ثمانية سيناريوهات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية ال-36: نتنياهو، لبيد، بينيت أم انتخابات خامسة…

تاريخ النشر: 27/04/21 | 8:03

بقلم: الأستاذ شاهين صرصور

قبل أن أبدأ في سرد وكتابة السيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية ال-36 بعد انتخابات الكنيست ال-24، أود أن أقدم معلومات أساسية مهمة للقارئ عن كيفية تشكيل الحكومة وعن أنواع الائتلافات الممكنة ليتسنى له فهم الصورة جيداً.

من أجل تركيب الحكومة في إسرائيل، يقوم رئيس الدولة بإلقاء مهمة تشكيلها على أحد أعضاء الكنيست (من المتبع أن يتمّ تكليف رئيس أكبر كتلة في الكنيست). وفي حال عدم نجاح رئيس أكبر كتلة في الكنيست في تشكيل حكومة ائتلافية خلال 28 يوم فإنه يحق لرئيس الدولة تمديد الفترة الزمنية ب 14 يوما إضافياً أو تكليف عضو كنيست آخر بمهمة تشكيل الحكومة. في حال نجاح عضو الكنيست المكلف بمهمة تشكيل الحكومة، يقوم بصفته رئيسا للحكومة بعرض الوزراء في حكومته وخطوطها العريضة على الكنيست وذلك من اجل الحصول على ثقتها.

يتمّ تشكيل الحكومة الائتلافية نتيجة اتفاق عدد من الأحزاب في الكنيست على الخطوط العريضة لهذه الحكومة وذلك من أجل الحصول على دعم أكثرية أعضاء الكنيست، ممن تتوافق هذه الخطوط مع أراءهم السياسية وممن تخدم مصالحهم، ويكون ذلك ضمن توقيع إتفاقيات إئتلافية وهي اتفاقيات سياسية يتم بموجبها توضيح الخطوط الأساسية العريضة المتفق عليها. توقع هذه الاتفاقيات بين الأحزاب المشاركة في الائتلاف وتشمل: موافقة المشاركين في الائتلاف على دعم الحكومة ورئيسها، تفصّل حقوق وواجبات كل حزب من الأحزاب المشاركة في الائتلاف، توزيع الحقائب الوزارية على الوزراء. يجب على هذه الاتفاقيات أن تكون علنية وذلك لتطبيق حق الجمهور في المعرفة. الأحزاب التي لا تدخل إلى الائتلاف الحكومي تشكل أحزاب المعارضة في الكنيست. بالمقابل تشكل الأحزاب التي يؤدي انسحابها من الحكومة إلى حل الحكومة وسيلة للضغط على الحكومة لتحقيق مصالحها الخاصة ، وتُسمى بأحزاب “لسان الميزان”.

منذ قيام الدولة وحتى الآن، جميع الحكومات التي شُكلت في إسرائيل كانت حكومات ائتلافية، وذلك لأنه لم ينجح أي حزب بالحصول على أغلبية في الكنيست (61 عضو) ويعود ذلك لكون الانتخابات المتبعة في إسرائيل هي انتخابات نسبية.

عدد الأحزاب الموجودة في الكنيست والداعمة للحكومة هو الذي يحدد تسميتها، وهي على النحو التالي:

1-حكومة الائتلاف الواسع: تتكوّن من ائتلاف عدد كبير من الأحزاب وتكون لها أغلبية كبيرة في الكنيست (فوق 70 عضو). عادة في هذا النوع من الحكومات لا يؤدي انسحاب حزب من الائتلاف إلى استقالة الحكومة أو إقالتها، فهي أكثر استقراراً من حكومة الائتلاف الضيق. ومن أهم حسنات حكومة الائتلاف الواسع أنها تعزز من الشرعية الشعبية للحكومة لأنها تحصل على ثقة واسعة من الجمهور وتزيد من قوة الحكومة ويقلل من تبعيتها للأحزاب الصغيرة الأمر الذي يزيد من استقرار الحكومة.

2-حكومة الائتلاف الضيق: تتكوّن من ائتلاف أكثر من حزب وتكون لها أغلبية ضئيلة في الكنيست (60-67 عضو). هذا النوع من الحكومات الائتلافية تكون معرّضة للاستقالة أو الإقالة بسهولة وذلك بسبب تهديد الأحزاب داخلها بالانسحاب إذا لم ينفذ رئيس الحكومة مطالبها. عادة في هذا النوع من الحكومات، انسحاب أي حزب من الائتلاف يؤدي إلى إقالة الحكومة.

3-حكومة وحدة وطنية: هي حكومة تستند إلى ائتلاف واسع يشترك فيه عادةً الحزبين الكبيرين وممثلو الكتل المتخاصمة أيضا. المعارضة لهذا النوع من الحكومات تكاد تكون معدومة وضعيفة جداً. يتم تشكيل حكومات وحدة وطنية في حالات الطوارئ التي بطبيعة الحال تحتاج لحشد القوات والطاقات الشاملة في سبيل مواجهة الوضع المتأزم.

تمّ في إسرائيل تشكيل حكومات وحدة وطنية ثمانية مرات لمواجهة الأزمات المتنوعة: الأولى كانت الحكومة ال-13 التي قامت في عملها في فترة الكنيست ال-6 برئاسة ليفي أشكول في الأول من يونيو عام 1967 عندما ضم أشكول للائتلاف كتل “رافي” وغحال”. والأخيرة كانت الحكومة ال-32 برئاسة بنيامين نتنياهو التي عملت في الكنيست ال-18 في التاسع من مايو عام 2012 عندما ضم نتنياهو للائتلاف كتلة “كاديما” برئاسة شاؤول موفاز.

والأن أود أن أرتب نتيجة الانتخابات لكل حزب حسب التوصية للشخصية التي يمكنها تشكيل الحكومة التي قدمها لرئيس الدولة ريئوفين ريفلين بعد الإعلان الرسمي عن نتائج انتخابات الكنيست ال-24 في، حتى يتسنى للقارئ فهم لعبة تركيبة الحكومة:

احتمالات هذا السيناريو: ممكن إلى مستحيل خاصة وان بينيت وساعر يعارضان الاعتماد على أصوات العرب، وليبرمان يعارض بشدة أن يكون جزء من ائتلاف فيه أحزاب دينية. أضف إلى ذلك أن هناك عقبة قوية تتمثل في أن الأحزاب التي تتفق على إزاحة نتنياهو، تختلف فيما بينها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، ما يجعل التوصل لائتلاف حكومي صعب للغاية. كما وأن طلبات بينيت وساعر قد تكون مكلفة جداً.
بينيت
السيناريو الثامن – حكومة 61 عضو
تسود تقديرات حول إمكانية أن يطلب نفتالي بينيت، أن يُشكّل الحكومة. ولكن سياسات زعيم يمينا اليمينية المتشددة، تتعارض مع الكثير من مكونات المعسكر المعارض لنتنياهو، وخاصة أحزاب الوسط واليسار والنواب العرب، لذلك لن يتعاونوا معه في تشكيل حكومة برئاسته. وطبعا نتنياهو سيفعل كل شيء لأجل منعه من تشكيل الحكومة.

هذه هي أهم ثمانية سيناريوهات محتملة، ويبدو جليًا أن مهمة نتنياهو ولبيد وربما بينيت ستكون صعبة جدًا.
ويبدو أن الحل الأمثل وفي ظل هذه الظروف هو الذهاب إلى انتخابات خامسة خلال سنتين ونيف.

وبرأيي يتوجب على المؤسسة الإسرائيلية التفكير جيداً في إيجاد حل إبداعي للخروج من حالة عدم الاستقرار التي تمر فيها الدولة، لربما مثلاً رفع نسبة الحسم وتغيير طريقة تشكيل الحكومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة