محاضرة دينية للدكتور عدنان إبراهيم

تاريخ النشر: 01/10/21 | 0:05

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المُرسَلين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمين وعلى آله الطيبين وصحابته الميامين، سبحانك لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزِدنا علماً، أما بعد: أحبتي في الله، إخواني وأخواتي: السلام عليكم جميعاً ورحمة الله تعالى وبركاته، حديث الثورة الروحية أحسب أنه يستثير في مُعظمنا إن لم يكن فينا كلنا تحفظاً ضمنياً، لأن الحديث عن الروح وعما يتعلق بالروح يُذكِّر بتلك المسالك والمنهجيات التي آثرت أن تُجافي الحياة ومُعتركاتها وأن تنسحب وأن تنزوي وأن تتخذ خطةً في الازدلاف إلى الله – تبارك وتعالى – والتقرب منه تقوم على شؤون أشبه بالشؤون التعبدية من قبيل الأوراد والأذكار والصلوات ووجوه التعبدات المُختلِفة وفي نُطق جرت العادة على أن تكون نُطقاً مخصوصة كالرُّبط والزوايا وما إلى ذلك، وحديثنا سيتخذ مُنذ البداية حتى نُنحي أو نُزيل هذا التحفظ الضمني منحىً مُختلِفاً إلى حدٍ بعيد،فالروح الإسلامي أو الإسلامية – لأن الروح تُذكَّر وتُؤنَّث – حين تعمل وتنشط لا تعمل في عرض الحياة – علماً بأنني أتحدَّث الآن من خلال المنطق الإسلامي ومن خلال التصور الإسلامي ومن خلال الرؤية الكونية الوجودية القرآنية والنبوية – وإنما تعمل في طول الحياة! هذه المٌقدِّمة البسيطة والمُقتضَبة والمُكثَّفة جداً تعني بضربة واحدة أن الحياة والنشاط الإنساني – سائر وجوه أو كل النشاط الإنساني – من منظور إسلامي ينبغي أن يتروحن، فالروح لن تغدو مُكوِّناً عضوياً من مُكوِّنات البنية الإسلامية، كلا ستعني بُعداً – Dimension – من الأبعاد وليس عضواً وليس مُكوِّناً وإنما بُعداً وأُفقاً للعمل وللنشاط وللإنتاج وللإبداع وللأداء وللإضافة، ويُمكِن تشبيهها أيضاً بدرجة مُتساوية تقريباً بالهواء الذي نتنفسه ونحيا فيه ونمخر في عُبابه، وطبعاً في مُعظم أحوالنا لا نشعر به ولا نشعر بتأثيره علينا إلا أنه يستحيل أن ننشط وأن نمتد وأن نُمارِس نشاطاتنا في ظل غياب هذا الهواء، فهذه هى الروح الإسلامية، لكن لكي نكون أكثر تحديداً وأكثر وضوحاً سنقول ماذا نعني بالروح، ثم سنقول بعد ذلك ماذا نعني بالثورة الروحية التي تنقص المُسلمين، حيث نزعم أنها تنقصنا جميعاً تقريباً، وتنقص حتى أولائكم الذين انقطعوا لخدمة الروح في مُقابِل من ظنوا أنهم يخدمون الأبدان: يا خادم الجسمِ كمْ تشقى بِخدمتهِ أتَطلبُ الرِّبْحَ ممّا فيه خُسرانُ ؟ أقْبِلْ على الروح – بعضهم يرويها على النفس – واستكمِل فضائلها فأنت بالرُّوحِ لا بالجسَدِ إنسانُ.
إذن ماذا نُريد بعد ذلك بالثورة الروحية في حق أولائكم جميعاً؟ أحبتي في الله، إخواني وأخواتي: الروح في الإسلام هى ما يُمكِن أن يُحدِّد لنا الغايات الأبعد، بل لنكون أكثر تحديداً الأمد الأقصى والغاية الأبعد، في ظل تحديد هذه الغاية يُعاد موضعة كل نشاطات المُسلِم الظاهرية والباطنية والفردية والمجموعية، أي نشاط المسلم فرداً ونشاط المسلم أمةً وجماعةً وقبيلاً من الناس، فما عساها تكون هذه الغاية التي هى غاية الغايات أو الغاية الأبعد؟ بطبيعتها ينبغي ألا تُختزَل وألا تُرتَد – أي هذه الغاية – إلى ما هو أبعد منها ولا أُحِب أن أقول دونها لأن الحديث هنا عن المُطلَق – لا إله إلا اهو – وعن الأقدس سبحانه وتعالى، أي عن رب العالمين، فلن أقول إلى ما هو دونها وإنما سأقول إلى ما هو أبعد منها، قال تعالى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ۩، هذه الغاية رُغم أنها بسيطة في وهم – لا أقول في إعتقاد وإنما أقول في وهم لأنها موهومة أكثر منها مُعتقَدة مُدرَكة – المُسلِمين والمُسلِمات عبر التاريخ وفي العالم إلا أنها ليست واضحة الوضوح الكافي ليكون وضوحاً مُعتقدياً يُلهِم الفعل ويُلهِم النشاط والسلوك، وسأبُسِّط هذا من خلال تساؤل وجواب الآن، فالتساؤل عن الفقير السالك إلى الله – تبارك وتعالى – والذي ليس بالضرورة أن يكون صوفياً، أي المُسلِم الفقير وأقصد بالفقر الفقر الإصطلاحي الذي يتشوف إلى حُطام الدنيا، فهو عينه على الدنيا ويُريد عرضاً من عرض الدنيا كأن يُريد بيتاً أو يُريد مركبةً أو يُريد مالاً كما عند الآخرين، لكنه عند نفسه يطلب رضا الله ويطلب الزُلفة والقُربة من الله تبارك وتعالى، بالتحليل والتفكيك الدقيقين قد يضح في نهاية المطاف أن هذا الفقير لا يطلب وجه الله وإنما يطلب الدنيا، فقد يضح له أن معبوده الحق هو الدنيا، والله – تبارك وتعالى – يأتي في الاثناء كوسيلة وكشبكة، لكن لكي نُوضِّح لهذا الفقير أن غايته في كل الأحوال ينبغي أن تكون شيئاً آخر حقاً يجب أن نلفته إلى مَن يُفارق حاله حاله فنقول له تساءل بصدد الأغنياء الواجدين المجدودين المُثرين جداً إلى الغاية، تساءل عن غاياتهم، هذا الذي حصل له من حُطام الدنيا وأعراضها الشيئُ الكثير الوفير أيضاً تتشوف نفسه باستمرار إلى شيئ أبعد، ما هو هذا الشيئ؟

وهنا يفترق الناس فريقين، فريقٌ يصل إلى عتبة إدراك الذات ووعي الذات فيُدرِك أن الغاية التي تنشدها أو ينشدها الروح ويُنادي بها وعليها ليس ما قد حصل – ليس هذا وإنما شيئ وراء هذا – بالمرة، فإذن قد آن الأوان أن نبدأ البداية الصحيحة، وكان يُمكِن لو أننا فهمنا فلسفة الروح من المنظور القرآني أن نُحصِّل الدنيا والآخرة في طول بعضهما، لكننا سلكنا مُنذ البداية سلوك المُعارَضة، فنحن نُريد الأشياء في عرض بعضها، وهذا لا يحصل، وإن حصل شيئ ينتفي الآخر، و للأسف هذا هو المطب الكبير وهذا هو الفخ الذي يعلق فيه كثيرون منا، كثيرون من البشر – ليس من المسلمين فقط بل من مُعظم البشر – عالقون في هذا الفخ، فإذن هذا الغني المجدود في مُقابِل الفقير المحدود – أي قليل الحظ كما يُقال – له غاية أصبح واعياً بها، ويُوجَد أغنياء آخرون كثيرون – بل أكثرهم على هذا النحو – يقضون حياتهم وتمضي وتتقضى أيامهم وسنونهم ويخرجون من هذه الحياة دون أن يصلوا إلى عتبة الوعي الحقيقي بالذات ليُدرِكوا أن هدفهم ليس ما قد حصل، يظلون كشارب الماء المِلح يطلبون المزيد والمزيد والمزيد ثم يقعون في النهاية دون أن يصلوا إلى ما لم يعرفوا حقيقته، وهم ظنوا للأسف خطأً أن ما حصَّلوه – أي المزيد منه – سيُحقِّق لهم الرضا، وهذا غير صحيح، ومن ثم يقعون في النهاية دون أن يتحقق لهم هذا الشيئ، مثلما يحدث مع مَن يسعون نحو السُلطة مثلاً، أي أولائكم الذين يتوسلون كل الوسائل ويركبون الصعب والذلول في سبيل أن يتوفروا على سُلطة على عباد الله، العارفون بالله يقولون في المأثور الشهير: آخر ما يخرج من قلوب العارفين – بل بعضهم قال الصِّدِّيقين – حُب الإمارة، وهذا شيئ عجيب، فحب المال وحب الشهوات يخرج قبل ذلك بكثير، أما حب التميز على العباد هذا آخر ما يخرج من قلوب العارفين أو الصِّدِّيقين، فالموضوع خطير جداً إذن، وطبعاً شكله الأكثر فجاجة والأكثر خشونة هو السلطة المادية والسلطة الباطشة بالناس التي تتغيا أن تُسيّرهم كآلات وأشياء لا كبشر مُؤتمَنين أحرار مُختارَين، وهذا يحدث مع الذي يركب الصعب والذلول في سبيل توفير مزيد من السُلطة لنفسه على الناس حتى ولو في إطار العائلة البسيطة، كالأسرة النووية ثم الأسرة المُمتَّدة ربما ثم بعد ذلك مع أهل الحي ثم مع أهل القرية ثم مع أهل المدينة ثم مع أهل البلد ثم مع مَن في الإقليم وهكذا، فدخلنا في النزاعات الإمبراطورية، لكن في الحقيقة هؤلاء ماذا يطلبون؟ ما هى غايتهم؟ ما هى الغاية التي إن تحققت حصل الاستقرار والرضا؟
ليست السُلطة، لأنهم باستمرار يطلبون شيئاً وراءها ويحدث نفس الانقسام أيضاً ومن ثم يعلق بعضهم في الفخ، فأكثر طُلاّب السُلطة يظن أن مزيداً من السُلطة سيُحقِّق له هذا الاستقرار وسيصل إلى نُقطة التوازن التي لا يحصل الرضا إلا بها وعندها، لكن في الحقيقة لا يحصل هذا، هم يُدمِّرون أنفسهم ومَن في سُلطانهم ويخرجون خائبين فاشلين، إنهم الفشلة من حيث ظنوا أنهم الأنجح لكنهم هم الأكثر فشلاً، وهم طبعاً من منظور قرآني الأكثر والأعظم خسراناً والعياذ بالله، وهؤلاء هم الظالمون الذين يُؤذَّن عليهم باللعن يوم القيامة – أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ۩ – طبعاً، فعلى كل واحد منا يقصد إلى مزيد من السُلطة على البشر ومزيد من الامتياز ومزيد من التحكم في الآخرين أن يسأل نفسه ما هى الغاية؟ هؤلاء الذين حصَّلوا أنصبةً وأقداراً فائقة باذخة جداً لم يكتفوا، فإذن حريٌ ألا تكون هذه هى الغاية، دائماً الغاية شيئ أبعد، وهنا الدين الإلهي والقرآن العظيم يأتيك من أقصر طريق ليقول لك إياك أن تُهدِر رأس مالك الذي هو سني حياتك، قال الله وَالْعَصْرِ ۩ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۩، ولذا هذه السورة عجيبة عجيبة عجيبة، وأزعم أن تفسيراً مُبسَّطاً وقريباً لها سيهز كيان كبار فلاسفة الوجودية الذين نشطوا ثم انتهوا تقريباً ولم تبق منهم إلا الآثار، فالآية تقول وَالْعَصْرِ ۩ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۩، ولهذه الآية تفسيرٌ أثريٌ قال به علماء من قديم، ودعوا عنكم التفسيرات التي قالت أن المقصود بالعصر صلاة العصر أو عصر النبي – عليه السلام – كفترة زمنية أو عصر أمة الإسلام وإلى آخره، لأن واضح من خلال ظاهر الآية أن العصر هو الزمن والبُعد الذي يعيش فيه الإنسان ويُوجَد فيه وينقضي الإنسان، فالله يُقسِم بالزمن ويقول وَالْعَصْرِ ۩ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۩، وهذا المعنى صحيح تماماً، لماذا؟ لو كان لديك كمية من المال ولا تستثمر فيها ما الذي سوف يحصل؟ مع كل قرش ومع كل يورو Euro تُنفِقه سوف تخسر، لكنك لابد وأن تُنفِق، فلابد أن تُنفِق لطعامك ولشرابك وللباسك ولأهلك ولذويك، ومن ثم سوف تخسر، وكذلكم الحال مع العصر ومع الزمن ومع هذه السنوات المُعطاة لك والممنوحة لك إلهيا، فأنت حين لا تستثمر فيها تخسر، أنت في كل يوم تخسر، وفي كل ساعة تمر عليك تخسر باستمرار، حتى يُصفِّر العدّاد في نهاية المطاف وتصل إلى النَفس رقم صفر، ومن هنا قال القطب الرّفاعي رضوان الله تعالى عليه: يَا أيُّها المَعْدُودُ أنْفَاسُهُ لا بُدَّ يومًا أنْ يَتِمَّ العَدَدْ. لا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ بِلا لَيْلَــةٍ وليلةٍ تأتى بلا يوم غدْ. إذن سيُصفِّر العداد وينتهي كل شيئ، ومن ثم سوف يأتي الخسار أو الخسران الأعظم لأن نفذ رأس المال دون أن تستثمر شيئاً فيه، لكن ما هى طريقة الاستثمار الصحيحة؟ الجواب بكلمة واحدة في الآية التي تقول إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ۩، علماً بأن هذه هى السورة التي قال عنها إمامنا أبوعبد الشافعيّ – رضوان الله تعالى عليه – لو لم يُنزَّل على المسلمين إلا هذه السورة لكفتهم، وهى السورة التي روى الإمام أبو القاسم الطبراني عن أحد التابعين – أعتقد أنه عبد الله بن حُصين – أنه قال كان الصحابة إذا التقوا لم ينصرفوا إلا على تلاوة سورة العصر ثم يُسلِّم بعضهم على بعض، فهم باستمرار يتلون سورة العصر – وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ – ويُذكِّرون أنفسهم بها! إذن هذا هو طريق الروح، لابد من تحديد الغاية بدقة شديدة ولابد من أن نستغل هذه اللحظات وهذه الأيام وهذه السنين وأن نستثمرها لحياة الأبد بالإيمان وعمل الصالحات، والإيمان يُشبِه أن يكون الحكمة النظرية، لكن هو شيئ أوسع وأقدس من هذا ويتعلَّق بالجانب النظري في المسألة والرؤية الكونية، ولابد من العمل الصالح يُشبِه أن يكون الحكمة العميلة، وهو يتعلَّق بإدارة هذه الحياة وإدارة هذه البنية المُستخلَفة كما يُقال، ونحن مُستخلَفون في أرض أبداننا وليس في أرض الله فقط، فالروح مُستخلَفة في أرضِ بدنها، وواضح طبعاً أن هناك علاقة – علاقة استخلافية – ضمن الكيان الفردي الإنساني، ومن هنا لابد أن يتساءل الإنسان دائماً ما هى أهدافي؟ أهداف ماذا فيك؟ ليست أهداف البدن حتماً، الأهداف شيئ آخر يقود هذا البدن ويتحكَّم فيه ويُوجِّهه أو ينبغي أن يكون مُتحكِّماً فيه وأن يُوجِّهه! حين تقول قالت لي نفسي وسألت نفسي يجب أن تقول مَن يسأل مَن؟ مَن السائل ومَن المسؤول؟
واضح أن هناك جانباً آخراً غيبياً له نوع من السُلطة وله نوع من الراقبة وله نوع من التشوف أيضاً في إدارة هذه الكيانية الإنسانية، إنها الروح بالطبع، حين يحصل هذا العراك الداخلي وحين يحصل في المُقابِل الطمأنينة والتصالح والاستقرار بين المُكوِّنات التي تتنازع دائماً ما تُنادي الروح على هدفها، وهدفها هو الله تبارك وتعالى، لكن تذكروا مرةً أخرى – عوْدًا على بَدْءٍ – أنها لا تعمل في عرض الحياة وإنما تعمل في طولها، ومن هنا الحياة تطيب وتُصبِح حياة إنجاز وإبداع وعطاء ورحمة وكرم، أي حياة ربانية، ولذا أزعم أن هذا هو جوهر فلسلفة الروح في الإسلام، وهو أيضاً جوهر الغايات الإلهية والمقاصد الإلهية من الخلق، لكن بغير هذا سوف يكون كل شيئ كلاماً فارغاً، يُمكِن لأي فلسفة أخرى أن تُنجِز ربما أشياء أكثر مما نُنجِز نحن بإسم الدي نلأننا ضيعنا جوهره – الجوهر الأصيل فيه – طبعاً!
إذن ما هى أبعد غاية يُمكِن أن نحدس بها عبر هذا التساؤل وهذا الاقتراح؟ إذا لم تكن الغاية هى المال وإذا لم تكن السُلطة وإذا لم تكن الشهوات وقد جرَّبناها فإذن ما هى الغاية؟ قطعاً شيئ وراء هذا، وهذا لابد أن يكون واضحاً!

(يُتبَع الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة