عميد الصناعيين في الجنوب الفلسطيني: الصناعة هي أساس أي تنمية وعماد أي اقتصاد

تاريخ النشر: 03/05/21 | 13:20

تتماشى الشعارات العصرية التي تنطلق اليوم من المؤسسات الإعلامية مع النظريات الإدارية التي تعتبر الصناعة هي العمود الفقري للاقتصاد الحقيقي، وحجر الزاوية في بناء أي تنمية تعتز بالإنسان وتنتمي لبيئة متجددة تبحث عن التقدم والارتقاء .

لقاء حصري جمعنا مع عميد الصناعيين في الجنوب الفلسطيني ، الحاج حامد الجدع القواسمي، رئيس مجلس الإدارة في شركة أبناء حامد الجدع للكهرباء والطاقة، والذي يعتبر شريكاً فعلياً في تنمية العديد من الشركات والمصانع والمحاجر ومؤسسات الدولة والمؤسسات الأهلية التي انطلقت في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم.

لقاء ودي مليء بالحيوية والصراحة ، طرحنا على الحاج حامد فيه العديد من الأسئلة التي تتصل برؤيته التي جمعت ما بين الأمس واليوم ، وانطلاقته الجديدة نحو المستقبل في ظل شركته الجديدة التي جمعت بين الصناعة وعالم الطاقة المتجددة، وقد جرى الحوار في الفضاء الآتي:

لماذا الصناعة ؟ ما الذي دفعك نحو هذا التوجه في سبعينيات القرن الماضي؟

أهلا ومرحبا بكم معنا بداية في شركتكم التي تفخر باستضافة الإعلام التفاعلي ، وللإجابة على سؤالكم الكريم ، فأنتم تعلمون أن ظروف السبعينيات في فلسطين كانت صعبة جدا ومعقدة ، فقد كانت التجارة والزراعة والموارد الأساسية والتنموية بيد اليهود بداية الاحتلال، وكانت المشروعات الصناعية هي الملاذ الأفضل لمن يمتلك الخبرة والتجربة في هذا المجال، فقد كان توجهنا نحو الصناعة والمعدات الصناعية نوعاً من الخيار الإجباري لانعدام الخيارات الأخرى وعدم توفر الفرص والإمكانات أمامها.

الحاج حامد الجدع .. رحلة الأربعين عاماً كيف تصفها ؟

نحمد الله تعالى ؛ فبهمة رجال الأعمال وأصحاب المصانع وتعاون المؤسسات الصناعية والتجارية والمجالس البلدية والمالية والجامعات والمعاهد ، تمكنا من تحقيق انطلاقة نوعية في العمل الصناعي ، وبناء شراكات حقيقية مع العديد من هذه الجهات المؤثرة ، وأنا سعيد جداً بأن مسيرتي العملية قد اعتمدت على معرفة مؤسسات وجهات وأفراد ومدراء وشخصيات كانت صاحبة السبق في بناء هذا الوطن واقتصاده برغم كل العقبات التي اعترضت الطريق للتنمية ، رحلتي خلال أربعة عقود هي رحلة الكد والكدح ومعرفة معادن الرجال ، وأنا فخور بكل التجارب التي خضتها والتي كانت مرتكزاً لنا اليوم في بناء رؤيتنا المستقبلية في شركتنا العصرية.

تشاركون – وفق ما نراه في جناح المعرض لديكم – في الفعاليات الدولية ، فهل الاستفادة من المعارض الدولية متحققة أم هي متعة السفر والتجوال ؟

المعارض الدولية اليوم هي حصاد تقدم الشعوب والأمم ، والسفر كنز للمعرفة ، والتفاعل العقلي بين المتخصصين يعطي أفضل النتائج ، لا سيما في مجال اهتمامنا في الطاقة والمعدات الصناعية .
نحن في فريق العمل حريصون كل الحرص على المشاركة في المعارض المحلية والدولية ، ومتابعة التكنولوجيا العالمية والصناعات المتقدمة والاندماج مع الصناعة الحديثة ، والتعاون الكامل ما بين المؤسسات الأهلية والخاصة والعاملة في مجالنا، لأن التكنولوجيا القديمة هي أساس التكنولوجيا العصرية ، ونحن نتطلع نحو التكنولوجيا القادمة وتكنولوجيا المستقبل وصولاً لما نصبوا إليه من تقدم وازدهار .

العالم اليوم يشهد تقلبات كثيرة ، كلها تضرب الصناعة ، من الاستيراد والتصدير للنقل للضرائب وأمور كثيرة أخرى ، هل هناك مجال للنمو الصناعي في ظل هذه الأزمات برأيك؟

صحيح ، أصغر المتغيرات في العالم اليوم تؤثر على الواقع الصناعي ، فالنقل البحري والتكنولوجيا العصرية ونحوها من الأمور تضرب الصناعة بشكل فعلي ، ولكن يبقى رجل الأعمال والصناعي ذو الخبرة يؤقلم نفسه للتعامل مع الظروف بحسب خبرته وعلاقاته ومستويات القدرة المادية لديه، كما يلعب فهم الحياة العملية دوراً مهما في التغلب على العقبات ، فكما أن في كل آلة مسنناتها وأتراسها المتناسقة لتستطيع العمل ، فإن التعاطي مع مشكلات الحياة المعاصرة ومتطلبات التقدم فيها تتطلب التكامل والتساوق مع ما هو موجود ومتاح لتحقيق الإنجاز العقلاني والممكن.

عند دخولنا لجناح المعرض الصناعي في شركتكم ، رأينا العروض الخاصة بمشاركاتكم الدولية في المنتديات والمعارض والفعاليات الدولية ، هل تتم الاستفادة من المعارض بالفعل أم هي جولات سياحية أكثر منها للاستفادة؟

السفر مهم جداً، والتعرف على تجارب الشعوب الأخرى مهم كذلك، والمشاركة في المعارض والفعاليات الدولية يعطينا التجارب الحقيقية في مجال اهتمامنا الصناعي ، على مستوى المعدات الصناعية ، أو في مجال الطاقة الشمسية ، ولذلك ؛ فنحن في فريق الإدارة حريصون على المشاركة في المعارض المحلية والدولية ، وأن نكون مشاركين نشطين وفاعلين فيها لتحقيق الفائدة من مشاركتنا في كل نشاط منها.

اختلفت التكنولوجيا اليوم عما كانت عليه في زمان انطلاقتكم، وكل يوم هناك جديد في هذا المجال ، فكيف تسيرون أموركم في عالم التكنولوجيا الرقمية ؟

التجدد والمرونة ، كلمتان مفتاحيتان للتعامل مع الواقع الجديد، ونحن كفريق متعدد المستويات المعرفية والمراحل العمرية ، استطعنا أن نصهر الخبرة والحداثة في شركة واحدة ، نتمكن من خلال الجهود المشتركة فيها من متابعة التكنولوجيا العالمية والصناعات المتقدمة، والاندماج مع الصناعة الحديثة ، لتحقيق التعاون الكامل ما بين المؤسسات الأهلية والخاصة والعاملة في مجالات العطاء المنوعة ، لأن التكنولوجيا القديمة أساس التكنولوجيا الحالية ونتطلع التكنولوجيا القادمة وصولاً لما نصبو إليه، ونحن لا ندخر جهداً في البحث والتشبيك المؤسسي والتفاعل مع الجامعات والمعاهد والعقول المتخصصة في كل المجالات داخل الوطن وخارجه.

ذكرت الجامعات والمعاهد، ما العلاقة التي تجمع الشركات الصناعية وشركات الطاقة بالقطاع الأكاديمي؟

القطاع الأكاديمي جزء لا يتجزأ من العمل الهندسي الصناعي ، الأكاديميون هم الأساس لنيل العلم التمهيدي لطلبتهم ، وبعدها دخول سوق العمل، ولا بد من التعاون الأكاديمي والصناعي بشكل مستمر ككتلة واحدة متعددة التوجهات والميول، ولا يمكن النجاح إلا بالتكامل والتعاون بين الفكرة والآلة، لأن الصناعة العصرية ولا سيما في مجالات الطاقة باتت تدخل كل مجالات الحياة بما فيها التعليم والبيئة والصحة وغيرها.

ما تقييمك للجيل الشاب اليوم ؟ شركتك مليئة بالشباب وطلبة الجامعات ، فهل تؤمن بهم أم تحاول إيجاد الفرص من بينهم ؟

نتمنى أن نرى الجيل الشباب المتدرب يصل لمستويات مميزة في سوق العمل ، ولا بد من بذل المزيد في هذا الصدد من جانب الجامعات ومؤسسات العمل الصناعي المحترفة، ومن الجيد الاهتمام بعنصر الشباب وتطوير أفمارهم وإمكاناتهم، وتطوير قدراتهم المعرفية نظرياً وعملياً، وأملنا كبير في الأجيال القادمة، ونحن على استعداد لكل دعم ممكن، لكن التعويل الحقيقي عليهم هم بالدرجة الأولى .

دخولكم قبل سنوات على عالم الطاقة الشمسية ، هل كان اعتباطياً ، أم بفعل دراسة للسوق ومتطلباته؟

نحن بحمد الله بدأنا تركيب أول نظام طاقة شمسية تجاري على مستوى فلسطين ، وهذا سبق نفخر به ، ودخولنا لهذا العمل كان نتيجة العديد من الدراسات والاستشارات والمشاركات الدولية التي أوصلتنا إلى أن الطاقة البديلة والمتجددة هي لغة العصر ، وهي صناعة المستقبل الأكثر حيوية ، لا سيما بعد سلسلة الأزمات التي عصفت بالعالم مؤخراً.

نقطة مهمة هنا ، أن هذا القطاع حيوي ومنتج، وهو لصالح الشعب الفلسطيني كما هو لصالح شركات الكهرباء ، وجدواه الاستراتيجية تنعكس على المواطن بصورة واضحة ، وعلى الاقتصاد بشكل عملي وواضح.، وعلينا أن لا ننسى أن كل دول العالم اليوم تتوجه نحو الطاقة الشمسية بدءا بالدول التكنولوجية والمتقدمة ، وفي هذا دلالة مهمة .

ماذا لو طلبنا منك كلمة ختامية ، ماذا تهدي جيل اليوم من نصائح؟

أطلب من شبابنا الدخول بجدية في القطاع الصناعي ، وأن يكونوا رواداً فيه لا مجرد أرقام ، وأن يؤسسوا طواقم النمو المهني في المنشآت والمؤسسات العامة والخاصة، وأن يتعاونوا مع العقول المتفتحة حتى نصل للنجاح الممكن، ولاقتصاد حقيقي وليس وهمي، ولنحقق التقدم المهني والتكنولوجي الذي يمكن أن يسير في عالم اليوم .

كما نتمنى للشباب أن يضاعفوا جهودهم ويبذلوا جهداً أكبر وأن يتعاونوا مع أنفسهم بكل جهد مستطاع، وذلك للوصول للتقدم المطلوب في حياتهم، فبلا تعاون لا حياة ولا تقدم .

تعليق واحد

  1. للاسف بنا كل عمله على السرقة والنصب وحلف الايمان الكاذبة واكل الحرام
    وعلم ابناءه على حساب غيره وزرع فيهم اهم صفات الحرام وهي السرقة والكذب وراس ماله هو الحرام والحرام والحرام
    لا بارك الله فيه ولا نفعه ولا انفع منه احد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة