.

رئيس الوفد الإسرائيلي ا دوف فايسغلاس، الذي شغل في السابق منصب مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريئيل شارون وكبير مستشاريه، قالها صراحة لعباس زكي ومن معه ” ليس بيننا الآن أي شخص في موقف رسمي لكنّ هذا لا يمنع قدرتنا على التأثير على الرأي العام في إسرائيل، والعمل على تهيئة الأجواء من أجل السلام”

هذا يعني أن الوفد الإسرائيلي مهما “نافق وكذب” ومهما “تشدق” بالسلام فلا أحد يلتفت إليه والحكومة أي حكومة بينيت المدعومة من الإسلامي منصور عباس، براء مما يقوله الوفد لأنها مشغولة بالاستيطان والكنابس وجلب أطباء يهود من الخارج والأهم من كل شيء الحفاظ على بقاء الحكومة (بهمة) منصور عباس.

إقرأوا معي مواقف فايسغلاس عندما كان مدير مكتب شارون، كما ذكرت صحيفة (هآرتس) في عددها الصادر يوم الحادي واثلاثين من شهر أكتوبر/تشرين أول عام 2010 : “عندما تقوم بتجميد عملية سياسية، فانك تمنع اقامة دولة فلسطينية وتمنع اجراء تداول في قضايا اللاجئين والحدود والقدس، ومن الناحية العملية، فان كل هذه الرزمة التي تسمى دولة فلسطينية، خرجت من جدول اعمالنا لفترة زمنية غير محدودة”. وتابع” ان “العملية السياسية تعني اخلاء مستوطنات، وعودة اللاجئين، وهذا يعني تقسيم القدس. كل هذا تم تجميده”.

في شهر أعسطس /أب عام 2008 كتب دوف فابسغلاس مقالاً في صحيفة (يديعوت أحرونوت) قال فيه:”، تستمتع اسرائيل بجميع العوالم، فهي المحتلة والسيدة العسكرية في الضفة الغربية، وهي الحاكمة وهي الآمرة الناهية في جميع مجالات الحياة، لكن السلطة هي التي تتحمل المسؤولية عن الحياة اليومية من مواردها الضئيلة التي هي في الأساس حشد الصدقات والتبرعات من دول العالم”

فايسغلاس، اكتشف مؤخراً انه يساري التفكير “يخزي العين عنو” وبسرعة خلع ثوبه اليميني وارتدى(ظاهريا) ثوباً آخر مؤيداً للفلسطينيين. فقد ذكر فايسغلاس في اجتماع عباس زكي:” أنّ غالبية الشعب الإسرائيلي تؤيد الحل السياسيّ مع الفلسطينيين، وإنهاء الصراع معهم، ولا بدّ من الحلّ الذي يجعلنا نتجاور في دولتين على أساس من تبادل الاحترام والأمن”.. شوفو مين بحكي. حتى فايسغلاس تعلم فن تبديل المواقف والكذب.

كلام فايسغلاس غير دقيق، ولا بد من تصليحه: في الثالث عشر من شهر أغسطس/آب عام 2018 أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، ومركز “تامي شتاينمتس” لأبحاث السلام في جامعة تل أبيب إحصاءً تبين منه أن 57 بالمائة من يهود إسرائيل لا يؤيدون حل الدولتين بمعنى لا يريدون إقامة دولة فلسطينية. إلى جانب دولة إسرائيل. وعندما سأل المستطلعون عن صفقة سلام مقترحة على غرار ما تمت مناقشته في مفاوضات السلام السابقة، قال 39% فقط من الإسرائيليين اليهود أنهم يؤيدون ذلك””.

المشكلة ليست في “المتقلبين” بل المشكلة في أولئك الذي يصغون لكلام هؤلاء المنافقين، الذي يريدون فقط تجميل وجه إسرائيل على طريقتهم الخاصة، وليس اتخاذ مواقف داعمة للشعب الفلسطيني. فهل يفهم أولئك المغفلين ذلك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة