عقب أحداث القدس… منظمة يهودية تهاجم إسرئيل بقلم أحمد حازم

تاريخ النشر: 01/05/21 | 3:03

خبران عالميان مهمان على الصعيد الفلسطيني، شهدهما العالم هذا الأسبوع لفتا نظري لما يحملان من معنى سياسي مؤيد للحق الفلسطيني، الخبر الأول يتعلق بالمواجهات التي جرت بين ثيران المستوطنين والجيش الإسرائيلي وبين أهل القدس العاصمة الأبدية لفلسطين.. الخبر الأول يقول، أن منظمة (إف نط ناو IfNotNow) وهي منظمة للشباب اليهودي الأميركي متعاطفة مع حقوق الشعب الفلسطيني وجهت رسالة للعالم حول موقفها مما جرى في القدس ليلة الخميس الجمعة الماضية 22/4/2021 ووصفتها بأنها “مجزرة”.

الشباب اليهود الأميركيون تساءلوا في رسالتهم عما يمكن تسمية مئات الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين الذين يسيرون في الشوارع، وهم يهتفون “الموت للعرب”، ويهاجمون الفلسطينيين القريبين؟ “ومع ذلك جاء الرد من قبل أجهزة الأمن القمعية الإسرائيلية في استخدام نيران اسلحتها وقنابل الغاز المسيلة للدموع وقنابل الدخان إلى صدور الفلسطينيين العزل، بدل ان تفرق قطعان المستعمرين”.

ما أشارت إليه الرسالة ليس بجديد على المسار اليومي ل حياة الفلسطيني في القدس وحتى في غير القدس. فالمستوطنون (اللمم) السود منهم والبيض الذين جاؤوا بهم إلى الأرض المقدسة من أرجاء مختلفة من الكرة الأرضية هم “أبناء فرفور ذنبهم مغفور” ويحق لهم فعل أي شيء ضد الفلسطيني (بنر بطون الحوامل، قتل الأطفال، حرق أشجار الزيتون) وغير ذلك ولا يتعرض أحد لمساءلة حقيقية.

المنظمة الشبابية اليهودية، قالت في رسالتها:”في كل مرة تهدم فيها الحكومة الإسرائيلية منازل الفلسطينيين، وتحتجز اطفالهم، وتوسع المستوطنات، وتطلق النار على المتظاهرين، وتدعي بأن حياة اليهود فقط، حالة متكررة نشاهدها، ونراها تاتي من اعلى المستويات لتبرير عمليات الهدم والقتل والتطهير ضد الفلسطينيين.”

ولم تنس الرسالة الإشارة إلى أن ظهور اليميني المتطرف (ايتمار بن غفير خليفة كاهانا) على الساحة السياسية بعد فوزه في انتخابات الكنيست الأخيرة، هو تعبير عن تفاقم العداء العنصري للفلسطيني لا سيما وأن بن غفير يؤمن بالتطهير العرقي في القدس وكل الارض الفلسطينية.

الخبر الثاني، هو التقرير المفصل الذي صدر في السادس والعشرين من الشهر الحالي عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” لحقوق الإنسان، حول سياسات التمييز العنصرية والاضطهاد الإسرائيلية، التي ترقى لجرائم حرب ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني. التقرير الذي يحمل عنوان “تجاوزوا الحد، السلطات الإسرائيلية وجريمتا الفصل العنصري والاضطهاد” يتكون من 213 صفحة تضمنت وثائق حكومية تظهر مختلف مظاهر التمييز والاضطهاد العرقي، ووقائع لانتهاكات إسرائيلية عنصرية ضد الفلسطينيين.

ويبدو بصورة واضحة أن ما جرى في القدس من انتفاضة جديدة على الظلم والإستبداد هو تذكير للمجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية ما دامت بدون حل فالأحداث في القدس ستبقى في تصعيد دائم ولن يهدأ بال للمحتل في احتلاله إن كان للقدس أو لغيرها، لكن القدس بصورة خاصة هي خط أحمر لا يستطيع المحتل تجاوزه مهما تعاظم جبروته ومهما تفاقمت عنصريته، والقضية هي كما وصفها معلق سياسي لبناني:” قضيّة فلسطينية يصعب التخلّص منها من دون تسوية عادلة ومعقولة تأخذ في الاعتبار وجود شعب على الخريطة السياسيّة للشرق الأوسط، والقضيّة قضيّة شعب حاضر بقوّة في السياسة وباق خارج الجغرافيا، وهذا أمر مخالف لكل منطق التاريخ”.

لقد حاول من سبق نتنياهو في السياسة ولا سيما سياسة الٌإقصاء التخلص من الشعب الفلسطيني فقد شردوا وهجروا وقتلوا ولكنهم لم يفلحوا في جعل الشعب الفلسطيني ينسى قضيته. هذا الأمر تجاهله نتنياهو خلال حبك مؤامراته مع حليفه الفاشل ترامب الذي ذهب بدون رجعة، ونتنياهو أصبح وضعه السياسي على كف عفريت.

مواجهات القدس تأتي في ظل حالتين سياسيتين مميزتين للوضعين الإسرائيلي والفلسطيني: في الحالة الإسرائيلية هناك أزمة حكومة قوية وهي العجز التام عن تشكيل حكومة إسرائيلية بعد أربع انتخابات للكنيست خلال عامين. نتنياهو عمل طيلة فترة حكمه على خلق واقع جديد عل الأرض ولا سيما في القدس التي أراد لها وبذل كل ما يستطيع من أجل تكريس القدس عاصمة أبديّة لإسرائيل ، ونجح في إقناع ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تلّ أبيب إلى القدس وفي انتزاع اعتراف من واشنطن بالمدينة كلّها عاصمة لإسرائيل. لكن كل هذا يبقى مجرد تصريحات أمريكية وإسرائيلية والواقع يقول أن القدس هي فلسطينية وأهلها قادرون على حمايتها ويرفضون الاعتراف بالأمر الواقع. الذي يسعى إليه نتنياهو. ليس معروفا لغاية الآن ما الذي يمكن أن بنجم عن الحالة السياسية الإسرائيلة، لكن المعروف أن أي حكومة ستتشكل ( وهذا أمر مشكوك فيه) ستكون حكومة عرجاء ولا بد من انتخابات خامسة.

أما في الحالة الفلسطينية، فإن الرئيس الفلسطيني يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه وهناك تناقض في الموقف. ففي الوقت الذي تتجه فيه الأمور إلى تأجيل الانتخابات يخرج علينا جبريل الرجوب عضو مركزية فتح ويصرح خلال اجتماع لكادر حركة فتح جرى الثلاثاء الماضي في بلدة بني نعيم شرق الخليل بأن الانتخابات الفلسطينية ستجرى في موعدها وأن الدعاية الانتخابية ستبدأ اليوم الجمعة.

إذا ما الذي يريده الرجوب من رسالته هذه المناقضة للتأكيدات على تأجيل الانتخابات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة