أبطال على الأطفال .!

يوسف جمّال- عرعرة

أن أردت أن تقتل ..
فاعتلِ طائرة تحمل المتفجرات
وطِرْ فوق غزة وابحث عن طفل
لا تكترث بعمره ..
سنة أو يقلُّ ..أربع أو يزيد
قد يكون في حضن أمِّه يبحث
عن حليب في صدرها
العطشان
ولا يهمُّك واقفاً .. نائماً في سريره
يلعب على حافة الرصيف بكرة صنعها
من أسمال المزابل القاحلة
***********
صوِّب نحوه النار ..
كن بطلاً
لا تخطئ الأهداف مهما كانت صغار
فأنت فنان في إصابة الأهداف الصغار
أنت محظوظ ..
الدَّم .. دم الأطفال لا يظهر لك من بعيد
لا يظهر لك من أعالي السماء
محظوظ أنت ..
لا تسمع زعقاته
تختبئ خلف ضجيج الطائرات
من دموع الأمهات
من بكاء الأمهات
من زعقات الأرض
الى أعالي السماوات
ستعود الى قاعدتك منتصراً
منتصراً على أطفال صغار
على أحضان أمهات
على دموع أمهات
*************
إن أردت أن تقتل
وأن تكون بطلاً
فاعتلِ طائرة متفجرات
وطِرْ فوق غزة
واطرد العصافير من السماء
وانتظر حتى يغيب القمر
وابحث لك عن صيّد
أبحث عن أطفال تحت الرُّكام
وأطفال فوق الرُّكام
صوّب مدافعك واطلق
لا تكترث لزعقات المدفونين
ولا للأطفال الذين ينبشون الخراب
بحثاَ عن ألعاب المدفونين تحت الرُّكام
صوِّب اطلقْ ..
ألحِقْ الذين فوق الرُّكام بالذين تحت الرُّكام
***********
إذا أردت أن تكون بطلاً ..
فإحكِ لأطفالك الحكاية
قلْ لهم ..
أنك دفنت أطفالاً مثلهم تحت الرُّكام
لهم عيون مثلهم وأفواه
لديهم كرات مثلهم ولكنها من قماش
كان لهم بيوت مثلهم
حوَّلتها الى خراب
كانت لهم أحلام صغيرة
وحولتها الى سراب
****************
ولكنك لا تستطيع أن تنام
ستلاحقك أرواحهم
من بين الرُّكام
من أعالي السماء
من قلب الأرحام
ملح دموع أمهاتهم ستأكله مع الطعام
صورهم ستنصب أمام عينيك زاعقة
أنت قتلت فراخ الحمام ..
أنت قتلت فراخ الحمام .
*********