بين الحقيقة والوهم

تاريخ النشر: 17/09/21 | 15:54

هادي زاهر
تهجمات كثيرة جاءت عبر وسائل الاعلام المختلفة على أبناء الطائفة الدرزية، عقب هروب الاسرى من سجون الاحتلال، منها ما كان سافرًا ومُعَمِما، علمًا بان الطائفة الرزية ككل شريحة خلقها الباري عز وجل، فيها ما يكفيها من الشرفاء والسفهاء، الذين تمادوا غير مدركين بان في التعميم الكثير من الظلم والتجني، وقد جاءت الاتهامات مشبعة بالأكاذيب حيث قيل بان شرطيا درزيا من مدينة الناصرة قام بالوشاية على السجناء، في حين انه مدينة الناصرة تخلوا كليا من المواطنين الدروز، وجريا مع أكاذيب الاحتلال التي يبغي منها الفتنة نشر بان مواطنين عرب شاهدوا الفارين وقاموا بإخبار الأجهزة عن ذلك، وادعاء اخر كان بان اثنين من الفارين دخلوا إلى احد البيوت في الناصرة وطلبوا الطعام فما كان من صاحب البيت إلا ان اخبر الشرطة عن ذلك لتلقي الأخيرة القبض عليهم، ولتثبيت هذه الأكاذيب تم شكر المواطنين العرب على مدى مساعدتهم للأجهزة الأمنية، ومن ضمن الأكاذيب انه قُبض عليهم اثناء التفتيش عن الطعام في حاويات القمامة إلى اخره من أكاذيب تبغي السلطات الإسرائيلية منها دب الخلافات بين أبناء شعبنا لتسرح وتمرح في استمرارها اضطهاد الجميع كل على حدا وسط أجواء من تخويننا لبعضنا البعض وهناك من البسطاء من ينساب بسهولة مع ذلك؟!
أحد الأشخاص ممن سجل فيديو وبثه دعا أبناء الطائفة الدرزية في كل العالم إلى رفع يدها عن الشعب الفلسطيني، يا سلام.. هكذا بكل بساطة؟!! متناسيا دور دروز لبنان في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل قوتها عندما تكالبت عليه إسرائيل والولايات المتحدة وحزب الكتائب ومختلف القوى الرجعية في لبنان والرجعي العربية التي مولت الغزو الذي شنته إسرائيل على لبنان عام 1982، غريبة كم ان ذاكرة شعبنا قصيرة؟!
اما عن اتهام الدروز ككل اريد ان انوه هنا تحديدًا إلى دور الدروز عبر تاريخها عن الامة العربية والتي لا تستطيع أي شريحة من شعبنا ان تزايد عليها ولن نتحدث عن المعارك التي خاضها الدروز عبر التاريخ ضد البيزنطيين والصليبيين والمماليك والمغول والتتر ونابليون الذي قال اعطيني هؤلاء لأحارب بهم الدنيا لن نتحدث عن الأمير رافع بن ابي ليل مع صلاح الدين الايوبي لاستعادة القدس لن نتحدث عن المعارك مع إبراهيم باشا لن نتحدث عن الأمير فخر الدين لن نتحدث عن تحرير سوريا من العثمانيين والفرنسيين وعن دورهم في تحرير لبنان من الفرنسيين ولن نتحدث عن كمال جنبلاط وقبله حماه امير البيان شكيب أرسلان الذين قال لامتنا اوصيكم بفلسطين والقائمة طويلة.. طويلة.
وعودة إلى التعميم الذي ينتهجه البسطاء من أبناء شعبنا، بودي هنا ان اذكر حقيقة أن من يخدم في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة من أبناء الطائفة الدرزية هم 8 % فقط من العرب الذين يخدمون في هذه الأجهزة، زد على ذلك بان أبناء الطائفة الدرزية يخدمون اجباريا في حين ان النسبة الباقية العربية تخدم تطوعا، هذه الحقيقة يجب ان يعلمها الجميع، وقد يعلمها البعض ولكن أسهل عليهم من كيل الاتهامات تهربا من مواجهة الحقيقة الصارمة او انهم يتقدون أن مناطحة السخل أسهل بكثير من مناطحة الفحل الإسرائيلي الهائج، طبعا المتطوع المسلم الذي يدافع عن المستوطنين ممن يقلعون أشجار الزيتون ويعتدون على أهلنا في الأراضي المحتلة وعلى الأماكن المقدسة اسهل عليهم الادعاء بانهم من الدروز، وكذلك المتطوع المسيحي ومن يخدم من جيش لحد الهارب من لبنان، في حديث لي مع الكاتب الفلسطيني جميل السلحوت حدثني بان عندما يكان يقارع احد ضباط الاحتلال ممن يتقنون اللغة العربية زعم الأخير بانه درزيا ولكن الكاتب الفلسطيني كشفه.. وهذا لا يعني بانه ليس هناك جنودا دروزا يتخطون حدود الادب، نحن لا نبرر جريمة أيا كان، الجندي الذي يخدم في جيش الاحتلال يمثل الاحتلال ونفسه ليس إلا.
وعودة إلى أبناء الطائفة الدرزية تحديدًا، نحن في المبادرة العربية الدرزية نقف إلى جانب أبناء شعبنا الفلسطيني قلبًا وقالبًا، وما من جريمة يرتكبها الاحتلال إلا ونكون إلى جانب أهلنا، يرافق الوفد عدد من الاسرى ممن قضوا زهرة شبابهم في سجون الاحتلال منهم الشيخ أبو صياح عزة من قرية بيت جن والشاعر صالح قويقس الذي خرج بصفقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والاسير يحيى عطالله، وغيرهم ممن يعرفهم الاسرى الفلسطينيين داخل سحون الاحتلال، ماذا تقولون لنا نحن أعضاء تنظيم المبادرة العربية الدرزية الذين قضينا فترة شبابنا في سجون الاحتلال دفاعا عن حق شعبنا في تقرير مصيره لتلاحق في لقمة رزقنا بعد ان نخرج من السجون؟!!
وهل طيب الذكر شاعر رائد شعر المقاومة سميح القاسم هو الاخر من الخونة؟ لقد كتب طيب الذكر في كتابة” لا توقظوا الفتنة رداً على احد الضالين: ” هناك فتاوى تدعو لأخذي بالسيف، لا لسبب سوى ميلادي في اسرة درزية، اعتز لانتمائي إليها ولا أرى انها بحاجة إلى الاعتذار لاحد، أو استعطاف أحد فأنها من شرف التاريخ وعزة الانتماء ما يكفيها لدحر البذاءات والتطاولات الجاهلية الجديدة (ص 37 ) وكتب مخاطبا سيادة المطران ” بطرس المعلم” أنا شاعر علماني عروبي أممي إنساني من أبناء العشيرة المعروفية التوحيدية العريقة الباسلة كفاحًا وتاريخًا (ص 73) وقد قال في معرض رده على المدعو ” شمعون أفيفي” والذي يزيف التاريخ خدمة للمشروع الصهيوني: ” لا يحق لأحد ان يلومني على احترام المشاعر المذهبية للعشيرة المعروفية التي أعتز بأنها تشكل احدى حلقات انتمائي الشخصي (ص 118)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة